ما هي عمليه النتح

ما هي عمليه النتح ؟ سؤال يتطلب البحث المعمق في عالم النباتات، حيث إن علم النباتات، هو أحد أهم فروع علم الأحياء، والذي يختص في دراسة النباتات، وكل ما يتعلق بها من ظواهر حيوية، وتفاعلات كيميائية، إذ يهتم علماء النباتات بدراسة البناء الضوئي، والتنفس، والتكاثر والنمو، وفي هذا المقال سيتم نقديم بحث مبسط ومختصر عن النباتات بشكلٍ عام، بدءًا بتعريفها، وصولًا إلى الغوص في عالم الظاهرة الطبيعية التي تسمى: النتح.

تعريف النباتات

قبل تحديد ما هي عمليه النتح من الضروري البدء بتعريف النباتات، وهي مجموعة رئيسة من المخلوقات الحية، تسمى علميًا “Plantae”، وهي كائنات ذاتية التغذية، وتشكل بذلك قاعدة الهرم الغذائي، وتضم كل من الأشجار والأزهار والأعشاب والشجيرات والحشائش، والنباتات البحرية، وتنقسم إلى: نباتات بذرية، نباتات لاوعائية، سراخس وشبيهات السراخس، وتٌعرف بعملية البناء الضوئي، وتتميز بوجود البلاستيدات، أو الصانعات الخضراء، التي تمنحها اللون الأخضر.[1]

شاهد أيضًا: تستطيع النباتات تحويل الطاقة الضوئية إلى كيميائية خلال عملية

ما هي عمليه النتح

عملية النتح هي ظاهرة خروج الماء من أجزاء النباتات على شكل بخار، وتسمى بالإنجليزية “Transpiration”، وتتم من خلال فتحات صغيرة موجودة على سطح الأوراق تُسمّى الثغور، ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تحدث أحيانًا على مستوى الطبقة الخارجية للنباتات أو الفتحات الصغيرة الموجودة على سطح سيقان النباتات الخشبية، وقد تسمى هذه العملية أيضًا التعرق، وتختلف عن عملية الانفضاج، أو بالإنجليزية “Guttation”، بكون هذه الأخيرة تتمثل في خروج الماء على شكل سائل بدلًا من بخار.[2]

كيفية حدوث النتح

يتضمن تعريف عمليه النتح، الحديث عن آلية حدوثها، حيث تتحكم الخلايا الحارسة في فتح الثغور، أو المسام، التي تسمح بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وطرح الأكسجين أثناء عملية البناء الضوئي، حيث إن هذه الثغور تقع بشكلٍ عام في أسفل الأوراق، كوسيلة للتحكم في نسبة الماء المتبخر، وتتم عملية النتح كنتيجة لملامسة الثغور للهواء الجوي، للتخلص من المياه الزائدة القادمة من الجذور.[2]

العوامل المؤثرة على ظاهرة النتح

في رحلة البحث عن جواب السؤال: ما هي عمليه النتح ؟ نجد أن هذه الظاهرة تخضع للعديد من العوامل، والتي تختلف حسب نوع وحجم وعمر النبات، ويمكن تقسيمها إلى عوامل خارجية وداخلية، ويمكن تلخيصها كما يأتي:

العوامل الداخلية

العوامل الداخلية المؤثرة في عملية النتح متعددة، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[3]

• عدد الثغور ومساحتها: حيث تتأثّر عملية النتح بشكل طردي بعدد الثغور واتساعها، فتزداد سرعة وكمية الماء المتبخر بزيادة عدد المسام واتساعها.
• عدد الأوراق وحجمها: وهو عامل منطقي، حيث إن زيادة عدد الأوراق وحجمها يؤدي بالضرورة إلى زيادة عدد الثغور، وبالتالي زيادة معدّل النتح.
• كمية الماء داخل النبتة: والتي تتعلق بنسبة الماء الممتصة من طرف الجذور، والناتجة عن مختلف الوظائف الحيوية داخل النبتة.
• نوع النبات: تختلف نسبة تبخر الماء من نبتة إلى أخرى، فلكل نبتةٍ عدد معين من الأوراق وكمية معينة من المسام.

العوامل الخارجية

بعد ذكر أبرز العوامل الداخلية المؤثرة على كمية وسرعة عملية النتح، من الضروري الحديث عن العوامل الخارجية، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[3]

1. الضوء: وهو العامل الرئيس والأهم في التحكم في عمليه النتح، حيث أن الثغور غالبًا ما تفتح عندما تتعرض للضوء، وتغلق بحلول الظلام.
2. درجة الحرارة: والتي تؤثر بشكل طردي على عملية النتح، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى فتح الثغور، وبالتالي زيادة نسبة النتح، والعكس صحيح.
3. نسبة الرطوبة: تتناسب سرعة وكمية النتح عكسيًا مع نسبة الرطوبة، حيث إن ارتفاع الرطوبة في الهواء المُحيط بالنبتة يؤدي إلى انخفاض ​​سرعة النتح.
4. حركة الرياح: تؤثر الرياح بشكلٍ إيجابي أو سلبي على ظاهرة النتح، فقد تؤدي الرياح إلى جفاف الجو مما يزيد من نسبة النتح، كما يمكن للرياح غلق الثغور.
5. رطوبة التربة: تؤثر رطوبة التربة على كمية أوراق النبات، وهي بالتالي تتحكم في كمية النتح.

شاهد أيضًا: ما اهمية الخلايا الاسكلرنشيمية في النباتات

أهمية النتح

في ختام المقال وبعد تحديد ما هي عمليه النتح من الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة حيوية بالنسبة للنباتات، حيث تسمح بالتحكم في كمية الماء داخل النبتة، وتسمح بنقل النسغ الناقص، والنسغ الكامل داخل خلايا النبات، كما أن هذه العملية تعد بطريقة غير مباشرة أساس استمرار الحياة على سطح الأرض، فهي سر تواصل دورة الماء في الطبيعة، إذ تسمح بإعادته إلى الغلاف الجوي كما أن الغطاء النباتي يسمح بالحفاظ على نوعية التربة وامتصاصها لمياه الأمطار.[2]

ما هي عمليه النتح سؤال يدعو إلى الإشارة إلى أن النتح بشكلٍ عام يرمز لتبخّر الماء من أيّ سطح بيولوجي، وفي الختام من الضروري التذكير بأهمية الغطاء النباتي، والحفاظ على الأشجار، فهي رئة الكرة الأرضية ومصدر الأكسجين فيها، وبالإضافة إلى الغذاء والمنتجات التي تقدمها كالخشب، والورق فإن النباتات تحد من عملية التصحر وانجراف التربة، وتقاوم الرياح العاتية، وتقدم العديد من المكونات التي تستخدم في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل.