ما هو القبر الذي سار بصاحبه

ماهو القبر الذي سار بصاحبه

يبحث  الكثير من الأشخاص عن حل لغز ما هو القبر الذي سار بصاحبه ؟ وهو من الألغاز الدينية الشهيرة التي على الرغم من الشهرة التي يحظى بها إلا أن الكثيرون لا يزالون لا يعرفون الإجابة الصحيحة له.. والألغاز الدينية لها العديد من الفوائد بالنسبة للمسلمين، ومن أهمها تجديد المعلومات الدينية لدى المسلمين لاتخاذ العبرة والعظة من القصص الدينية المختلفة التي وردت في القرآن الكريم.

ما هو القبر الذي سار بصاحبه

يعد هذا اللغز من أشهر الألغاز الدينية التي تحوي أسلوبًا من أساليب البلاغة في اللغة العربية وهو الكناية، وهو يقيس المعلومات الدينية لدى الأفراد، كما أنه يعمل على إحداث الصلة بين الأطفال، وقصص الأنبياء، حيث تُحفر تلك المعلومات الدينية في وعيهم بطريقة مشوقة وجذابة تجعلهم يتطلعون للتعرف أكثر على سِيَر أنبياء الله الصالحين، وهذا اللغز ينص على:

“ما هو القبر الذي سار بصاحبه؟”

وبالبحث عن الحل الصحيح له، علينا أن نعرف في البداية أن القبر المقصود في اللغز ليس قبرًا بالمعنى الحرفي الذي نقصده، والذي يُدفن فيه الأموات فهو قبر جامد لا يتحرك من مكانه، ولا يمكنه السير.. إذًا فالقبر المقصود في اللغز هو كائن حي يمكنه السير والحركة من مكان إلى آخر.. فما هو الكائن الحي الذي يمكن أن يبتلع إنسانًا؟ ومن هو هذا الإنسان.. عندما نبحث في سيرة الأنبياء، نجد أن النبي الذي التقمه كائن حي آخر، هو سيدنا يونس عليه السلام، حينما ابتلعه الحوت.. إذًا الإجابة الصحيحة لهذا اللغز هي “الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام“.

قصة يونس والحوت

قصة سيدنا يونس عليه السلام مع الحوت الذي ابتلعه من القصص القرآنية المليئة بالعبر والمواعظ التي يعتبر بها المسلمون في كل زمان ومكان.. فقد أرسل الله تعالى يونس عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام التي كانوا يتبعونها بشكل كبير على الرغم من أنها لا تضر ولا تنفع، وبذل يونس كل ما استطاعه من جهدٍ من اجل أن يبلغهم الرسالة التي أرسله بها الله تعالى، لكنه لم يلقى من قومه سوى الصدود والإعراض والسخرية.. ولما يئس يونس عليه السلام من قومه، ومن إعراضهم عنه، حذرهم من عواقب هذا الإعراض وأنذرهم أن يحيق عليهم غضب الله تعالى، ومع ذلك لم يُلقوا بالًا لتلك التحذيرات.

خرج يونس من قومه غاضبًا متجهًا نحو البحر، وسلّم أمره لله تعالي، ثم ركب سفينة في البحر، وحينها ماج البحر واضطربت الأمواج وكادت السفينة تغرق بمن فيها، ولكي تنجو السفينة كان لا بد من إلقاء أحد الركاب، ولمّا كان الأمر خطيرًا، والبحر يُشعر الأشخاص بالرعب والفزع اتفق الركاب جميعًا على الاقتراع فيما بينهم ومن يخرج اسمه في القرعة يقفز من السفينة لكي ينجو باقي الركاب، وقاموا بعمل القرعة بالفعل، وخرج اسم يونس عليه السلام؛ ولمّا كان الركاب يعرفونه ويعرفون قصته رفضوا أن يُلقوه في البحر، وأعادوا القرعة ثلاث مرات وفي كل مرة يخرج اسمه.. فاستسلموا للأمر، وألقوه من السفينة.

وأرسل الله تعالى له حوتًا التقمه، وطاف به بلادًا وبحارًا، وأمره الله تعالى ألا يُهلك يونس وبالفعل لم يحدث لو سوء طوال مدة بقائه في بطن الحوت، وفي خلال هذه الرحلة الربانية سمع يونس تسبيح الكائنات المختلفة في البحار وهو داخل بطن الحوت، فأدرك مغزى حدوث هذا الأمر كله، وشعر بالندم، ودعا الله تعالى أن يفرج كربه وينجيه من همه.. وقد ورد دعاء يونس في بطن الحوت في قول الله تعالى: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ” [1]. وبعد ذلك ألقاه الحوت على شاطئ البحر وهو يشعر بالإعياء من طول الفترة التي مكث فيها في بطن الحوت، وأنبت الله له شجرة يقطين في المكان الذي نزل فيه يأكل منه ويستظل بظلها.

وإلى هنا، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال؛ وقد تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال ماهو القبر الذي سار بصاحبه ، كما تعرفنا كذلك على قصة سيدنا يونس عليه السلام مع الحوت، وكيف نجاه الله تعالى منه.

المراجع

  1. ^ سورة الأنبياء , 87: 88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *