هل مصر تمتلك سلاح نووي

هل مصر تمتلك سلاح نووي

هل مصر تمتلك سلاح نووي؟، تأتي مصر في المرتبة لأولى عسكريًا في الوطن العربي، كما تمتلك العديد من الأسلحة المتطورة، إضافة إلى ذلك فإن جيشها يمتلك الخبرة الواسعة نتيجة خوضه العديد من الحروب. لكن يتساءل الكثيرون حول امتلاك مصر للسلاح النووي. وسنتعرف من خلال موقع محتويات على الإجابة وتفاصيل البرنامج النووي المصري.

ما هو السلاح النووي

يعتبر السلاح النووي من الأسلحة المحرمة دوليًا لأنه مدمر وفتاك، فهو يعتمد في قوته على عمليتي الانشطار أو الاندماج النووي. فمثلًا انفجار قنبلة نووية صغيرة يكون أكبر من قوة انفجار أضخم القنابل العادية. كذلك فإن قذيفة نووية واحدة قادرة على تدمير مدينة بأكملها. لذلك تصنف الأسلحة النووية ضمن أسلحة الدمار الشامل، حيث أن استخدامها مرتبط بضوابط وقواعد دولية دقيقة جدًا. الجدير بالذكر أن أول قنبلة نووية فجرت بهدف الاختبار كانت في 16 يوليو عام 1945م في منطقة صحراء ألاموغوردو في ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث أطلق عليها اسم القنبلة (أ) (A-bomb). وقد صنعت تلك التجربة ثورة في عالم المواد المتفجرة.[1]

هل مصر تمتلك سلاح نووي

لا تمتلك مصر سلاح نووي، إلا أنها تمتلك قدرات تكنولوجية نووية. وبحسب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فإن مصر تمتلك رؤوس نووية استلمتها من الاتحاد السوفيتي عام 1973. يذكر أن مصر تأتي في المرتبة الأولى من حيث الترتيب في قوة الجيش.

اعتراف الرئيس المصري محمد أنور السادات

أعلن الرئيس المصري الراحل أنور السادات سنة 1973 امتلاك بلاده صواريخ بعيدة المدى، إلا أنه أوضح أنها صواريخ مصرية – عربية من طراز “ظافر” أرض – أرض. حيث تم تصنيعه في الستينات إلا أن مشروعه توقف بعد نكسة حزيران 1967. وبحسب الوثيقة الأمريكية “منتهى السرية” فإن مشكلة سياسة وقعت بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيجين. فقد حضر كوسيجين خطاب السادات في مجلس الشعب والذي اعترف خلاله السادات بامتلاك بعض الرؤوس النووية من الاتحاد السوفيتي.

شاهد أيضًا: هل السعوديه عندها نووي

فرص تنفيذ البرنامج النووي المصري

مر البرنامج النووي المصري بثلاث فرص كان من الممكن آنذاك تنفيذه لولا متغيرات الظروف السياسية والاقتصادية، وفيما يلي تلك الفرص:

  • الفرصة الأولى: بدأ اهتمام مصر بالجانب النووي عام 1963، حيث أنشأت أول محطة نووية في منطقة سيدي كرير. فكانت أول محطة في العالم ذات استخدام مزدوج. تعمل لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر بطاقة تعمل بمعدل 20 ألف متر مكعب في اليوم. إلا أن حرب 1967 أخفقت مشروع إنشاء محطة سيدي كرير.
  • الفرصة الثانية: فكرت مصر مرة ثانية في إحياء برنامجها النووي بعد حرب 1973، حيث قررت إقامة 8 محطات نووية تلبي احتياجات مصر المستقبلية من الطاقة، وتعوض نقص احتياطاتها البترولية. من ثم وقعت مصر اتفاقًا مع لجنة الطاقة النووية الأمريكية للإمداد بالوقود النووي اللازم للمحطة. كذلك تم أصدر قرار جمهوري بتأسيس هيئة المحطات النووية المصرية من أجل الإشراف على بناء المحطة. إلا أن تفجير الهند لقنبلتها النووية الأولى عام 1978م كان عقبة في برنامج مصر النووي، حيث طالبت الولايات لمتحدة مصر بضرورة إخضاع أنشطتها النووية لرقابة الوكالة الدولية. إلا أن السادات امتنع عن ذلك مطالبًا بانضمام العدو الإسرائيلي بالانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. الأمر الذي أدى لإجهاض المشروع.
  • الفرصة الثالثة: في عام 1981 عرض خبراء الطاقة في مصر على الرئيس السادات تطوير البرنامج النووي من جديد، عن طريق إنشاء ثماني محطات نووية قدرة كل منها ألف ميغاوات. حيث بدأ مصر من جديد العمل على تعديل اتفاقيتها مع وزارة الطاقة الأمريكية لرفع حصة إثراء اليورانيوم الضروري لتشغيل المحطات النووية المصرية من 600 ميجا وات ر إلى أربعة آلاف ميغاوات. إلا أن الانفجار الذي وقع في مفاعل تشيرنوبيل جعل العالم يشك في المحطات النووية المصرية لذا تم إلغاء المشروع.

التصنيع النووي المحلي في مصر

بعد الدراسات الشاملة لإمكانية مساهمة التصنيع المحلي في بناء محطة نووية، تبين أن التصنيع المحلي يمكن أن يسهم في تصنيع المحطات إذا تم إدخال أنظمة حديثة لمراقبة الجودة في بعض المصانع. إضافة إلى ذلك قامت هيئات المواد النووية بإجراء مسح جيولوجي في صحراء مصر للبحث عن إمكانات وجود اليورانيوم.

شاهد أيضًا: كم عدد القنابل النووية في العالم

أمن مصر النووي

لدى مصر قاعدة هامة جدًا من المعرفة النووية، الأمر الذي يساعدها كثيرًا على تحديد احتياجاتها الحقيقية من الطاقة النووية. كذلك يمكنها المقارنة واختيار ما يناسبها من البدائل المختلفة. كما يمكن من خلال توفير فريق عمل مكون من العلماء والخراء المتخصصين في مجالات متعددة كالفيزياء النووية والكيمياء والرياضيات والهندسة النووية والجيولوجية استئناف البرنامج النووي لمصر. فقد استطاعت مصر من تحقيق العديد من الإنجازات البحثية والعلمية في مجالات استخدام الطاقة النووية وذلك في مكافحة الآفات الزراعية. كما استخدمت النظائر المُشعة في عدد من الصناعات لتحسين جودة الإنتاج خاصة في مجال صناعة الصلب. إضافة إلى ذلك تمكنت مصر من حصر إمكاناتها المحلية للمساهمة في تصنيع محطة نووية وذلك عن طريق إجراء مسح شامل لأكثر من 43 مؤسسة صناعية مصرية. وكانت مصر عقدت عدة اتفاقيات مع دول العالم المتقدم من أجل توريد اليورانيوم المخصب اللازم لدورة الوقود النووي في محطة سيدي كرير والضبعة التي لا تزال حتى الآن وذلك بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية.

مشاكل إحياء البرنامج النووي المصري

تعتبر عملية إحياء البرنامج النووي المصري من العمليات المعقدة بسبب التدخل الدولي بحجة الرقابة على أنشطتها النووية. فمن الممكن إعادة النظر بشأن البرنامج النووي المصري لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد خلال العقدين القادمين عددًا من البرامج النووية لعدد من دول المنطقة مثل إيران وتركيا.

علامات على طريق البرنامج النووي المصري

سعت مصر لإدخال التكنولوجية النووية وتطويرها عدة مرات وذلك من خلال بعض المشاريع التي قامت بها، وفيما يلي أبرز تلك المشاريع:

الفعل السنة
“الذرة من أجل السلام” وهي مبادرة الرئيس أيزنهاور. 1953
إقامة لجنة الطاقة الذرية وفقًا للقانون 509 1955
إقامة مؤسسة للطاقة الذرية بالقرار الجمهوري 288 1957
تشغيل المفاعل البحثي الأول بمدينة أنشاص 1961
القيام بالدراسات الأولية لاستخدام المفاعلات النووية في مصر 1963
تجهيز المواصفات وإقامة مناقصة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه (بقدرة 150 م. و + 20000 متر مكعب ماء في اليوم) -المحاولة الأولى 1964
تقييم العطاءات المقدمة 1965
صدور خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس 1966
بداية الحرب الثالثة مع العدو الإسرائيلي وتوقف المشروع 1967
مراجعة دراسات تخطيط الطاقة 1971
اندلاع الحرب الرابعة مع العدو الإسرائيلي وارتفاع أسعار البترول 1973
مسح الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسوق المفاعلات النووية بسبب ارتفاع أسعار النفط 1973
طرح مناقصة لإنشاء محطة نووية (بقدرة 600 م. و) وهي المحاولة الثانية 1974
صدور خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس 1975
إنشاء هيئة المحطات النووية بالقانون رقم 13 1976
تراجع الحكومة الأمريكية عن اتفاقية التعاون ووضعها شروط اعتبرتها الحكومة المصرية تمس بالسيادة 1978
الحادثة النووية في ثري مايل آيلاند بأمريكا 1979
مصادقة مصر على معاهدة حظر الانتشار النووي 1981
طرح المناقصة وإعداد مواصفات فنية لإنشاء محطة نووية بقدرة (900 م. و) – المحاولة الثالثة 1983
تقييم العطاءات 1974
التفاوض مع المتنافسين 1985
حادثة تشرنوبل في 26 أبريل قبل أيام من اليوم المقرر لإعلان اختيار أحد المتناقصين وتوقف المشروع 1986
إعلان رئيس الجمهورية عدم نية مصر إنشاء مفاعلات نووية 1992
تشغيل المفاعل البحثي الثاني بأنشاص

 شاهد أيضًا: ما هو أقوى صاروخ نووي في العالم

الدول التي تمتلك سلاح نووي

إلى الآن هناك خمسة دول أعلنت عن امتلاكها أسلحة نووية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، الصين، روسيا، المملكة المتحدة. كما أن باكستان والهند أعلنتا عن امتلاكهما للأسلحة النووية دون التوقيع على معاهدة الحد من انتشار تلك الأسلحة. إضافة إلى كوريا الشمالية التي أعلنت عن امتلاكها لأسلحة نووية دون تقديم أدلة ملموسة على ذلك، حيث لا يزال الغموض يحيط بملفها النووي. وكانت وجهت خلال الفترة الأخيرة بعض الاتهامات لإيران من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية بامتلاكها قنابل المواد المخصبة، التي تعتبر من أنواع الأسلحة النووية الانشطارية. إلا أن إيران نفت امتلاكها لتلك الأسلحة وأصدرت فتوى من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بتحريم السلاح النووي. وفيما يلي أرقام قدمت عام 2022 من قبل الدول ذات الكفاءة النووية عن الأسلحة النووية لديها:

اسم الدولة عدد الرؤوس النووية سنة اختبار القنبلة الأولى
الولايات المتحدة الأمريكية 6,970 1945
 روسيا 7,300 1949
 المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى 215 1952
 فرنسا 300 1960
 الصين 260 1964
 الهند 110-120 1974
 باكستان 120-130 1998
 جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية 0-10 2006
 إسرائيل 60-40 1960-1979

إلى هنا نصل لختام مقالنا الذي أجبنا فيه على هل مصر تمتلك سلاح نووي ، كما استعرضنا فرص تنفيذ البرنامج النووي المصري وأمن مصر النووي، كذلك تحدثنا عن مشاكل إحياء البرنامج النووي المصري والدول التي تمتلك سلاح نووي.

المراجع

  1. ^ armscontrol , الأسلحة النووية , 04/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *