متى يقرأ دعاء الاستفتاح

متى يقرأ دعاء الاستفتاح ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بصلاته بدعاء الاستفتاحِ، فمتَى كانَ يقرأه؟ وما حكمُ قراءته والإتيانِ به؟ وما هو دعاء الاستفتاحِ وما هي صيغه؟ وما شرحُ هذه الصيغِ؟ وما هي أفضلُ صيغه؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

متى يقرأ دعاء الاستفتاح

إنَّ محلَ قراءة دعاء الاستفتاحِ في الصلاح يكونُ بعد تكبيرة الإحرام مباشرةً وقبل قراء سورة الفاتحة،[1] ودليل ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “انَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كَبَّرَ في الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، ما تَقُولُ؟ قالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ…”.[2]

شاهد أيضًا: يقرا دعاء الاستفتاح بعد تكبيره الاحرام صح ام خطا

حكم قراءة دعاء الاستفتاح في الصلاة

إنَّ الصحيحَ من أقوال أهل العلمِ أنَّ دعاءَ الاستفتاحِ سنةٌ مستحبةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء في صلاة الفريضة أم في صلاة النافلة، وهذا مذهب جمهور أهل العلمِ،وبناءً على ذلك فإنَّ الصلاة تصحُّ من غير الإتيانِ به، ولا تبطل من غيره.[3]

صيغ دعاء الاستفتاح

لقد بيَّنت السنة النبوية المطهرة عددًا من صيغِ دعاءِ الاستفتاحِ، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكرها، وفيما يأتي ذلك:

• الصيغة الأولى: “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”.[4]
• الصيغة الثانية: “سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحَمدِكَ، وتبارَك اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ”.[5]

شاهد أيضًا: دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية

شرح صيغ دعاء الاستفتاح

وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيانُ شرح كل صيغة على حدة، وفيما يأتي ذلك:[6]

شرح الصيغة الأولى

في الصيغةِ الأولى من دعاء الاستفتاح يطلب المسلم من ربَّه -جلَّ وعلا- أن يباعد بينه وبين الذنوبِ والخطايا مثلما أبعد ما بين المشرقِ والمغرب، وبالطبعِ في حال أريد في الذنوبِ هذه تلكَ الذنوب الي ستكون في المستقبل، بينما لو أريدَ منها الذنوب الماضية، فإنَّ المقصود يكون بالمحوِ والغفرانِ.

ثمَّ يطلب العبد من ربِّه أن يطهره من الذنوبِ والخطايا كما يطهَّر الثوب الأبيض من الأوساخِ، وقد تمَّ الذنوب بالأوساخِ على الثوبِ الأبيضِ؛ بسبب شدة ظهور الأوساخِ عليها، ولأنَّ أثر الغسيل تظهر في اللونِ الأبيضِ أكثر من غيره.

وبعد ذلك يطلب المسلم من ربِّه جلَّ وعلا- أن يغسله من الذنوبِ وأن يطهره منها بكافةِ أنواع المطهراتِ؛ وذلك من باب المبالغة في التطهيرِ من الذنوب والخطايا، والمبالغةِ في محوها عنه.

شاهد أيضًا: ما هو دعاء الاستفتاح وما فوائد أدعية الاستفتاح

شرح الصيغة الثانية

وفي الصيغةِ الثانية تنزيهٌ لله -عزَّ وجلَّ- عن كلِّ ما لا يليقُ به من الصفاتِ الناقصةِ، مثل النعاسِ والعجزِ والنومِ وغيرها، ثمَّ يثني العبدُ في هذه الصيغةِ على ربِّه جلَّ وعلا بأنَّ اسمه قد بلغ البركةَ كاملةً، وإلى حدَّ النهايةِ، وأنَّ عظمته قد تعالت جدًا، ثمَّ يُفرد المسلم ربَّه بالألوهيةِ، ويعترف ويقرَّ بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو المعبودُ بحقٍ، وأنَّ لا معبود سواه.

ما هي أفضل صيغِ دعاء الاستفتاح

إنَّ صيغ دعاءِ الاستفتاحِ لا يفضلُ بعضها على بعضٍ والل أعلم؛ إذ أنَّ هاتينِ الصيغتينِ قد وردتا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُستحبُّ للمسلمِ في صلاته الإتيانَ بالصيغةِ الأولى مرةً، وبالصيغةِ الثانية مرةً أخرى؛ وبذلك يكون قد جاء بالسنة كاملةً، وأحياها، كما أنَّ في التنويعِ استحضارًا للقلبِ؛ إذ أنَّ الإنسانَ إذا اقتصرَ على شيءٍ واحدٍ، تعوَّد عليه.[7]

شاهد أيضًا: بمَ يبدأ المصلِّي بعد تكبيرة الإحرام

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان متى يقرأ دعاء الاستفتاح ، وفيه تمَّ بيان أنَّ الإجابة هي بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة، ثمَّ تمَّ بيان حكمه، وصيغهِ، وشرحَ صيغه، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان أنَّ الأفضل للمسلم أن ينوِّع بين الصيغ الثابتة عن النبيِّ في صلاته.