هل التبني حرام وما الفرق بين التبني والكفالة

هل التبني حرام عنوان هذا المقال، لكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأولاد نعمة عظيمة وغريزة الأبوّة والأمومة خُلِقت مع الإنسان، فيجب على المرء أن يقدّر هذه النعمة ويراعاها، فغيره محروم منها لسبب ما أو مرض، وقد اهتمّ الإسلام ببناء الأسرة وتربية الأبناء، وفّصل في ذلك في الكتاب والسنة، حيث تحدّث عن حقّ الرضاعة للطفل ومدته وحقّ تربية الطفل والعناية به، فالأولاد مسؤولية عظيمة لا يجب الاستهتار أو التهاون في تربيتهم، وكذلك ينبغي على المرء أن يعمل بمبدأ كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته.[1]

مفهوم التبني

إنّ الخوض في بيان ما يجول في خاطر الكثير من النّاس من التساؤلات حول التبني وبيان هل التبني حرام أم أنّه أمرٌ أباحته شريعة الإسلام، يقتضي ذكر وتوضيح مفهوم التبني، والذي أوضحه أهل العلم والاختصاص بمفهومين اثنين:[2]

• المفهوم الأول: وهو إحضار طفل من نسب آخر وتربيته ورعايته والاهتمام به دون تغيير نسبه.
• أما المفهوم الثاني: فهو تربية الطفل والعناية به مع تغيير نسبه لمربيه وجعله فرداً من أفراد الأسرة ووريثاً فيها كما هم أولادها الحقيقيون.
  وقد يلجأ الشخص للتبني لعدة أسباب كحرمانه من نعمة الاولاد أو عطفاً على طفلٍ يتيم ٍ أو ما شابه ذلك من أسباب.شاهد أيضًا: شروط التبني في السعودية

هل التبني حرام

بعد بيان مفوم التبني كما أوضحه أهل الاختصاص لا بدّ من الخوض في بيان هل التبني حرام في شريعة الإسلام أم حلال، فقد كان التبني معروفاً في الجاهليّة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيد بن حارثة -رضي الله عنه- ونسبه إليه، وكان ينادى بزيد بن محمد حتى نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم نصٌ قرآني في تحريم التبني، فقد قال تعالى سورة الأحزاب:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِه}،[3] فبعد نزول هذه الآية أعاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لزيد -رضي الله عنه- نسبه لأبيه، فأصبح من جديد زيد بن حارثة، حيث جاء في الإسلام أنه يجب أن يُنسب الولد لوالده وقد أجاز تربية الطفل والعناية به  والإحسان إليه مع بقاء نسبه الأساسي، وعلى ذلك فإنّ التبني حرامٌ قطعًا بدليل كتاب الله عزّ وجلّ وكلامه، ولا يجوز لمسلمٍ أن ينسب أحدًا من بني آدم إلى نفسه إن لم يكن من نسله، والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم التبني في الإسلام

الحكمة من تحريم التبني

الخوض في بيان هل التبني حرام يقتضي بيان الحكمة من تحريم التبني، فالتبني هو تغيير نسب الولد لمربيه وبهذا النسب يأخذ الولد أحكاماً شرعية مطابقة للولد من الصلب فله ميراث وصلة وحقوق وواجبات، وبهذا الأمر تقع المخالفات الشرعية، وعلى الرغم من تغيير النسب يبقى الغير محرّم عليه من النساء غير محرّم ولا يتغير حكم هذا في الدين، فلا يوجد بينها صلة دم، كذلك تكون المخالطة والخلوة غير شرعية حرّمها الإسلام، فلا يوجد في الإسلام حكم بلا حكمة أو سبب بينه لنا الدين ووضحه علماء المسلمين للعامة.[5]

شاهد أيضًا: هل الحب حلال أم حرام

أحكام تتعلق بالتبني

الإسلام دين الإحسان وقد حثّ الإسلام على العطف والرحمة وشجع كفالة اليتيم والإحسان إليه ووعد الله كافله بجزاءٍ عظيم وقد وضح الدين أنه لا حرج من تربية طفلٍ والعناية به وبحاجاته لكن مع مراعاة الأحكام الشرعية التي وردت في ذلك كأن تبقى الأم المربية غريبة عن الولد ولا يجوز لها الانكشاف أمامه عند بلوغه فهو ليس من محارمها وكذلك إذا كانت الطفلة المتبناة أنثى فيبقى مربيها أجنبياً وغربياً عنها إلا في حال رضع الطفل أو الطفلة من المربية الأم فتصبح أمه بالرضاعة ويكون أبوه بالرضاعة وكذلك الأخوة وتنطبق عليه أحكام الرضاعة ولكن دون نسبه لهذه العائلة فنسبه يبقى على حاله إما إذا كان هذا الطفل بلا نسب وغير معروف النسب فيجوز تسجيله منسوبا لاسم معبَّد لله كفلان ابن عبدالله.[6]

شاهد أيضًا: هل الاحتفال في راس السنة الميلادية حرام

الفرق بين التبني والكفالة

شجع الإسلام على كفالة اليتيم و قد جاء في السيرة النبوية أن كافل اليتيم يلازم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة وهو سبب كافٍ لدخوله الجنة وقد حلل الإسلام الكفالة وحرّم التبني فكفالة اليتيم تعني رعايته والاهتمام بمتطلباته سواء في منزل الكافل أو في مكان آخر دون تغيير نسبه أو جعله من أولاده كما هو في التبني ففي التبني يصبح الطفل شخصاً من العائلة نسبه إليها عليه واجبات وله حقوق كإخوته من هذه العائلة وهذا حرام في الإسلام لأن في اختلاط في الأنساب وتحليلٌ للحرام ويقع صاحب التبني بمخالفاتٍ شريعة حذّر منها الإسلام.[7]

هل التبني حرام كان موضوع هذا المقال الذي ناقش عدة جوانب منها مفهوم التبني وبيّن حكمه والحكمة من تحريمه وبعض الأحكام التي تتعلق بالتبني و ما هو  الفرق بين الكفالة والتبني .