من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا

من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا

من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا مع العلم انّه من خيرة الناس ومن أقرب المقرّبين لله عز وجل، وهي من المعلومات التي يجب على الإنسان المسلم الإلمام بها، ومضاعفة ثقافته في التعريف بظروف وحيثيات المقولة، ويحرص موقع محتويات على سرد الإجابة عن السؤال مع ذكر نبذة مختصرة في هذا المقال وبين هذه السطور.

من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا

إن قائل رب اجعل هذا بلدا آمنا هو النبي إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وخليل الله، يذكر تعالى في هذا المقام محتجا على مشركي العرب، بأنَّ البلد الحرام مكة إنّما وضعت أول ما وضعت على عبادة الله وحده لا شريك له، وأنَّ إبراهيم الذي كانت عامرة بسببه وآهلة، قد تبرأ ممَّن عبد غير الله، وأنّه دعا لمكة بالأمن فقال: رب اجعل هذا البلد آمنا[1]، وقد استجاب الله له، فقال تعالى: أولم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم. [العنكبوت : 67] وقال تعالى : إنَّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا، [ آل عمران : 96 ، 97 ]

وقال في هذه القصة : رب اجعل هذا البلد آمنا  فعرفه، كأنّه دعا به بعد بنائها; ولهذا قال : الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق، [ إبراهيم : 39 ] ومعلوم أنَّ إسماعيل أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة، فأمّا حين ذهب بإسماعيل وأمه وهو رضيع إلى مكان مكة ، فإنّه دعا أيضا فقال : رب اجعل هذا بلدا آمنا، [ البقرة : 126 ] كما ذكرناه هنالك في سورة البقرة مستقصى مطولا.

نبذة عن سيدنا ابراهيم

هو سيدنا ابراهيم الخليل القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا ،وهو بالتفصلي إبراهيم بن تارح بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام.[2]

ولد في بابل، وقيل في الأهواز، وقيل إنّه وُلِد بدمشق، وقيل بحرّان، وذلك في زمن النمرود الحاكم المستبدّ، وقد اصطفى الله عز وجل، إبراهيم، عليه السلام، بالنبوّة فبعثه لهداية قومه وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وأمرهم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له.

صفات مميزة في سيدنا ابراهيم

فسيدنا ابراهيم القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا ، عرف فيه العديد من الصفات التي جعلت ذكره خالدًا، وجعلت منه خليل الله، تلك المكانة التي ما حظي بها إنسان سواه وسوى سيد الخلق محمد عليه صلوات الله وسلامه، وفي صفاته نعرّج على ما يلي:

وإبراهيم -عليه السلام- من أكمل وأحسن الناس توحيداً، وهو واحد من أُولي العزم من الرُّسل، وهم أصحاب الابتلاء في المِحَن المُتعلِّقة بذات الله -سبحانه- في الدنيا ومنهم :

نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله عليهم-، ومن فضله أنّ الله -تعالى- كلّفه بإمامة الناس، وهي مهمّة صعبة شاقّة لا يحملها إلّا من يستحقّها، ويصبر عليها، ومن صفاته سيدنا ابراهيم انّه وصف بالامة، أي الشخص الجامع لخصال الخير والمرشد للناس والداعي والمعين على عمل الخير والإصلاح بين الناس ومن فضائله أيضاً أنّ في صلاة المسلمين رُكنٌ مهمّ، وهي الصلاة الإبراهيمية التي يُثنون فيها عليه، ويدعون له، وإحدى صِيغ الصلاة الإبراهيمية هي: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قتل جالوت وكيف قتله

مواعظ وعبر من قصة رب اجعل هذا بلدا امنا

بعد ان مررنا و تعرفنا على من القائل رب اجعل هذا بلدا آمنا، لا بدّ لنا من الوقوف مع العبرة من قصصه، فالقرآن الكريم الذي هو كتاب الله الذي أنزله ليكون ختام الرسالات وآخر الكلام، ما كان لينطق بشيء عن فراغ، فعلى الانسان المسلم أن يقرأ القرآن ويتدبّر آياته، ويفهم المعنى والعبرة المنشودة بعد كل قصة، وفي قصة سيدنا إبراهيم نستطيع تلخيص ما يلي من المواعظ:

  • التأكيد على أهمية توحيد الله تعالى: واتّباع ملّة إبراهيم الحنيف، قال -تعالى-: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، [4] والاقتداء به في إخلاصه، وعبادته لربّه.
  • التأكيد على محبة الله عز وجل لإبراهيم: إذ نُعت بالخُلّة، وهي صفة لم تكن إلّا للخليلَين: محمد، وإبراهيم -عليهما الصلاة والسلام.
  • تكريم نبي الله إبراهيم: فقد جعل النبوة في ذرّيته، واختاره ليكون الشخص الذي يبني البيت الحرام، كما وهب له الذرّية بعد الكبر، وجعل ذِكره في الآخِرين مستمرّاً.
  • الدعوة للعلم والتفكير: فقد رفع الله قدر إبراهيم -عليه السلام بالعلم، واليقين، قال -تعالى: وكذلك نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ).
  • طاعة الله فوق كل شيء: حيث ظهر ذلك في قصة الذبح.
  • التعرف بأهمية الثقافة من قدرة إبراهيم على المناظرة: وإقامة الحجّة على المخالفين، ولكن بأدب.
  • ضرورة وأهمية دعاء الله بصلاح الذرية: وشكره عليها، قال -تعالى: الحمد لله الَّذي وهب لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنّ ربي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ.
  • التأكيد على أهمية الاخذ بالأسباب: والسَّعي في تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، وسؤال الله التوفيق في ذلك.
  • إكرام الضيف حق شرعي: كما ورد في إكرامه لضيوفه من الملائكة. مشروعيّة السلام، ووجوب رَدّه، ومشروعية السؤال عن أسماء الذين يتعامل معهم الإنسان من صاحب، أو ضَيف، أو نحوه، قال -تعالى: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ.[5]
  • الثناء الحسن والنجاة يوم القيامة لمَن سَلم قلبه من الشرّ: وامتلأ بالخير، كإبراهيم -عليه السلام.

شاهد ايضًا: من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟

إلى هنا نصل إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الجواب على سؤال من القائل ربي اجعل هذا بلدا امنا وانتقلنا بعد ذلك لنبذه قصيرة عن سيدنا ابراهيم ولنختتم أخيرًا مع المواعظ والعبر من قصة سيدنا ابراهيم.

المراجع

  1. ^ equran.me , سورة ابراهيم الآية 35 , 20/4/2021
  2. ^ islamweb.net , قصة ابراهيم عليه السلام , 20/4/2021
  3. ^ binbaz.org , صيغ الصلاة على النبي , 20/4/2021
  4. ^ equran.me , سورة النحل الآية 123 , 20/4/2021
  5. ^ equran.me , سورة الذاريات الآية 25 , 20/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *