هل خلع الحجاب من الكبائر

هل خلع الحجاب من الكبائر

هل خلع الحجاب من الكبائر، سؤالٌ فقهيٌ يهمُّ كلَّ امرأةٍ مسلمةٍ تسعى إلى رضى الله -عزَّ وجلَّ- عنها، وسيكون هو عنوان هذا المقال، وستتمُّ فيه الإجابة على السؤال المطروح في مقدمة هذا المقال، كما سيتمُّ ذكر مواصفات الحجابش الشرعي وفضل ارتدائه، كما سيتمُّ الحديث عن كبائر الذنوب بشيءٍ من التفصيل.

هل خلع الحجاب من الكبائر

لم يرد دليلًا صريحًا من القرآن أو السنة النبوية يدلُّ على أنَّ خلعَ الحجابِ من كبائرِ الذنوبِ، إلَّا أنَّه معلومٌ أنَّ خروج المرأة من بيتها بغيرِ حجابٍ يعدُّ معصيةً كبيرةً ومخالفةً شرعيةً عظيمة؛ إذ أنَّها خالفت أوامر الله -عزَّ وجلَّ- حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}.[1][2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية وحكم الاشتراك في الأضحية

مواصفات الحجاب الشرعي

بعد الإجابة على سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر سيتمُّ بيان مواصفات الحجاب الشرعي، حيث أنَّه لا بدَّ من توفر بعض الصفات في الحجاب ليكون شرعيًا، ومن هذه المواصفات ما يأتي:[3]

  • أن يستُر بدَن المرأة جميعه، فلا يبدو منها شيءٌ سوى الوجه والكفَّين على قول جمهور الفقهاء.
  • أن يكون فضفاضاً واسعاً، فلا يصف الجسد ويُبرز تفاصيله.
  • ألّا يكون شفّافاً، فيُظهِر ما تحته من جسد المرأة. ألّا يكون في حجاب المرأة تشبُّهٌ بالرِّجال، فقد ورد النَّهي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- من تشبُّه النِّساء بالرِّجال أو العكس، فيما رواه عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام: “لعنَ اللهُ المتشَبِّهَاتِ مِنَ النّساءِ بالرّجالِ، والمُتشبِّهينَ منَ الرّجالِ بالنّساءِ”.
  • ألّا يكون لباس المرأة في ذاته لباسَ شهرةٍ، تتميَّز به عن غيرها من نساء بلدها أو منطقتها.

شاهد أيضًا: العباءة الملونة والمزركشة لم يراع فيها شرط من شروط الحجاب الساتر وهو أن يكون

فضل الحجاب

أوجب الله -عزَّ وجلَّ- الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، وفيما يأتي بعض فضائل الحجاب:[4]

  • حفظ العرض: الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد.
  • طهارة القلوب: الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
  • مكارم الأخلاق: الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد.
  • قطع الأطماع والخواطر الشيطانية: الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإدباب قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات الشيطانية.
  • الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية: فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
  • حفظ الحياء: الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء.

شاهد أيضًا: ثمرة الحياء في الدنيا هي

ما هي كبائر الذنوب

إنَّ كبائر الذنوب: هي كلُّ ما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب، وقد وضع لها بعض المحققين ضابطًا تعرف به وهو أن كل ذنب ورد فيه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة من عذاب، أو غضب، أو عقاب، أو تهديد، أو لعن، في كتاب الله تعالى، أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعدُّ كبيرة.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية بعد المغرب

السبع الموبقات

إنَّ السبع الموبقات هي أول ما يتبادر إلى الذهن عند طرح سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر،ولقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين باجتناب سبعٍ من الموبقات حيث قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”، وقد وصفهنَّ رسول الله بالموبقات لأنَّهن يُهلكن صاحبهنَّ بسبب ما يترتب عليها من عقابه في الدنيا ودخول النار في الآخرة، وهذه السبع بالتفصيل هي:[6]

  • ﺍﻟﺴﺤﺮ: وهي عبارة عن ﻋﺰﺍﺋﻢ ﻭﺭﻗﻰ ﻭﻋﻘﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ الأﺑﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، فيُمرض، ﻭيَقتُل، ويفرِّق ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺯﻭﺟﻪ، وقد جاء ذكر السحر في قوله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}.
  • الربا: وهو عبارة عن دفع زيادةٍ في أحد البدَلَين إن كانا من صنفٍ واحدٍ، أو تأخير تقابُض أحدهما، وقد ورد ذكر الربا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ*وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
  • أكل مال اليتيم: وهو عبارة عن إضرار اليتيم في ماله، سواء أكان هذا الضرر ناتج عن أكل ماله أو عن طريق إتلافه، وقد ورد هذا النب في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}.
  • التولي يوم الزحف: وهو عبارة عن فرار أو هرب المسلم من المعركة حال لقاء العدو ومواجهته، وقد وردت عقوبة من فعل هذا الذنب العظيم في قوله تعالى: {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ* وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
  • قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق: ويعدُّ قتل النفس من كبائر الذنوب؛ إذ أنَّه اعتداءٌ على على صنع الله -عزَّ وجلَّ- وقد وردت عقوبة قاتل النفس في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.
  • الشرك بالله: وهو عبارة عن اتخاذ شريك مع الله -عزَّ وجلَّ- في ربوبيته وألوهيته، ويعدُّ الشرك بالله من أكبر الكبائر، وهو الذنب الذي لا يغفره الله -عزَّ وجلَّ- لمن مات عليه وقد جاء ذكره في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}.
  • قذف المؤمنات المحصنات الغافلات: وهو عبارة عن الرمي بالفاحشة لمن هو بريء منها، وقد بين الله تعالى عقوبة رمي النساء العفيفات البعيدات عن الفاحشة بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}

كبائر أخرى

لا تقتصر كبائر الذنوب على السبع الموبقات، فهناك كبائرٌ أخرى يُمكن الإجابة بها عند طرح سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر؛ ويدلُّ على ذلك قول ابن عباس -رضي الله عنه وأرضاه-: “هنَّ إلى السَّبعينَ أقربُ منها إلى السَّبعِ”، وفي هذه الفقرة من مقال هل خلع الحجاب من الكبار، سيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:[7]

  • الزنا: حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- الزنا وجعله من كبائر الذنوب، وقد جاء في الحديث الشريف حدُّ الزنا حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خُذُوا عَنِّي، فقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لهنَّ سَبِيلًا، الثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بالبِكْرِ، الثَّيِّبُ جَلْدُ مِئَةٍ، ثُمَّ رَجْمٌ بالحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِئَةٍ، ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ”.
  • عقوق الوالدين: إنَّ عقوق الوالدين كذلك يعدُّ من أكبر الكبائر، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ”.
  • شهادة الزور: كذلك شهادة الزور تعدُّ إجابةً صحيحة على سؤال ما هي كبائر الذنوب، إذ أنَّه يعدُّ من أكبر الكبائر التي أمر الله -عزَّ وجلَّ- المسلم اجتنابها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ فَما زالَ يُكَرِّرُها حتَّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ}.
  • اليمين الغموس: وهي اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الإنسان حق أخيه بغير حق، وهي كذلك تعدُّ إجابة صحيحة على سؤال ما هي كبائر الذنوب.
  • شتم الرجل والديه: وهذا الذنب أيضًا يعدُّ من كبائر الذنوب، إذ أنَّه يندرج تحت عقوق الوالدين، وقد رتَّب الله -عزَّ وجلَّ- عقوبة اللعنة على من شتم والديه ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ملعونٌ مَنْ سبَّ أباهُ، ملعونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، ملعونٌ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ، ملعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخومَ الأرضِ، ملعونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طريقٍ، ملعونٌ مَنْ وقعَ على بهيمَةٍ، ملعونٌ مَنْ عمِلَ بعمَلِ قومِ لوطٍ”.

وبذلك تمَّ الوصول غلى ختام هذا المقال، ولذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل خلع الحجاب من الكبائر ؟ كما تمَّ ذكر مواصفاتِ الحجابِ الشرعيِّ، وبيان فضل ارتدائه، ثمَّ تمَّ الحديث عن كبائرِ الذنوب حيث تمَّ تقسيمها إلى السبع الموبقات وكبائر أخرى.

المراجع

  1. ^ الأحزاب: 59
  2. ^ islamweb.net , عقاب من خلعت الحجاب بعد ارتدائه , 5/7/2021
  3. ^ جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة، الألباني، ص37 , https://ia800901.us.archive.org/5/items/FP0127/0127.pdf , 5/7/2021
  4. ^ islamway.net , من فضائل الحجاب , 5/7/2021
  5. ^ islamweb.net , الكبائر.. ضابطها.. أنواعها وعددها , 5/7/2021
  6. ^ alukah.net , اجتنبوا السبع الموبقات , 5/7/2021
  7. ^ موسوعة الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم، ص536 , https://al-maktaba.org/book/32292/2787#p1 , 5/7/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *