هل الخضر نبي
جدول المحتويات
هل الخضر نبي أم أنه مجرد شخص عادي ورد ذكره في قصة سيدنا موسى، ولماذا ذكر الخضر في القصة وما هو دوره، وأهم المعلومات عن الخضر، وأقوال العلماء فيه، وأهم ما سوف نتعرّف إليه في مقالنا هل الخضر نبي؟
هل الخضر نبي
هل الخضر نبي الظاهر من الآيات القرآنيّة أنه نبي، قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا}[1]، ويُفهم من بعض الآيات أن الرحمة المذكورة هي رحمة نبوّة، وأن هذا العلم الذي تعلّمه الخضر هو علم وحي وليس علم عادي، ومن المعروف أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني قد تكون من أمارات النبوة، وما فعله الخضر في القصة هو وحي من الله تعالى، لأنه ليس هناك طريق لمعرفة نواهي الله تعالى وأوامره إلا بالوحي، خاصة قتل النفس، وخرق السفينة، لأن العدوان على الأنفس والأموال لا يصح إلى عن طريق أمر إلهي ووحي، لذا نرى أن قتل الخضر للفتى، وخرقه للسفينة، دليل على نبوته، ومن إشارات نبوّه تواضع سيدنا موسى له فقال:{قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}[2]، وقال أيضًا: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}[3]. [4]
شاهد أيضًا: قصة موسى عليه السلام مختصرة وأحداث قصة موسى والخضر
حقيقة موت الخضر
الصحيح أن الخضر مات من دهر طويل وقبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل مبعث سيدنا عيسى عليه السلام، وليس لوجوده أي حقيقة، بل كل من قال بأنه حيّ هذا كله باطل وليس له وجود، والخلاصة أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، أو أن الذي قال له أنه رأى الخضر كاذب، وإنما هو من شياطين الإنس أو الجن.[5]
سبب تسميته بالخضر
لقد أعطى الله تعالى الخضر عليه السلام كرامات عديدة، وعلمًا غزيرًا، وقصّ الله تعالى نبأه علينا في سورة الكهف مع النبي موسى عليه السلام، وقد سمّي الخضر بهذا الإسم لأنه جلس على فروة بيضاء وهي الأرض اليابسة، فإذا بالأرض تهتز، وتصبح خضراء، أي تنبت الزرع بمجرد جلوسه عليها، وقد قيل أريد بالفروة البيضاء الهشيم من نبات الأرض، أخضرّ بعد أن كان يابسًا وهذه المعجزة التي أجراها الله تعالى على يد الخضر عليه السلام وردت في حديث نبوي صحيح عن أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّما سُمِّيَ الخَضِرَ أنَّهُ جَلَسَ علَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هي تَهْتَزُّ مِن خَلْفِهِ خَضْرَاءَ)[6].[7]
شاهد أيضًا: الفتى الذي صاحب موسى عليه السلام في رحلته هو
عِبر ودروس من قصة موسى عليه السلام مع الخضر
- قصة موسى عليه السلام تدعو كل مسلم في كل زمان ومكان إلى المداومة على ذكر الله تعالى في القوة والضعف.
- أن الإنسان مهما أوتي من العلم فعليه أن يطلب المزيد، وأن لا يغترّ بعلمه ومعرفته.
- أن الرحلة في طلب العلم من صفات العقلاء، فموسى عليه السلام تحدّى المصاعب لكي يلتقي بالخضر، لكي ينتفع بعلمه، وهذا دأب العلماء.
- جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى الطبيعة البشريّة كالجوع والعطش والتعب.
- أن العلم ينقسم إلى نوعان: علم مكتسب وهو الذي يُدركه الإنسان بجهده وتعبه وتحصيله، وعلم لدني: وهو الذي يهبه الله تعالى لعباده.
- على المتعلّم أن يخفض جناحه للمعلم، وأن يخاطبه بأحسن وألطف العبارات حتى يحصل على ماعنده من علم.
- من علامات الإيمان الحق أن يقدّم الإنسان المشيئة عند الإقدام على الأعمال، وأن العزم على فعل شيء ليس بمنزلة فعله، وأنه لا بأس إذا اشترط العالم على المُتعلّم أمورًا بعينها.
- يجوز دفع الضرر الأكبر بضرر أقل.
- التأني في الأحكام، والثبّت في الأمور، ومعرفة العلل والأسباب كله يؤدي إلى صحة الحكم، وسلامة القول والفعل.
- من دأب العقلاء والصالحين التأدب مع الله تعالى، فالخضر أضاف خرق السفينة لنفسه، وأضاف الخير لربه من أجل ما فعله في الغلامين.
- أن الصاحب لا يفارق صاحبه حتى يُبيّن له الأسباب التي حملته على المفارقة، والمناقشة والمحاورة لا تؤثر في دوام الصداقة واستمرارها بل تزيدها.
شاهد أيضًا: ما اسم فتى موسى .. قصة موسى عليه السلام مع فرعون
في نهاية مقالنا تعرفنا على فيما هل الخضر نبي ، ويُفهم من بعض الآيات أن الرحمة المذكورة هي رحمة نبوّة، وأن هذا العلم الذي تعلّمه الخضر هو علم وحي وليس علم عادي، ولماذا سمي الخضر بذلك، والدرس المستفادة من قصته مع موسى.