هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب من البيئة المحيطة

هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب من البيئة المحيطة

يُصاب العديد من الأشخاص حول العالم وبنسب مرتفعة في مرض السكري(بالإنجليزية: diabetes)، ولكنهم قد يجهلون السبب الرئيسي خلف إصابتهم بذلك المرض، ولطالما كثُر السؤال حول هل مرض السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب من البيئة المحيطة ؟ وما هي نسبة الإصابة بالسكري إذا كان الأبوان مصابين به؟ وما العوامل البيئية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالسكري؟ سنقوم في هذا المقال بالإجابة عن جميع هذه الأسئلة.

أنواع مرض السكري

قبل الإجابة عن سؤال هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب من البيئة المحيطة، لا بد من الإشارة إلى أن هنالك نوعان رئيسيان، وهما:

  • النوع الأول من مرض ارتفاع السكر بالدم(بالإنجليزية:Type One Diabetes)
  • النوع الثاني من مرض ارتفاع السكر بالدم(بالإنجليزية:Type Two diabetes)

ويجدر الإشارة إلى أن هنالك العديد من أنواع السكري الأخرى الغير شائعة، مثل:

  • السكري ذاتي المناعة الخافي لدى البالغين(بالإنجليزية: Latent Auto-immune Diabetes).
  • سكري البالغين(بالإنجليزية: Mature Onset Diabetes).
  • سكري الحمل(بالإنجليزية: gestational Diabetes).

 

السكري وراثي أم مكتسب [1]

لا يمكن إنكار دور العامل الوراثي في الإصابة بالسكري من النوع الأول، ولكن بعد دراسات دقيقة وجد أن العامل الوراثي يعمل فقط على زيادة القابلية للإصابة به وليس هو السبب الرئيسي، ولذلك يُعد توافر العامل البيئي جنبًا إلى جنب مع الدور الوراثي سبب رئيسي للإصابة بالسكري، ولكن تم تصنيف النوع الأول على أنه مكتسب أكثر من اعتباره وراثي، ولعل من أهم الأدلة على ذلك:

  • عند إصابة أحد التوأمين المتطابقين بالنوع الأول فإن فرصة إصابة الآخر لا تتعدى 50%، بينما تزيد تلك النسبة عند الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
  • تقل نسبة حدوث الإصابة بالنوع الأول للأطفال الذين تمت رضاعتهم طبيعيًا.
  • وجود أجسام مضادة ذاتية في أجسام المصابين بذلك النوع، والتي تقوم بدورها بتدمير الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس.

نسب توريث الإصابة بالنوع الأول من السكري [2]

  • عند إصابة الأب بالنوع الأول تكون نسبة إصابة أبنائه حوالي 6%.
  • عند إصابة الأم بالنوع الأول وولادة الطفل قبل سن 25 عامًا تكون نسبة إصابة الأبناء 4%، وتقل تلك النسبة إلى 1% عند ولادة الطفل بعد سن 25 عاماً.
  •  عند إصابة كلا الأبوين تزيد نسبة توريث الأبناء لذلك النوع إلى 10-25 %.

النوع الثاني وراثي أم مكتسب [3]

ينشأ داء السكر من النوع الثاني بسبب حدوث مقاومة الخلايا للإنسولين، ففي بداية الإصابة يستطيع البنكرياس التغلب على تلك المشكلة بانتاج كميات أكبر من الإنسولين ولكن بمرور الوقت يفقد قدرته على إنتاج الأنسولين، ويُعد النوع الثاني من السكري هو النوع الأكثر شيوعًا؛ حيث تصل نسبته إلى ما يقرُب من 90% من المصابين بالسكري، ومن الأدلة القوية على دور الوراثة في حدوث الإصابة بذلك النوع هي:

  • الدراسات التي تم إجراؤها على التوائم المتطابقة، حيث تزيد نسبة الإصابة بذلك النوع لأحد التوأمين عند إصابة الآخر به.
  • الدراسات التي وجدت أن العائلات التي يصيبها ذلك النوع من السكري يتشاركون في الإصابة بأمراض السمنة، بالإضافة لممارسة بعض أنماط الحياة الغير صحية.

نسبة توريث النوع الثاني للأبناء

لعل ما يُثير الحيرة هو أن العلماء ما زالوا يبحثون على وجه الدقة إذا ما كان هذا النوع من السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب من البيئة المحيطة، أو بسبب اتباع بعض الأنماط الحياتية السيئة كأمراض السمنة.

ولكن ربما يعود سبب إصابة الأبناء عند إصابة الأبوين به هو تقليدهم للأنماط الحياتية التي يعيشها الآباء، ولكن ذلك لا يعني نكران الأدلة الكثيرة على وجود دور وراثي كبير يؤدي للإصابة به.