ما هو حكم الإحصار في الحج

ما هو حكم الإحصار في الحج
حكم الإحصار في الحج

ما هو حكم الإحصار في الحج؟، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أوجب على المسلمينَ أداءَ مناسكَ مخصوصةٍ في مكانٍ مخصوصٍ، وفي وقتٍ مخصوصٍ، وقد سُمِّيت هذه العبادة بالحجِّ، وجُعلتْ ركنًا من أركانِ الإسلامِ، وقد أمر الله -عزَّ وجلَّ- من نوى الحجُّ وأحرمَ بهِ أن يتمَّ حجه، لكن ماذا لو أُحصرَ الحاجُّ؟ وما معنى الإحصارُ؟ وما حكمُ من زال عنه الإحصارُ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

ما هو حكم الإحصار في الحج

من أحرمَ بالحجِّ، وجب عليهِ الإتمامُ، لقول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)،[1] لكن إذا منع الحاجُّ مانعًا عن إتمامِ حجِّه وكان قد اشترطَ التحللَ عند الإحرامِ إذا أُحصرْ، فإنَّه يحلُّ بالنيةِ والحلقِ أو التقصيرِ، ولا يجب عليهِ ذبحُ هديٍ، ولا شيءَ آخر، أمَّا من لم يشترط الحلَّ عند الإحصارِ، فقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في الواجبِ عليهِ على قولينِ، وفيما يأتي بيانهما:

الرأي الأول

ذهب جمهور أهلِ العلمِ إلى أنَّ الحاجَّ إذا أُحصر ولم يكن قد اشترطَ الحلَّ عند الإحرامِ، وجب عليه إلى جانبِ نيةِ التحللِ والحلقِ أو التقصيرِ ذبحُ الهديِ، ودليلهم في ذلك قول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).[2]

الرأي الثاني

ذهب المالكية إلى أنَّ الحاجَّ إذا أُحصرَ ولم يكن قد اشترطَ الحلَّ عند الإحرامِ، وجب عليه فقط نيةَ التحللِ، ولا يُشترطُ عليه سواها من نحرِ الهديِ والحلقِ أو التقصيرِ؛ إذ أنَّ الهديَ والتقصيرَ سنةٌ في هذه الحالة وليسا شرطًا، ودليلهم في ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أُحصرَ في صلحِ الحديبيةِ لم يأمر من لم يكن معه الهديَ بالذبحِ، ووجه الدلالةِ أنَّ الهديَ وقتَ الإحصار لو كانَ واجبًا لأمرهم به.

شاهد أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة

تعريف الإحصار

إنَّ الإحصارَ في اللغةِ يعني المنعُ والحبسُ، أمَّا بالاصطلاحِ الشرعي فهو عبارة عن منعِ المحرمِ بحجٍّ أو عمرةٍ، من إتمامِ أركانِ هذه العبادة العظيمة، ولا بأس في هذه الفقرة من بيانِ ما يكونُ الإحصارُ بهِ، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • يحصلُ الإحصارُ بالعدوِّ، ودليل ذلك أنَّ سببُ نزول قول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)،[4] هو منعُ المشركينَ للمسلمينَ من إتمامِ حجِّهم وصدِّهم عن البيت الحرام.
  • يحصل الإحصار بالمرضِ وذهاب النفقة عند الحنفية، مستدلينَ على أنَّ الإحصارَ لفظٌ عامٌ، يدخلُ فيهِ كلُّ ما يمنع عن إتمامِ الحجِّ، وهذا القول رواية عند الحنابلة.

شاهد أيضًا: هو نية الدخول في الحج أو العمرة تعريف ل

حكم زوال الإحصار

من أحرمَ بالحجِّ، ثمَّ منعه مانعٌ عن إتمامِ حجِّه، ثمَّ زال المنعُ والحبسُ عنه قبل التحللِ من الإحرامِ، وجبَ عليه إتمامُ مناسك الحجِّ، أمَّا إن زالَ الإحصارُ بعد فواتِ الحجِّ، ففي هذه الحالة فإنَّه يتحللُ من إحرامهِ، وهذا بإجماعِ أهل العلمِ، وقد نقل هذا الإجماع ابن المنذرُ وابنُ قدامةٍ.[5]

شاهد أيضًا: صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ما هو حكم الإحصار في الحج، وفيهِ تمَّ تفصيلُ أحكامِ الإحصارِ عند الأئمة الأربعة، وذلك بعد التواصلِ مع دائرة الإفتاء الأردنية، كما تمَّ بيان معنى الإحصارِ لغةً واصطلاحًا، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ بيانُ حكمِ من زال الإحصارُ عنهُ.

المراجع

[1]سورة البقرة:آية 196
[2]سورة البقرة:آية 196
[4]سورة البقرة:آية 196
[5]dorar.netزوال الحصر24/05/2024