من هم طالبان وماذا يريدون

من هم طالبان وماذا يريدون

من هم طالبان وماذا يريدون على عكس ما كان متوقعًا أن تصمد القوات الأفغانية التي بناها الجيش الأمريكي على مدار 20 عامًا، وسلحها بأفضل وأحدث الأسلحة في العالم، غير أن ما حدث كان مفاجأة للجميع بمن فيهم الرئيس الأمريكي بايدن نفسه، حيث سقطت الولايات الأفغانية في أيدي حركة طالبان المتشددة دينيًا في غضون أسبوعين، وسرعان ما وصلت طالبان إلى كابل ومن ثم القصر الرئاسي، فمن هم طالبان وما الذي يريدونه خلال الأيام المقبلة، هذا ما سنتعرف عليه من خلال المقال.

من هم طالبان وماذا يريدون

إن طالبان هي حركة تعني باللغة الإثنية طلاب أو طالبان جمع طالب، وهم في الأصل مجموعة من الشباب الذين ينتمون إلى قبائل الباتشو، وهي من أكبر القبائل في البلاد، وطالبان حركة متشددة أفغانية ظهرت خلال التسعينيات من القرن العشرين، وقد أسسها الملا محمد عمر عام 1994م بغرض القضاء على الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي كان مستشريًا في الدولة الأفغانية، ويقود الحركة في الوقت الراهن هبة الله آخوند زاده منذ مايو 2016.

كان أول ظهور لحركة طالبان في مدينة قندهار جنوب البلاد، وهي المدينة التي كانت قد غرقت في الفساد والجريمة، وعمت الفوضى أرجاء، وتألفت تلك المجموعة من الطلاب لحماية قندهار من الفوضى، ولكنها تحولت إلى حركة سياسية، ثم إلى حركة مسلحة استطاعت أن تضم إليها الكثير من الشباب المتحمس، ولاسيما أن حركة طالبان تستخدم سلاح الدين كمستقطب للكثير من الشباب المحب والمتحمس.

وقد ازداد نفوذ حركة طالبان بعض أن استطاعوا إخراج القوات السوفياتية بدعم من السي آي أيه وهو جهاز الاستخبارات الأمريكية، والتدريب داخل الأراضي الباكستانية، ومنحهم أحدث الأسلحة المتطورة، ووفق قول الحركة بعد استيلائها مؤخرًا على كابول وخلع الرئيس المنتخب أشرف غني وفراره إلى خارج البلاد، أعلنت حركة طالبان أنها تريد تأسيس دولة إسلامية في أفغانستان تحكم وفق الشريعة الإسلامية تفرض الحجاب على المرأة بالقوة.

شاهد أيضاً: لماذا سميت حركة طالبان بهذا الاسم

تأسيس حركة طالبان

تأسست حركة طالبان في ظل ظروف كان العالم فيها مشغولاً بعدد من التحولات السياسية والجغرافيا الكبرى سواء في منطقة الشرق الأوسط والعالم بداية من حرب الخليج ومطاردة صدام حسين، وانتهاءً بتفكيك الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيًا، وانتهاء بظهور العديد من الحركات المتشددة المسلحة، ولولا الدعم الأمريكي المباشر في التدريب ومنح الأسئلة الحديثة والمتطورة لطالبان وغيرها من الحركات المسلحة، لما استطاعت تلك الحركات أن تصمد وأن تتطور.

حركة طالبان تنقلب على مؤسسيها

بعد أن شعرت حركة طالبان وتنظيم القاعدة بنفوذهما على أطراف أفغانستان وباكستان، سرعان ما تخلت عن مؤسسيها وحلفائها الأمريكان، وحدثت انفجارات أيلول الأسود في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، واتهمت على أثرها أمريكا حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء تلك الانفجارات التي راح ضحيتها الآلاف من القتلى والمصابين والمفقودين، وتوعدت أمريكا بالرد السريع والحاسم.

وسرعان ما تحركت القوات الأمريكية إلى أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلا أنها وخلال عشرين عامًا كاملة في حرب الحركة وتنظيم القاعدة، وحاولت بناء جيش أفغاني قوي معد ومجهز جيدًا للدفاع عن بلاده، ولكن رغم مرور كل تلك السنوات فشلت أمريكا كعادتها عندما تصنع الفوضى وتعجز عن علاجها.

شاهد أيضاً: صور علم طالبان الجديد

رؤية طالبان للعدالة

ساعدت رؤية حركة طالبان الأفغانية للعدالة من من منظورها الخاص على انتشارها كالنار في الهشيم، حيث يرى المحللون أن طالبان وعدت الناس بالعدالة الناجزة والمطلقة بين الجميع، وسط أجواء بحث خلالها الناس عن أي من العدالة والنظام فلم يجدوا أيًا منها، واستطاعت حركة طالبان النمو والتمدد داخل كافة الولايات الأفغانية في ذلك الوقت بسبب تبني رؤية العدالة بين الجميع في جو كان الفساد ينخر في جميع أرجاء الدولة وولاياتها الإحدى والثلاثين.

حركة طالبان تستولي على مدينة كابل

دخلت حركة طالبان مدينة كابل أكبر الولايات الأفغانية وعاصمة الدولة الأفغانية لأول مرة عام 1996م، حيث أعلنتها ولاية إسلامية تابعة لها، وأوضحت ساعتها رؤيتها ورغبتها في إقامة دولة إسلامية في وسط أوروبا ينتشر منها الإسلام إلى العالم من جديد، وغير أن الوجود الأمريكي والخوف الغربي من النفوذ الإسلامي والطالباني المتشدد داخل بلد أوروبي حال دون تحقيق الحلم الطالباني بإقامة الخلافة الإسلامية، وما أشبه الليلة بالبارحة، وبعد مرور عشرين عامًا على الدخول الأمريكي والغربي لأفغانستان ووعد العالم بالتخلص من تلك الحركة إذا بها تعود من جديد، بل وتصبح أكثر قوة من ذي قبل وتستولي على كافة الولايات والمدن الأفغانية خلال أيام قليلة.

شاهد أيضاً: سبب انسحاب امريكا من افغانستان

كيف كان حكم أفغانستان في الفترة التي حكموا فيها

كان حكم طالبان أثناء الفترة التي حكموا فيها في التسعينيات من القرن العشرين حكمًا قمعيًا ووحشيًا، وانتهكت فيه حقوق الإنسان، ولاسيما حقوق المرأة التي منعت من التعليم والعمل، والتي فرض عليها ملبس معين، كما تم حظر كل أشكال الفنون والموسيقى، وكان هناك تضييق كبير على الإعلام، وقد اتسقت أيديولوجيا وأفكارهم عن الحكم مع أفكار وأيديولوجيات حركة القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وقتها، مما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، وسرعان ما تدخلت في أفغانستان بعد انفجارات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الإطاحة بالملا عمر وحركة طالبان وإنهاء حكمهم في أفغانستان، غير أن الأمر لم ينته عند هذا الحد.

كيف استعادت طالبان قوتها؟

يبدو أن الأمريكان كانوا يراود لسبب أو لآخر بقاء حركة طالبان، لذلك لم ينهوا تمامًا على أعضاء الحركة، وسمحوا لهم بالتواجد في جبال باكستان المتاخمة لأفغانستان، وبل وسمحت أمريكا بأن تستولي حركة طالبان على السلاح والعتاد وتبقى الحركة قوية لاستخدامها في المنطقة في أي وقت لتهديد روسيا والصين.

ولعل ذلك ما يفسر الوجود القوي لحركة طالبان خلال السنوات الماضية تحت أعين الأمريكيين، وبمجرد أن أوعزت الولايات المتحدة لمقاتلي حركة طالبان بخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، إذ سرعان ما أعاد المقاتلون تنظيم أنفسهم ووضع الخطط للسيطرة على كابول العاصمة وكافة الولايات والمدن الأفغانية، وقد حدث ما خططت له الولايات المتحدة بل كان الأمر مفاجأة حقيقية للبيت الأبيض، والذي شكل المفاجأة هو السرعة التي تم بها الاستيلاء على كافة الأراضي الأفغانية من قبل طالبان.

شاهد أيضاً: ماذا يحدث في افغانستان وما هو الوضع الحالي فيها

استراتيجية حركة طالبان في الاستيلاء على المدن

اتبعت حركة طالبان ثلاث استراتيجيات هامة للاستيلاء على المدن هي:

  • الاستراتيجية الأولى: تمثلت في أسلوب الحشد الشعبي، فهي تتقرب إلى سكان المدن وتحاول حشدهم عن طريق الوعد بالعدالة وتحسين الأوضاع الاقتصادية لهم، ومن خلال التركيز على الناحية الدينية والعواطف والمشاعر الإسلامية المتأججة في قلوب الشباب.
  • الاستراتيجية الثانية: تمثلت في أسلوب القضم، فهي تستولي على المدن والقرى الصغيرة لتكوين حشد شعبي مناسب تستعين به لغزو المدن والولايات الأفغانية الكبرى.
  • الاستراتيجية الثالثة: الرعب والتخويف لقوات الجيش والشرطة حتى ملأوا قلوبهم خوفًا فكانوا يسلمون ويهربون دون قتال، ويتركون كافة عتادهم وأسلحتهم خوفًا من الوقوع في أيدي قوات حركة طالبان.

ما هو تميل حركة طالبان

تعتمد حركة طالبان في تمويلها على ما تغنمه خلال غزواتها عندما تستولي على المدن أو القرى، كما تعتمد الحركة على زراعة المخدرات و الاتجار في الأفيون، كما تعتمد الحركة على جمع الضرائب من التجار ورجال الأعمال وأصحاب الشركات والمحلات التجارية، وغيرها من عوائد جني الضرائب المختلفة كالأسواق والبنوك وغيرها، كما أن هناك التبرعات التي تمولها بها بعض الجهات والمنظمات والأنظمة الحاكمة المشبوهة في بعض المناطق من العالم.

شاهد أيضاً: صور علم طالبان الجديد

وفي الختام نكون قد أجبنا على تساؤل من هم طالبان وماذا يريدون وعرفنا أنها إحدى الحركات المتشددة التي أنشأها الملا محمد عمر عام 1994م في قندهار لتقضي على الاضطرابات والفساد الذي كان منتشرًا بولاية قندهار الأفغانية ولكنها انتشرت في كافة الولايات الأفغانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *