هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر

هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر  ؟ هو أحد الأسئلة التي يسألها المسلمون، وصيام التطوع هو الصيام غير الواجب على  المسلمين، وهو صيام مشروع مندوب إليه، في سبيل رضى الله تعالى، من خلال إتيان ما يحبّه من العبادات، ومن أجل تحصيل المزيد من الحسنات والأجور، ويجبر صيام التطوع ما كان من نقص في صيام الفرائض، ويحقق التقوى في نفوس المؤمنين، كما أنّ له آثار عظيمة في وقاية النفس من الوقوع في المعاصي والذنوب، فهل يجوز أن يقطع المسلم صيام التطوع بدون عذر وهو ما سنعرفه في هذا المقال.

هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر

في الحديث عن جواز قطع صيام التطوع بدون عذر فهناك آراء مختلفة بين العلماء، وفيما يأتي سنذكر آراء الأئمة الأربعة في هذا الشأن:[1]

• الرأي الأول: هو رأي أصحاب المذهب الحنفي، ويفول بوجوب التزام الصيام وعدم قطع الصيام، والمحافظة عليه وإتمامه، سواء كان هذا الصيام فرضًا أو تطوّعًا، وترك إفساد هذا الصيام منذ الشروع فيه وحتّى حلول وقت الغروب، بدليل قوله تعالى: “ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”[2]، ومع ذلك فالحنفية لا يرون أنّ قطع صيام التطوُّع بعد الدخول فيه أنّ المسلم أتى بأمرٍ مُحرَّم، وإنّما هو أمرٌ مكروهٌ في حقّه، لأنّ الأدلّة التي أفادت الكراهة لم تثبت ثبوتًا قطعيًّا.
• الرأي الثاني: هو رأي الشافعيّة الذين قالوا أنّه يجوز للمسلم أن يقطع صيام التطوّع بعد أن يشرع به، مه الكراهة ولكن لا يترتب عليه قضاء، وذلك بدليل حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الصائمُ المتطوِّعُ أميرُ نفسِه إن شاء أفطرَ وإنْ شاءَ صام”.[3]
• الرأي الثالث: هو رأي المالكيّة حيث قالوا أنّه يحرّم على المسلم أن يقطع صيام التطوّع بدون عذر، أمّا من طرأ عليه عذر شرعيّ أوجب فطره، جاز له عندها أن يفطر بدون أن يترتب عليه قضاء.
• الرأي الرابع: هو رأي الحنابلة وقد قالوا أنّه من ليس من الواجب إتمام صيام التطوّع، وقد جاز لهم قطع الصيام والخروج منه، وليس علهي أيّ إثم، وليس عليه القضاء، بدليل ما ورد في السنّة النبويّة بما أخرجه الإمام مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاتَ يَومٍ يا عَائِشَةُ، هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما عِنْدَنَا شيءٌ قالَ: فإنِّي صَائِمٌ قالَتْ: فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، قالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، وَقَدْ خَبَأْتُ لكَ شيئًا، قالَ: ما هُوَ؟ قُلتُ: حَيْسٌ، قالَ: هَاتِيهِ فَجِئْتُ به فأكَلَ، ثُمَّ قالَ: قدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمً”[4]، وقالوا أنّه من المستحسن قضاء التطوّع ولكنه ليس واجبًا.

شاهد أيضًا: افضل صيام التطوع هو صيام

هل يجوز قطع صيام التطوع بالجماع

في الحديث عن حكم قطع صيام التطوع بالجماع، فإذا كانت المرأة قد شرعت بصيام التطوّع دون إذن زوجها، فللزوج أن يقطع صيامها بالجماع في هذه الحالة وليس عليه شيء، أمّا هي فتستطيع قطع صيامها بالجماع أو غيره وذلك بدليل حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: “الصائمُ المتطوِّعُ أميرُ نفسِه إن شاء أفطرَ وإنْ شاءَ صام”[3]، ولكنّ الأفضل لمن شرع في نافلة أن يتمّها، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: فضل صيام الخميس وما هو فضل صوم التطوع وفوائده

حُكم مَن أكل ناسيا في صيام التطوُّع

ذهب الأئمة الشافعيّ وأبو حنيفة والإمام أحمد إلى أنّه إذا شرب الصائم أو أكل ناسيًا فصيامه صحيح وليس عليه شيء، وذهب مع هذا الرأي أيضًا  الحسنُ البصري ومجاهدٌ وإسحاقُ بن راهُويه وأبو ثور وداودُ بنُ علِيّ وعطاءٌ والأوزاعيُّ والليثُ، وقد استدلوا على ذلك بحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “ن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه”، والله تعالى أعلم.[6]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل يجوز قطع صيام التطوع بدون عذر، كما تعرفنا على هل يجوز قطع صيام التطوع بالجماع، وأخيرًا تعرّفنا على حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام التطوّع.