ما هو اليوم الذي خلق فيه سيدنا ادم

ما هو اليوم الذي خلق فيه سيدنا ادم

ما هو اليوم الذي خلق فيه سيدنا ادم من أكثر الأشياء التي يكون الإنسان لديه فضول لكي يعرف عنه، حيث يريد الإنسان معرفة ما هو أصله وكيف ومتى تواجد على وجه الأرض، ولديه فضول لمعرفة بداية الخلق، ومن أول الخلق آدم عليه السلام ومعرفة المراحل التي مر بها، والصفات التي يمكن أن يتصف بها أول الخلق، وذلك ما سوف يتم عرضه من خلال هذا المقال.

ما هو اليوم الذي خلق فيه سيدنا ادم

خلق سينا آدم في يوم الجمعة حيث قامت السنة النبوية بتوضيح الوقت الذي خلق فيه آدم عليه السلام، عن طريق صحيح مسلم، والذي هو محدد باليوم والساعة، وقد ظهر ذلك في رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” خلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل”.[1]

ما هي مواصفات آدم عليه السلام بالأدلة ومما خلق؟

هناك العديد من الصفات التي اتصف بها آدم عليه السلام كالآتي:

  • لديه نفخة من روح الله: كان شرف عظيم لآدم عليه السلام أن ينال هذا من الله عز وجل، والذي جعل الإنسان مميز ومختلف عن سائر الكائنات، فإن الروح هي التي تقوم بإعلاء قيمة الإنسان، وتجعله قادر على ملامسة مواطن الخير، وجمال هذه الدنيا، وكل هذا يكون تمهيد الطريق بين الإنسان وربه، وإلى النعيم الأبدي الذي سوف يلقاه والذي لا يفنى.
  • يتسم بأنه سريع الندم والاستغفار: حيث ظهرت تلك الصفة واضحة بعد أن قام آدم وحواء بالأكل من الشجرة، التي قام الله عز وجل بالنهي عن الأكل منها، قال تعالى: (قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)، وتلك الصفة من الصفات العظيمة التي قام الصالحون بورثها عن آدم وحواء، والتي جعلت الناس تسير على درب الخير والصلاح، وينالوا رضا من الله عز وجل.
  • لقد اتصف بأنه المعلم من الله عز وجل: لقد قام الله عز وجل بتعليم آدم عليه السلام جميع الأسماء، وتعتبر صفة العلم من الصفات البارزة الذي نالها، وكان متميز بها عن جميع المخلوقات، وأيضا امتاز عن الملائكة الذي قام بإعلامهم أسمائهم، وهذا يدل على عظم مكانة آدم عليه السلام، ودلالة على أن الإنسان مهم بصورة عامة.
  • الكائن الذي سجدت له الملائكة: حيث قام الله عز وجل الملائكة الكرام بأن يقوموا بالسجود لآدم عليه السلام وهذا تكريما له، ولكن إبليس رفض هذا واستكبر، وكان مصيره غضب من الله عز وجل، وله مكانة في النار في النهاية، وهذا السجود يدل على عظمة المكانة التي بها الإنسان عن جميع المخلوقات.
  • خلق من طين: قام الله عز وجل بخلق آدم عليه السلام من الطين، وهذه تعتبر صفة تميزه، حيث أن الله عز وجل قام بخلق الملائكة من النور، وخلق الجان من النار، فهذا يدل على أن خلق الإنسان يدل على عمقه، ويدل على وجود أسرار ودعها الله عز وجل فيه.

شاهد أيضًا: كم يبلغ طول سيدنا ادم عليه السلام وعرضه

ماهي المراحل التي مر بها خلق آدم

لقد مر خلق آدم عليه السلام بالعديد من المراحل كالآتي:

  • مرحلة التراب: ” إن مثل عيسى عند الله، كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون”.
  • مرحلة الطين: ” الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين”.
  • ومرحلة الصلصال والحمأ المسنون: ” ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون” ” خلق الإنسان من صلصال كالفخار”.

لقد قال الشيخ الشعراوي أن من أول المواد التي استخدمت لخلق آدم عليه السلام هو التراب، ثم تم وضع الماء عليه لكي يصبح طين، وتم ترك الطين إلى أن تغير لونه وأصبح صلصال، وتم ترك الصلصال ليجف حتى أصبح حمأ مسنون، بعد ذلك تم نحته على صورة إنسان وقام الله عز وجل بنفخ الروح فيه وأصبح بشرًا، وبعد ذلك يأتي الموت وهو عكس الحياة ونقيضها.[2]

ما معنى خلقه في أحسن تقويم

تعتبر آيات الله عز وجل للإنسان كثيرة وليس من الممكن إحصاؤها، ومنها ما يظهر للعين، ومنها من غير الممكن أن يتم التعرف عليه إلا عن طريق القراءة عنه أو الاستماع إلى أي قول من طبيب أو مختص فيه، ومن أهم الإعجازات التي يقوم الإنسان باستعمالها بطريقة مستمرة، هي الحواس الخمسة: البصر، اللمس، السمع، التذوق، الشم، فإن هذه الحواس وجميع أعضاء الإنسان قد خلقت في أحسن تقويم.

تعتبر الشكل نفسه والبنية التي يظهر عليها الإنسان، والاختلاف  الكبير الواضح والظاهر بين الذكر والأنثى، فيما عدا الاختلاف الداخلي الذي بينهم، وكيف ينجذب كل جنس للآخر، فإن كل هذا يعتبر إعجاز لله عز وجل في خلقه  للإنسان وما وضعه فيه، ومن خلال هذا قد تم تأسيس الحياة وبنائها، والتي جعلت الإنسان يصل إلى التكامل المنشود، وعندما يتم الحديث عن الأعضاء الداخلية، فإن الدماغ بها العديد من الخلايا، ويتكون من عدة أجزاء، ولديه قدرات كبيرة لا يستطيع الإنسان تخيلها، وإذا تم النزول للأسفل سنجد الأجهزة التي تعمل دائمًا دون أن تتوقف، والتي تقوم ببدء العمل في اللحظات الأولى للإنسان، ولا يمكن أن تتوقف إلا عند الموت.

وهناك أيضًا الجانب النفسي للإنسان، والطريقة التي يمكن للنفس الإنسانية أن تتفاعل بها، مع وجود الجسد والروح، فإن الإنسان يمكن أن يحقق إنسانيته من حسن إدارته، ومن يسيء لذلك فإنه سوف يقود نفسه وراء الشهوات والأطماع دون أن يكون لديه ضوابط، وتجعله يهلك في النهاية.

فإن هذه الجوانب عظيمة جدا وتحتاج أن يتعرف عليها الإنسان ويدرسها قدر المستطاع، حتى يدرك الإنسان الفضل الكبير الذي قدمه الله عز وجل له، وأن الإنسان مهما قام بعبادة الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار، لن يستطيع أن يوفي الله عز وجل حتى القليل من حقه.[3]

شاهد أيضًا: من هم السبعه الذين خلقهم الله قبل ادم

موقف الملائكة من خلق ادم

لم تعترض الملائكة على خلق الله عز وجل لآدم، حيث ذكر ابن كثير أن الله تعالى: (أخبر الملائكة بخلق آدم وذريته على سبيل التنويه كما يخبر بالأمر العظيم قبل كونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام)، وذلك لأنهم يريدون معرفة الحكمة وراء خلقهم، ولكن ليس اعتراض منهم أو إنقاص من بني آدم أو الحسد منهم كما يتوهم البعض من الناس.

وهناك بعض من المفسرين المعاصرين قاموا باستنباط ذلك، أن الملائكة قد قامت برؤية خلق آخرين قد عاشوا في الأرض وقاموا بإفسادها، وعاشوا التجربة هذه قبل ذلك، ولكن من البديهي أنهم يجب عليهم أو ينصاعوا لأمر الله عز وجل، الذي يقوم بالأمر ولا يقوم بعصيانه أحد، وقام الله عز وجل بإخبار الملائكة الذين يتصلون بخدمة الخليفة القادم على الأرض، ومن لديهم القدرة التي وهبها الله عز وجل لهم على التدبير، فإنهم سيخدمون هذا الخليفة، ومن أجل هذا أمرهم بالسجود، وكان يوجد نوع من الملائكة لم يقم الله عز وجل بإخبارهم عن خلق الإنسان، حيث أنهم ليس لديهم صلة بالمخلوق، والذين يكون عملهم هو العبادة والتسبيح.

وفي النهاية نكون قد وضحنا ما هو اليوم الذي خلق فيه سيدنا ادم حيث خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام في يوم الجمعة ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا جميعهم إلا إبليس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *