متى يسن قراءة آية الكرسي

متى يسن قراءة آية الكرسي

متى يسن قراءة آية الكرسي؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ آية الكرسي هي أفضل وأعظم آية في القرآن الكريم، ولها فضلٌ عظيم وكبير عائد للمسم عند قراءتها؛ لذلك كان لها نصيبٌ من أوقات المسلم ليقرأها فيه، فحدد الله -عزَّ وجلَّ- أوقاتًا معينة ورتب أجرًا على قراءتها فيه، ومن أجل ذلك كلِّه سيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن آية الكرسي والإجابة على سؤال متى يسن قراءة آية الكرسي؟، كما سيتمُّ بيان تفسيرها ثم ذكر فضائلها، وفيما يأتي ذلك:

متى يسن قراءة آية الكرسي

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ”،[1]  وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ”،[2] وفي هذان الحديثان الشريفان دلالة واضحة على استحباب قراءة آية الكرسي بعد كلِّ فريضة يصلِّيها المسلم،[3] وكذلك استحباب قراءتها قبل النوم عندما يأوي إلى فراشه.[4]

شاهد أيضًا: فضل آية الكرسي

تفسير آية الكرسي

بعد الإجابة على سؤال متى يسنُّ قراءة آية الكرسي فإنَّه سيتمُّ في هذه الفقرة ذكر تفسيرها، مع العلم أنَّ آية الكرسي احتوت على عشرِ جملٍ مستقلة، كلَّ جملةٍ فيها تعطي معنىً عظيم، وفيما يأتي ذكر جملها ومعانيه:[5]

  • قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، إخبارٌ بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو المنفرد بالألوهية لجميع الخلائق، فلا معبود بحقٍّ إلاَّ هو، وهو المستَحق للعِبادة، وبهذه الكلمة أرْسَل الله الرُّسل، وأنزَل الكُتُب، وعليها قامت السماوات والأرض، ومِن أجْلها خَلَق الله الجنَّة والنار.
  • قوله تعالى: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، أي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا، القَيِّم لغَيْره، ولا قوام للموجودات دون أمره.
  • قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، أي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يغلبه نعاسٌ ولا نومٌ.
  • قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، يعني أنَّ جميع المخلوقات عبيده وفي ملكه، وتحت قهره وسلطته.
  • قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، وهذا توضيحٌ من الله -عزَّ وجلَّ- بأنَّ لا أحد يتجاسر أن يشفع لأحدٍ، إلَّا من أذن له الله -عزَّ وجلَّ- بالشفاعة، وهذا دليلٌ على عظمة الله -عزَّ وجلَّ- وكبريائه.
  • قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، هذه الآية تدلُّ على إحاطة علْمِ الله -عزَّ وجلَّ- بجميع الكائنات؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
  • قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}، أي لا يطَّلع أحدٌ على شيءٍ مِن عِلْم الله، إلاَّ بما أعْلَمَه الله -عزَّ وجلَّ-، وإنَّ كل ما وصَل إليه الإنسان من عِلْم، فهو بإذن الله.
  • قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، قال ابن عباس: أنَّ الكرسي هو موضع قدم الله -عزَّ وجلَّ- أمَّا العرش فإنَّه لا يقدِّر قدره إلا الله.
  • قوله تعالى: {وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا}، أي أنَّ حفظ السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما لا يشتدَّ ولا يثقل ولا يصعب على الله -عزَّ وجلَّ- بل ذلك سهلٌ ويسيرٌ عليه.
  • قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، أي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عليٌ بذاته على جميع مخلوقاته؛ عُلُو منزلة، وعلو قهْرٍ وسلطان، وهو العظيم -سبحانه وتعالى- الكبير المتعال.

شاهد أيضًا: العلم الذي يهتم ببيان معاني القرآن الكريم هو علم

الثمرات المستفادة من آية الكرسي

لقد وصف الله -عزَّ وجلَّ- كتابه الكريم في قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}،[6] والذي يوجه المسلم به إلى عدم الاكتفاء بقراءته، بل لا بدَّ له من تدبره وفهم معانيه، ومن هذا المنطلق فإنَّه لمن الضروري تدبر أعظم آية في القرآن الكريم واستخراج الثمرات فيها، وفيما يأتي بعض الثمرات المستفادة التي يُمكن استنباطها من تدبر آية الكرسي:[7]

  • إذا علم المسلم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الحيُّ القيوم وحده، وأنَّ ما عداه من الخلق أمواتٌ لا محالة، علموا أنَّ هؤلاء الذين في القبور والأضرحة لا يقدرون على شيء، ومن هنا عليه أن يحذر من الاستغاثة بهم أو دعائهم والطلب منهم.
  • إذا علم المسلم أنَّ الشفاعة بيد الله وحده، فإنَّه يتوجب عليه عدم طلب الشفاعة من سواه.
  • إذا علم المسلم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عليٌ على جميع مخلوقاته، وأنَّه عليٌ عليهم علو منزلة وقهرٍ وسلطان، علم المسلم حينها أنَّه لا ملجأ له من الله إلَّا إليه، وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو حسبه ونعم الوكيل.

شاهد أيضًا: الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاءت في الكتاب والسنة هو

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال متى يسنُّ قراءة آية الكرسي؟ والذي احتوى على أوقات استحباب قراءة المسلم لآية الكرسي، ثمَّ بيان جمل آية الكرسي وتفسيرها، وفي ختام المقال تمَّ ذكر بعض الثمرات المستفادة من معاني آية الكرسي.

المراجع

  1. ^ بلوغ المرام، ابن حبان، أبي أمامة الباهلي، 97، حديث صحيح
  2. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة،2311، حديث معلق
  3. ^ فتاوى نور على الدرب، ابن باز، 125 , https://al-maktaba.org/book/33940/4467
  4. ^ فتاوى الشبكة الإسلامية، مجموعة من المؤلفين، 1188 , https://al-maktaba.org/book/27107/28568
  5. ^ alukah.net , أعظم آيات القرآن , 6-3-2021
  6. ^ الإسراء: 9
  7. ^ alukah.net , أعظم آيات القرآن , 6-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *