ما هو اللجوء السياسي

ما هو اللجوء السياسي

ما هو اللجوء السياسي اللجوء السياسي بالإنجليزي political asylum، الذي يشكل اليوم هاجسًا، تلهث وراءه العديد من الشخصيات السياسية، والعسكرية، والمدنية، على حدٍّ سواء، في ظلّ الظروف الراهنة التي أرخت بظلالها، فيما نشهده اليوم من متغيرات متسارعة، على الساحة السياسية العالمية والإقليمية، في دائرة المعاناة من الحروب والنزاعات والعنف، التي تكاد لا تخلو من تأثيراتها أي بقعة على الأرض. ومن خلال مقالتنا التالية في موقع محتويات، سنتطرق إلى كل ما يخص اللجوء السياسي.

ما هو اللجوء السياسي

اللجوء السياسي: في الواقع هو الحماية القانونية التي توفرها الدولة المضيفة للشخص الذي تقدم إليها بهذا الطلب. فيتم منحه العديد من المميزات الخاصة التي لا يتمتع بها طالبو أنواع اللجوء الأخرى. كما ويحدث اللجوء السياسي بسبب الحالة السياسية الراهنة في بلد ما. والتي تتعارض مع آراء وأفكار وتطلعات البعض. كذلك وتختلف مع توجهات السلطة القائمة، فيضطر الفرد خوفًا من التهديد، إلى مغادرة البلاد، واللجوء إلى دولة أخرى، طالبًا الحماية والأمان، حفاظًا على الحياة والكرامة. [1]

شاهد أيضًا: عيوب ومميزات اللجوء في فرنسا

معلومات عن اللجوء

بعد أن عرّفنا ما هو اللجوء السياسي، نعرض فيما يلي بعض المعلومات عن اللجوء السياسي، على النحو التالي: [1] [2] [3]

  • لمن يمنح اللجوء السياسي؟ في الحقيقة لا يمنح هذا اللجوء إلا لأشخاص محددين بذاتهم أو بصفاتهم، ممن يعتقد أنهم قد يتعرضون أو تعرضوا بالفعل للاضطهاد والتهديد، بسبب ما أفكارهم ومعتقداتهم المناهضة للسلطة الحاكمة في بلده الأصلي.
  • يجب التنويه إلى أن اللجوء السياسي يختلف في مبرراته عن باقي أنواع اللجوء، حيث أنه في أغلب الأحيان منصوص عليه في القوانين والتشريعات الخاصة بكل دولة. كما أنه في بعض الدول محدد الشروط في دستورها.
  • اللجوء السياسي في القانون الدولي يعدّ أساسًا للعدالة، ويمنح في حالات الضرورة القصوى، للحفاظ على حياة الأفراد وأمنهم. كما ويمكن تعريف اللجوء السياسي بحسب القانون الدولي، على أنّه نوع من الحماية، التي توفرها الدولة المضيفة لمواطن أجنبي، يخالف دولته الأم، ولا يعتبر هذا الحق إجباريًا لتحقيقه من قبل الدولة المضيفة. كذلك وتمتلك الحق في الموافقة عليه أو رفضه. في حين ينص القانون الدولي، على منح الملجأ المؤقت للجناة من السياسيين، من قبل الدولة داخل حدود أراضيها، أو في السفارة الأجنبية. كما وأطلق قديمًا هذا المصطلح، على الملجأ الآمن الذي توفره الكنيسة للمجرمين من المسيحيين والخارجين عن القانون.
  • يعتبر حق منح اللجوء السياسي للأفراد، من الحقوق التي تتمتع بها الدول المستقلة، ذات السيادة الكاملة على أراضيها. كما أن هذا الحق لا يجيز للدول الأخرى، أو لأي شخص مهما كانت صفته، التدخل في حيثياته، أو المطالبة بحجب اللجوء ورفضه لأحدٍ ما.

شروط الحصول على اللجوء

بعد الإحاطة بما هو اللجوء السياسي، نعرض فيما يلي أبرز شروط اللجوء السياسي، التي يجب توفرها لطالب اللجوء، وفي مقدمتها الخشية من التعرض للاضطهاد أو التصفية الجسدية أو مصادرة الحرية، في حال بقائهم في دولهم. كذلك ولمن يمنح اللجوء السياسي؟ والذي يحق لأشخاص ضمن فئات معينة، وهي على الشكل التالي: [1] [2]

  • الأشخاص العاملون في الحقل السياسي والسلك الديبلوماسي، من رؤساء الدول السابقين، والوزراء، والمستشارين وغيرهم.
  • أصحاب المناصب الرفيعة في الدولة الأم، من مدنيين أو عسكريين.
  • الأشخاص المعارضين للسلطة السياسية (الحاكمة) القائمة في البلد الأم.
  • عناصر الجيش المنشقّين عن نظام الحكم القائم، ويخضعون لشروط اللجوء السياسي للعسكريين.
  • كبار العاملين في حقل الأدب والصحافة والإعلام.
  • رؤساء الأقليات من القوميات، والعرقيات، الطوائف، والمذاهب الدينية.

أنواع اللجوء

اللجوء السياسي الذي يتقدم البعض، للحصول عليه، له ثلاثة أنواع، وسنبيّن فيما يلي خصائص كل منها، والتي هي: [1] [2]

  • اللجوء الدبلوماسي: ويقصد به اللجوء الذي تمنحه ممثليّات الدولة، في أماكن خارج نطاق حدودها الإقليمي المادي. كما في السفارات، والملحقيات، والقنصليات، أو الطائرات، أو السفن أو القواعد العسكرية التابعة لها، الموجودة خارج حدود الدولة الإقليمية.
  • اللجوء الإقليمي: ويقصد به الحماية القانونية، التي تؤمنها الدولة للاجئ السياسي، ضمن نطاقها، وتحت حكمها وحدودها السيادية الخاصة، والتي يترتب عليها تأمين الملجأ الإقليمي لمن يطلبه ويحتاجه. في حين أنه للدولة مانحة اللجوء، الحق في النظر بقبول طلب اللجوء، أو رفضه. بينما في حال اتخذت الدولة قرارها بالموافقة على منح اللجوء إليها لشخص ما، فيجب على الدول الأخرى. لاسيما التي يغادرها احترام القرار وعدم التدخل فيه على الإطلاق. ويضمن حماية الأشخاص المتهمين بجرائم سياسية، أو الفرار من الخدمة العسكرية، أو تهم بالعمالة والتخابر مع جهات معادية أو التجسس.
  • اللجوء المحايد: ويقصد به اللجوء الذي تمنحه الدول المحايدة في حالة النزاعات والحروب، سواء كانت الحرب دولية، أم داخلية. ويتمثل بالحماية القانونية التي تمنحها الدولة للشخص، الذي يتقدم بطلب اللجوء السياسي، هربًا من تلك الحرب وتبعاتها في بلده الأصلي. شريطة أن يتم اعتقاله طوال فترة الحرب.

مميزات اللجوء السياسي

بالعودة إلى ما هو اللجوء السياسي، فإن لهذا النوع من اللجوء العديد من الميّزات أهمها: [1]

  • يحصل اللاجئ على الحماية التامة ضد أي اعتداء أو محاسبة يمكن أن تقوم بها دولته، أو إحدى الجهات التابعة لها.
  • كما ويحصل على مساعدات عينية، ومبالغ مالية تمكنه من أن يحيا بكرامة.
  • تحترم الدولة المضيفة اللاجئ السياسي في أراضيها بشكل يتناسب مع مكانته الاجتماعية.
  • في حال المطالبة بتسليم اللاجئ من قبل دولته الأم. تمتنع الدولة المضيفة عن تسليمه إلى دولته، إلا في حالة التأكد من ارتكابه لجرائم حرب، أو انتهاكات خطيرة في واحدة من مجالات حقوق الإنسان.

شاهد أيضًا: لماذا لا تؤثر الهجرة في النمو السكاني العالمي

عيوب اللجوء السياسي

يترتب على اللاجئ السياسي، عدة التزامات نحو الدولة المضيفة. والتي في الواقع يراها البعض من أضرار اللجوء السياسي، ونذكر منها مثلًا: [1] [2]

  • فرض التجنس بالجنسية الخاصة ببلد اللجوء: حيث تنص أغلب القوانين والتشريعات في الدول، على مبدأ وحدة الجنسية لأفرادها، وحين يحصل طالب اللجوء السياسي على جنسية البلد المضيف، فبالنتيجة سيحرم من جنسيته الأصلية لأنه مطالب بالتخلي عنها، بحيث لم يعد من مواطنيها. وفي هذا مساس بالهوية الوطنية للاجئ، وفي انتمائه لأرضه ووطنه الأصلي.
  • تأدية الخدمة العسكرية في البلد المضيف: حيث يلزم الحاصل على اللجوء، بالالتحاق بخدمة العلم، للدفاع عن الدولة البديلة التي منحته جنسيتها، وأصبح فردًا من مواطنيها. في حين قد يترتب على اللاجئ مواجهة جيش بلاده الأصلية، فيما لو أعلنت الدولة المضيفة الحرب عليها.

دول اللجوء السياسي

بعد أن عرّفنا ببعض خصائص اللجوء السياسي. تجدر الإشارة إلى أن أغلب الدول في العالم، تمنح حق اللجوء لمن يطلبه، إذا توافرت فيه الشروط التي ذكرناها سابقًا. كم وأن في طليعة الدول المانحة لحق اللجوء السياسي تأتي الدول الإسكندنافية، التي تشكل الملاذ الآمن لكثير من اللاجئين، على اختلاف جنسياتهم، وأجناسهم، ووجهاتهم، ودولهم. كذلك الأمر بالنسبة لكونها وجهة تستقطب المهاجرين من أنحاء العالم. بينما ويعود السبب في ذلك لما تتميز به هذه الدول من مستويات عالية من الحرية واحترام حقوق الإنسان، والرفاهية الاجتماعية التي توفرها لمواطنيها. ومن أبرز الدول المستهدفة لطلبات اللجوء السياسي: [1] [2]

  • السويد: وتأتي في مقدمة الدول عالميًا، التي يطلب الأفراد اللجوء إلى أراضيها، لما تتميز به عن غيرها من دول العالم، في سياساتها وإجراءاتها المتّبعة فيما يخص اللاجئين، وإعادة توطينهم، ومنحهم الكثير من الامتيازات والحقوق.
  • كندا: وتأتي في المرتبة الثانية بعد السويد، في قائمة الدول المانحة لحق اللجوء. كما وتشير التقارير، بأن كندا تستقبل حوالي خُمس عدد المهاجرين في العالم. بينما ويمكن لمن يتقدّم بطلب اللجوء السياسي في كندا، أن يتقدم بطلبه بعد أن يراعي الشروط الخاصة التي ينصّ عليها القانون الكندي.
  • دول شمال أوروبا: وتأتي في مقدمة دول العالم التي تقدم أنظمة متميزة للاجئين في أراضيها من مختلف دول العالم.

اللجوء في أمريكا

لتوضيح المقصود باللجوء، نورد مثالًا عن تقديم طلب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر أن اللجوء إلى أراضيها، هو نوع من الحماية التي تتيح للفرد البقاء فيها بدلًا من إبعاده أو ترحيله إلى دولة أخرى، يخشى فيها أن يتعرض للأذى أو العنف، أو لأي شكل من الاضطهاد. في حين أن القانون الأمريكي يجيز لمن يهرب مغادرًا بلاده، خوفًا من التعرض للاضطهاد، أن يتقدم بطلب للحصول على اللجوء. كذلك وفي حال تمت الموافقة فعلًا، على منحه حق اللجوء، فهذا يمنحه تلقائيًا، كل الحماية والحق في الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية. بينما من حصل على حق اللجوء فيها، فيسمى (الممنوح اللجوء). في ذات السياق، وبحسب قانون الهجرة الأمريكي، فاللاجئ هو كل فرد تمت إعادة توطينه في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة. كما وأن هذه العملية منفصلة تمامًا عن إجراءات تقديم طلب اللجوء. [3]

شروط اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية

يشترط فيمن يتقدم بطلب لجوء في الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتوافر فيه المقومات التالية: [3]

  • أن يكون موجودًا بالفعل في الولايات المتحدة، أو يسعى للدخول إلى أراضيها من أحد المنافذ الحدودية البرية أو البحرية.
  • أن يكون مهددًا بالاضطهاد، وتعرض هو، أو أحد أفراد عائلته، أو أقربائه أو من يشبهه في المجتمع أو الطائفة أو الجماعة أو المذهب، أو الرأي السياسي، إذ يمكن أن يحصل الشخص أيضًا على طلب اللجوء إذا كان قد تعرض للاضطهاد في بلده سابقًا.
  • يستطيع الفرد الحصول على طلب اللجوء إذا توافر على الأقل أحد الأسباب التالية.

من كل ما سبق، نكون قد وضّحنا ما هو اللجوء السياسي . كما وأحطنا بالعديد من المعلومات حوله، وحول كل ما يتعلق بحيثياته، وشروطه ومزاياه وعيوبه، في ظل المتغيرات السياسية والأحداث، التي بات فيها اللجوء مطلبًا ملحًّا، تسعى له العديد من الشخصيات الدبلوماسية، التي كانت لاعبًا أساسيًا على الساحة الدولية، وفي صنع القرار في دولهم.

المراجع

  1. ^ britannica.com , asylum , 05/03/2022
  2. ^ infoplease.com , Asylum , 05/03/2022
  3. ^ help.unhcr.org , ما هو طلب اللجوء ؟ , 05/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *