من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس

من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس ؟ هنالك العديد من التساؤلات حول الأقوام والقبائل التي عاشت في منطقة نجد، حيث شهدت هذه المنطقة الجغرافية من أرض شبه الجزيرة العربية العديد من الحضارات القديمة التي عاشت فيها، ولهذا سنتعرف في هذا المقال على هذه الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد.

من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس

هنالك العديد من الإشارات والدلائل التاريخية التي تقول أنَّ قبائل طسم وجديس من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد، فهاتين القبلتين من القبائل العربية التي عاشت في الحضارات القديمة، وسكنت منطقة شبه الجزيرة العربية، وتجدر الإشارة هنا أنَّ طسم وجديس من قبائل العرب البائدة، ويختلط في تاريخهما العديد من الحقائق والأساطير، ولذا فإنَّه من العسير معرفة أخبارها وتاريخها على وجه اليقين، ولقد ذكر الإخباريون العرب أن هاتين القبيلتين كانتا تنزلان اليمامة، وذكر بعضهم أنّهما نزلتا قديمًا بمدينة بابل، ثم نزحت طسم عن موطنها الأول ولحقت بها جديس، ولكن هناك شك في أخبارها، ومع ذلك يُقال أنَّ ديارهما كانت من أخصب بلاد العرب؛ فكان فبها البساتين والنخيل وكانت عامرة بالقصور والأبراج العالية.[1][2]

قبائل طسم وجديس التي عاشت في منطقة نجد

أخبرت التوراة عن العديد من القبائل العربية التي عاشت منذ زمن بعيد، ومن بين هذه القبائل قبيلة طسم، والتي تُعتبر واحدة من بطون قبيلة ديدان، التي تُنسب إلى طسم بن لوذ بن إرم بن سام بن نوح، وقبيلة جديس التي ينسبها البعض إلى طسم بن لاوذ بن سام بن نوح، وينسبها آخرون إلى غاثر (أو جاثر) بن إرم بن سام بن نوح، كما يقترن اسم جديس باسم قبيلة طسم، ولكن لم يرد لهاتين القبيلتين ذكر في القرآن الكريم، بل ذُكرت طسم في أشعار الجاهليين، ومنها بيت لطرفة بن العبد، كما عُرف خبر طسم وجديس لدى العرب القدماء، وقد ذكر الأعشى خبر زرقاء اليمامة وقومها في قصيدة له والتي قال فيها الأبيات التالية:

وقبلـهم غالـت المنايا
طسماً ولم ينجها الحذار
وحل بالحي من جديس
يوم من الشر مستطار

هلاك قبيلتي طسم وجديس

ذكر الإخباريون العرب خبرًا مطوّلًا عن هاتك قبلتي طسم وجديس، فلقد كانت طسم تمتلك السيادة على جديس، وأن عمليقًا أحد ملوكها كان مستبدًا وجائرًا، وأمر أن لا تزف عروس إلى زوجها إلا بعد أن تبيت معه، وقد تضجرت جديس بهذا المطلب، واتفق أن عمليقاً افترع عفيرة بنت عبّاد (أو غفار) التي يقال لها الشموس، وكانت أخت شريف من جديس، فاستغاثت المرأة بقومها وأرتهم ما صنع بها عمليق، فغضب أخوها وعزم على قتل عمليق وأصحابه، وما كان عليه إلّا انْ يشلاور قومه ويُدبروا خطة لقتله، فصنع أخوها طعامًا ودعا عمليقًا وأصحابه، وفي الوقت ذاته كانوا قد دفنوا السيوف في الرمال. فلما قدم عمليق ودخل ديار جديس، أخرجوا السيوف وانقضوا بها عليه وعلى من كان معه، فقتلوهم جميعًا.

ولكن استطاع أحد رجال طسم الفرار فمضى إلى اليمن، واستغاث بملك حمير حسان بن تبع وحرّضه على غزو جديس ورغبه بالمغانم، فاستجاب له حسان وبعث جيشًا إلى جديس، وقبل أن يتوجه الجيش إلى جديس حذر أحد أعوان الملك من أن يفطن القوم لقدومه فيستعدوا لقتاله؛ لأنَّ امرأة من جديس تُدعى اليمامة (زرقاء اليمامة) كانت مشهورة بحدة النظر، إذ كانت ترى الجيش قادمًا فتحذر قومها، وذُكر أنَّها كانت تبصر إلى مسيرة ثلاثة أيام، وقد أشار الرجل على ملكه بأن يحمل الجند معهم أشجارًا كي يختبئون خلفها، ففعلوا ذلك، ولكنَّ اليمامة أبصرتهم وهم على مسيرة ثلاثة أيام فحذرت قومها ولكنهم لم يُصدقوها، فاجتاحهم حسان وأبادهم جميعًا، وتذكر الأخبار أن الأسود بن عباد استطاع النجاة من القتل ولجأ إلى جبلي أجأ وسلمى قبل أن تنزل بهما طيىء، وقد شعر الطائيون بقدومه فلحقوا به حتى الجبلين وقتلوه ونزلوا الجبلين منذ ذلك الوقت.[3]

وفي الختام أجبنا لكم على سؤال المقال من الحضارات القديمة التي عاشت في منطقة نجد قبائل طسم وجديس ، وتعرّفنا على أبرز الأخبار التي ذُكرت حول هاتين القبيلتين العربيتين.