من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر

من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر

من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر ؟، هو ما سنتطرق للحديث عنه في هذا المقال، وهي الشروط والحدود التي يجب على من يقوم بتفسير القرآن الكريم معرفتها، وتعد من أهم الأمور التي يجب عليه التقيد فيها ومراعاتها، نظرًا لمنزلة كلام الله عز وجل العظيمة ومكانته الجليلة.

تعريف القرآن الكريم وخصائصه

هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، في غار حراء، المتعبَّد بتلاوته، المعجَز لفظًا ومعنى، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف، ابتداءًا بسورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس. كما يمتاز القرآن الكريم بمجموعة من الخصائص نذكر منها: [1]

  • أتمّ الكتب السماوية والمهيمن عليها، فهو شامل لما فيها وزائد وشاهد وحاكم عليها، وحافظ لما فيها من أصول الشرائع، وهو عالٍ عليها وغالب، وناسخ لغير المحكم فيها، ما وافقه فهو حق، وما خالفه فهو إما منسوخ أو باطل ومحرّف، فهو أكمل الكتب السماوية وخاتمها. 
  • إعجازه والتحدي به.
  • تولى الله حفظه بنفسه، فحفظه من التحريف والضياع، والزيادة والنقصان.
  • جعل الله في تلاوته متعة فلا يمل قارؤه من تكرار تلاوته وترديد آياته.
  • بلاغته وجماله، فهو يورد المعاني الكبيرة بإيجاز، وبأسلوب عظيم.
  • سهولة حفظه وتيسير قراءته.
  • أثاب الله قارئ القرآن، فجعل في تلاوة كل حرف منه حسنة.

علم التفسير

يمكن تعريف التفسير بأنه عملية توضيح معاني الكلمات وشرح العبارات الصعبة بأسلوب سهل ومفهوم، ومن خلال علم التفسير نستطيع فهم القرآن الكريم ومعرفة معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه، وأخذ العبرة من قصصه، كما يمكنّنا من اجتناب النواهي، وتبيان الحق من الباطل، لذا فإنه يعد من أهم العلوم وأفضلها، ويذكر أنّ أصح التفاسير هو تفسير القرآن بالقرآن، ثمّ تفسير القرآن بالسنة؛ أي الرجوع إلى الأحاديث النبوية الشريفة، وبعدها التفسير بحسب أقوال الصحابة، ثمّ أقوال أئمة التفسير، ومن ثمّ ما كان بحسب قواعد اللغة العربية، ومعاني الكلمات، ومعاني الأفعال. [2]

من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسّر

 هناك مجموعة من الضوابط التي اجتمع عليها العلماء وقاموا بوضعها للمفسر، ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند الشروع بعملية التفسير. [3]

 سلامة العقيدة

يشترط لقبول التفسير أن تكون عقيدة المفسر موافقة لعقيدة سلف الأمة من الصحابة والتابعين، فإذا انحرفت عقيدة المفسر فإنه يأوّل الآيات ويحرفها حتى توافق معتقده الفاسد، ويحمل ألفاظ القرآن على مذهبه الباطل.

حمل كلام الله على الحقيقة

الأصل في الكلام حمله على حقيقته، فيجب على المفسر  عدم تغيير الحقائق الواردة في الآيات الكريمة، وأن لا يعدل عنها إلا ببرهان.

 الاعتماد على أصح طرق التفسير 

ويأتي في أولها؛ تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، يليه تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ،ثمّ أقوال أئمة التفسير، ومن ثمّ ماكان بحسب قواعد اللغة العربية، ومعاني الكلمات، ومعاني الأفعال.

مراعاة سياق الآية

يجب على المفسر مراعاة سياق الآية، وأن يربطها بالآيات التي قبلها وبعدها؛ لأن مراد المتكلم لا يظهر إلا من خلال سياق كلامه.

مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها

في القرآن معاني تضمنتها الآيات نصًا، وهناك معان دلّت عليها عن طريق التضمين، لذا فإن الواجب على المفسر أن يراعي دلالات الألفاظ وما تتضمنه من المعاني؛ لأن ذلك يؤدي إلى الدقة في فهم كتاب الله وما دل عليه من معان وأحكام.

الإلمام بدلالة الأفعال ومعرفة معانيها

إذ يختلف معنى الفعل في اللغة العربية بحسب ما يتعدى به، ومثال ذلك الفعل (استوى): فإن تعدى ب (على) فمعناه العلو والارتفاع، كما في قوله تعالى: (ثم استوى على العرش)، الفرقان :٥٩، وإذا تعدى ب (إلى) دلّ على القصد، ومن ذلك قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء)، البقرة :٢٩. وإذا لم يتعدى دل على الكمال، مثل قوله تعالى: (ولما بلغ أشده واستوى )، القصص :٣٣.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي قمنا فيه بتعريف القرآن الكريم وخصائصه، كما تحدثنا عن علم التفسير وأوردنا بعضا من الضوابط التي وضعها العلماء للمفسر، بشكل مفصّل وواضح.

المراجع

  1. ^ صيد الفوائد , خصائص القرآن الكريم وحقوقه , 4/2/2021
  2. ^ المرسال , بحث عن ضوابط التفسير , 11/7/2017
  3. ^ مجلة ورد المنى , من ضوابط تفسير القرآن الكريم , 17/7/2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *