ما هي شروط صلح الحديبية وموقف الصحابة منها

شروط صلح الحديبية

ما هي شروط صلح الحديبية وموقف الصحابة منها، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ صلح الحديبية عبارة عن عقدٍ بين المسلمين وكفار قريش عُقدت بمقتضاه هدنة بينهما لمدة عشر سنوات، فما هي شروطه؟ وماذا كان موقف صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه؟ وما هي نتائج هذا الصلح؟ وما هي السورة التي نزلت بعده؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

ما هي شروط صلح الحديبية

إنَّ صلح الحديبية عقدٍ كغيره من العقود؛ حيث قام على عدة بنودٍ وشروطٍ وضعتها قريش، وسيتمُّ في هذه الفقرة ذكر شروط صلح الحديبية، وفيما يأتي ذلك:[1]

  • أن يرجع المسلمون إلى المدينة المنورة من غير أداء مناسك العمرة على أن يعودوا في العام المقبل يقضونها، بالإضافة إلى السماح لهم بالإقامة في مكة المكرمة لمدة ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بسلاح المسافر، وقد ورد ذلك فيما رُوي عن البراء بن عازب حيث قال: “وَكانَ فِيما اشْتَرَطُوا أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ فيُقِيمُوا بهَا ثَلَاثًا، وَلَا يَدْخُلُهَا بسِلَاحٍ إلَّا جُلُبَّانَ السِّلَاحِ”.[2]
  • أنَّ من جاء من قريش بغير إذن وليه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رده عليهم، ومن جاء قريشًا من المسلمين لا ترده، وقد جاء ذلك فيما رُوي عن المسور بن مخزمة ومروان بن الحكم حيث قالوا: “وعلَى أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا”.[3]
  • أن توضع الحرب بين المسلمين والمشركين عشر سنين، يأمن بها الناس ويكف بعضهم عن بعض.
  • أن يكون بينهم موادعة ومكافَّة، وصدورًا نقيةً من الغل.
  • أن من أراد من قبائل العرب أن يدخل في عقد أحد الفريقين وعهده، دخل فيه.

شاهد أيضًا: كيفية أداء العمرة للنساء

موقف الصحابة من شروط صلح الحديبية

رفض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شروط صلح الحديبية، وعدُّوها ظلمًا وإجحافًا لهم، خاصة في شرط عودتهم إلى المدينة من غير أن يعتمروا وشرط ردِّ من جاء المسلمين من قريش مسلمًا بغير إذن وليه إلى قريش، إلَّا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت نظرته أشمل وأوسع؛ حيث كان هدفه انتشار الإسلام وتوسعه وليس دخول مكة لأداء مناسك العمرة فحسب، ولعل أبرز الصحابة الذين ذكرت الأحاديثُ موقفهم هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقد رأى أن في هذه الشروط رضوخًا للمسلمين فاعترض قائلًا: “ألَسْنا على الحقِّ وعَدُوُّنا على الباطِلِ؟ قال: بلى، قال: فلِم نُعطِي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا؟”،[4] وعندما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بالتحلل من إحرامهم أصابهم الذهول والوجوم ولم يبادروا إلى تنفيذ أمر النبيِّ، فعندها أشارت أم سلمة -رضي الله عنها- على النبيَّ أن يبادر هو بالتحلل، وحين رأى المسلمين ذلك بادروا إلى ما أمرهم به رسول الله.[5]

شاهد أيضًا: لماذا لقب بالفاروق وما هي أهم الغزوات التي شارك بها

نتائج صلح الحديبية

لقد كان لصلح الحديبية نتائج عظيمة عائدة على الإسلام والمسلمين؛ وقد كان بالنسبة لهم  فتحًا مبينًا كما قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}،[6] ومن أهم هذه النتائج ما يأتي:[7]

  • اعتراف قريش وإقرارها بكيان الدولة الإسلامية المستقل، وبأنَّها قائمة، وقد ترك هذا الإقرار أثرًا في نفوس القبائل العربية الأخرى، ولا سيما تلك القبائل التي كانت تعتبر قريشًا قدوة لهم.
  • انتشار الإسلام وعلم الناس به؛ حيث أسلم العديد ممن كانوا على الشرك، ودخل عددٌ لا بأس به من القبائل العربية في هذا الدين.
  • أمن المسلمون غدر قريش، وساعدهم ذلك على تفرغهم لليهود ومكرهم.
  • كان هذا الصلح خطوةً لنشر الإسلام خارج الجزيرة العربية؛ حيث اغتنم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الصلح وقام بإرسال الرسائل إلى الفرس والروم والأقباط لدعوتهم إلى الإسلام.
  • أسفر صلح الحديبية عن فتح مكة، حيث كان سببًا في ذلك، وهذا من أعظم نتائجه.

شاهد أيضًا: حكم من تاب من الشرك

السورة التي نزلت بعد صلح الحديبية

أنزل الله -عزَّ وجلَّ- على رسوله -صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية سورة الفتح مواساةً له وللمسلمين وبشرى لهم بالفتح قريب بعد حزنهم وكآبتهم على وضع شروط صلح الحديبية وعدم الرضا بها، وقد رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه قال: “لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا”.[8]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال ما هي شروط صلح الحديبية وموقف الصحابة منها، والذي تمَّ في ذكر بنود صلح الحديبية وموقف الصحابة منها، كما تمَّ ذكر نتائج هذا الصح، وفي الختام تمَّ ذكر السورة التي نزلت بعد صلح الحديبية والتي كانت بمثابة البشرى للرسول وصحابته الكرام.

المراجع

  1. ^ alukah.net , شروط صلح الحديبية , 12/4/2021
  2. ^ صحيح مسلم، مسلم، البراء بن عازب، 1783، حديث صحيح
  3. ^ صحيح البخاري، البخاري، المسور بن مخزمة ومروان بن الحكم، 2731، حديث صحيح
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، المسور بن مخزمة ومروان بن الحكم، 2731، حديث صحيح
  5. ^ alukah.net , شروط صلح الحديبية , 12/4/2021
  6. ^ الفتح: 1
  7. ^ alukah.net , صلح الحديبية وفقه المآلات , 12/4/2021
  8. ^ صحيح البخاري، البخاري، أنس بن مالك، 1786، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *