مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري

مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري

مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري مع التطور التكنولوجي الهائل، أمكن الاستفادة من هذا التطور في مجال التعليم، وذلك في صور وأشكال كثيرة أبرزها التعليم عن بعد، وقد أفرزت جائحة كورونا وما فرضته من إقامة جبرية على الطلاب والمعلمين، وإغلاق لقاعات الدرس الحضوري، والارتقاء بالتعليم عبر الشبكة البينية (الإنترنت) حيث أطلقت وزارات التعليم في البلدان المختلفة منصاتها الرقمية، التي تبث من خلالها الدروس والتدريبات للطلاب، وقد استتبع ذلك عقد مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري.

مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري

مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، بصفة مبدئية هناك فروقات متعددة ومقارنات يمكن استخلاصها بين التعليم عن بعد والتعليم الكلاسيكي الحضوري، وتتنوع تلك الفروقات في الشكل وكذلك في المضمون والمحتوى، والإيجابيات والسلبيات، وقد اختلفت وجهات نظر خبراء التعليم بين مؤيد ومعارض للتعليم عن بعض، وبين مفضل للتعليم الحضوري، ومحبذ للتعليم الإلكتروني، بل إن البعض قد استهواه أن يصطنع شكل حوار بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري وماذا سيقول أحدهما عن الآخر.

شاهد أيضًا: المقصود ب ترتيب تنفيذ التعليمات البرمجية تعليمة تلو الأخرى هو

الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد

نبدأ بالفرق بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد من جانب تعريف كل منهما، إذ يعرف التعليم التقليدي بأنه: الشكل المعتاد من التعليم القائم على حضور الطلاب لمدارسهم صباحًا، وتلقيهم للمحتوى التعليمي داخل قاعات الدرس بانتظام على أيدي المعلمين المتخصصين حيث يكون التعليم من خلال المشافهة والتواصل المباشر، ويستطيع الطالب من خلاله أن يعبر عن ذاته ومشاكله ويحاور المعلم.

أما التعليم عن بعد فهو ذلك التعليم الذي يقوم فيه الطلاب بتلقي علومهم بدون الحاجة إلى الانتظام والحضور اليومي لقاعات الدرس، وذلك عبر الشبكة الرمية، ومن خلال المنصات التعليمية التي قامت وزارات التعليم في البلدان المختلفة بإطلاقها، ومطالبة الطلاب للتسجيل بها، ويتم التعليم عن طريق الوسائط التعليمية الرقمية بين المعلم والطلاب، ومطالعة الطلاب للمناهج المدونة على المنصة، والاستماع إلى الفيديوهات أو الشرح المباشر عبر الإنترنت، ولا يتوافر في هذا النوع من التعليم تلاقي بصري مباشر.

وبالرغم من التطور التقني الكبير في مجال التعليم عن بعد، وأنه أصبح يوفر الكثير من الجهد على الطلاب والمعلمين إلا أن البعض يحبذ التعليم الحضوري لاعتبارات كثيرة مختلفة، أبرزها ترسيخ الانضباط والرغبة في التعلم في نفوس الطلاب، وهو الأمر المفتقد بشدة خلال التعليم عن بعد.

أوجه الشبه بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري

لاشك أن كلا منهما تعليم، أي أنه لابد من وجود معلم ومتعلم، وهذا هو وجه الشبه الجوهري بين كلا النوعين من التعليم الحضوري والذي عن بعد، بالإضافة إلى وجود محتوى تعليمي منظم ومرتب الأبواب والوحدات والفصول، علاوة على عقد امتحان نهاية كل فصل دراسي مع اختلاف الطريقة، في كل من التعليم الحضوري، والتعليم عن بعد يقوم المعلم بالشرح، ويقوم الطالب بالتلقي، حتى لو اختلفت الوسائل والطرق بين النوعين، فالتعليم الحضوري يعتمد على المناقشة والحوار والتلاقي البصري، في حين أن التعليم عن بعد يتلقى فيها الطلاب الشرحين معتمدين على أنفسهم وقدراتهم الخاصة في الفهم أو ما يعبر عنه بالتعليم الذاتي أو ما يطلق عليه عملية تفريد التعليم.

شاهد أيضًا: هل التعليم عن بعد للذين لم يتلقو اللقاح في السعودية

أوجه الشبه والاختلاف بين التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني

بالرغم من وجود أوجه شبه تجمع بين كل من التعليم عن بعد والتعليم الحضوري تحدثنا عنها، إلا أن هناك بعض الاختلافات بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري التقليدي، أبرزها:

  • أن التعليم الحضوري يقوم على انتظام الطلاب في الحضور اليومي أو حسبما اتفق للمعلمين والطلاب إلى قاعات الدرس، أما التعليم عن بعد فيتم عن طريق وسائل تواصل رقمية غير تلقائية مثل الإنترنت أو التطبيقات أو الفيديوهات المعلبة.
  • يعتمد التعليم الحضوري على محتوى تعليمي مطبوع، بخلاف التعليم عن بعد الذي يمر عبر مواد ومصادر إلكترونية مختلفة بعضها مسموع وبعضها مرئي، وبعضها مقروء.
  • مهام المعلمين في التعليم الحضوري هي مهام إيجابية يقوم المعلم من خلالها بالشرح والمناقشة والحوار والتوجيه للطلاب يشارك فيها المتعلم، بخلاف دور ومهام المعلم في التعليم عن بعد الذي يكون سلبيًا غابًا، وينحصر في الشرح فقط بدون مشاركة مع المتعلم ولا تبادل الرؤى والمعلومات.
  •  يقوم التعليم الحضوري على مبدأ التزامن حيث يكون كل من المعلم والمتعلم في قاعة واحدة، بخلاف التعليم عن بعد الذي يكون غير متزامن في الغالب في الزمان والمكان.

مميزات وإيجابيات التعليم عن بعد

مع حدوث الطفرة التكنولوجية التي كان للتعليم نصيب كبير منها، أصبح التعليم عن بعد جزءًا لا يتجزَّأ من عملية التعليم المعاصرة، حتى مع وجود التعليم الحضوري، ومن إيجابيات التعليم عن بعد ما يلي:

  • التخلص من عوائق السفر وصعوبة التنقل للحصول على المعلومة فقد أصبحت متاحة باستمرار.
  • إتاحة الحرية للطلاب لاختيار الوقت والزمان الذي يتلقون فيه المعلومات دون تقيد بقاعات الدراسة.
  • يساهم التعليم عن بعد الطلاب على التطوير واكتساب مهارات التعلم الذاتي.
  • التخلي عن التلقي النمطي للتعليم والاستعانة بالمواد البصرية والسمعية الحديثة في التعلم.
  • خفض الكلفة المادية في التعليم عن بعد عنها بالنسبة للتعليم الحضوري.
  • عدم الاعتماد على المعلم وحده كمصدر للمعلومات والحصول على المعلومات من مصادر متعددة.
  • القضاء على العراقيل والصعوبات التي كانت تحول دون التعلم.
  • يجعل التعليم عن بعد الطلاب أكثر تفاعلية وحراكًا عن التعليم الحضوري.
  • توافر المرونة الكبيرة في التعليم عن بعد عن التعليم الحضوري الجامد.
  • التعليم عن بعد يمنح المعلم الفرصة للتقييم الفوري لمعرفة مستوى الطلاب بخلاف الطرق التقليدية.

شاهد أيضًا: رأي عن التعليم عن بعد وأهم ايجابيات وسلبيات نظام التعليم عن بعد

سلبيات التعليم عن بعد

بالرغم من الإيجابيات المتعددة للتعليم عن بعد إلا أنه يحتوي على بعض السلبيات، ومن أهم سلبياته:

  • ارتباطه بالتكلفة المادية لتجهيز البيئة الملائمة للتعليم عن بعد على نحو جيد.
  • انعدام الحافز للتعليم لدى بعض الطلاب الذي لا يجيدون التعلم عن بعد وفقدان التواصل المباشر.
  • عدم الفاعلية والنقاش والحوار الذي يتسم به التعليم الحضوري، مما يزيد من زخم العملية التعليمية.
  • عدم تدريب المعلمين بشكل جيد على التعليم من بعد يفقده الكثير من مصداقيته.
  • قلة كفاءة البنية التحتية المتاحة للتعليم عن بعد مثل ضعف الإنترنت.
  • انخفاض الضخ المالي اللازم لعملية تطوير البيئة المناسبة للتعليم عن بعد.
  • يعاني الكثير من الطلاب من عملية التشتت خلال ظهور الإعلانات على الفيديوهات والمنصات.
  • انشغال بعض الطلاب باللعب وفرط الحركة خلال فترة التعليم عن بعد مما يفقدهم تركيزهم.
  • عدم التزامن التعليمي يفقد الطالب الرغبة في الاستمرار في التعلم عن بعد.

إيجابيات التعليم الحضوري

تتوافر عدة إيجابيات للتعليم الحضوري يتمثل أبرزها في:

  • التواصل المباشر والتزامني بين المعلم والمتعلم مما يخلق أجواء إيجابية للتعلم.
  • توافر خيارات المناقشة والحوار بين المعلم والمتعلم.
  • يتيح التعليم الحضوري فرصة التعليم للجميع حتى في البيئات التي لا تتوفر فيها بيئة رقمية.
  • توفر المطبوعات من الكتب والوسائل التعليمية التي تمنح الطلاب الفرصة في التعلم.
  • إتاحة الفرصة لإجراء التجارب الخاصة بالمواد العلمية داخل المختبرات الحقيقية.
  • يخدم التعليم الحضوري كافة طبقات المجتمع رغم اختلاف الأجواء.

سلبيات التعليم الحضوري

هناك عدة سلبيات توجد في التعليم الحضوري أهمها:

  • دور المتعلم في عملية التعليم عن بعد هو دور سلبي حيث يأخذ دور المتلقي.
  • الاهتمام بالجانب الذهني، حيث يكون الغرض الأكبر حشو العقول بالمعارف.
  • إهمال الأنشطة التي تتم خارج قاعات الدرس، مما يخلق جيلاً حافظًا وليس مبتكرًا.
  • عملية التقييم تأخذ وقتًا طويلاً في التعليم الحضوري خلال التعليم عن بعد.
  • النظر إلى النجاح على أنه المعيار الوحيد للتعلم، دون النظر إلى اكتساب الخبرات والمهارات.

شاهد أيضًا: بحث عن التعليم عن بعد pdf .. مقدمة وخاتمة عن التعليم عن بُعد

في ختام هذا المقال نكون قد عقدنا مقارنة بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، ذكرنا فيها تعريف كل منهما وأوجه الإيجاب والقصور في كليهما، والأفضل الجمع بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري بعد تلاشي عيوب وسلبيات كلا التعليمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *