شرح دعاء: يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك منَّ الله عز وجل علينا ووهبنا نعمة الدعاء، وللدعاء فضل عظيم، فبالدعاء تتغير الأقدار، وتحقق الأمنيات، ويتقرب العبد لربه عز وجل بجانب أن الداعي في معية الله سبحانه وتعالى دومًا، بدليل قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يقول الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي”.

يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

ورد عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:” يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: “نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ”.

في حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت يا رسول اللَّه، إنك تُكثر أن تدعو بهذا الدعاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم “إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عز وجل فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ”، ويجب أن يخاف العبد دومًا من أفعال الله تعالى، لأنه عز وجل هو القادر على تقليب قلوبنا، من الإيمان للكفر ومن الاطمئنان للخوف ومن الرحمة للجبروت، لأنه من التأمل في أفعال الله سبحانه وتعالى نجد أنه قادر على تصريف وتحويل وتقليب القلوب، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا الله تعالى بأن يثبت قبله على دينه.

بالنظر للدعاء الموجود بالحديث نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى أن يقلب الله عز وجل له قلبه أو يحوله من إيمانه بالله لغير ذلك، على الرغم من كون ذلك مستحيل، فما بال نحن من ذلك؟؟ لذلك يجب على كافة المسلمين الحرص على الالتزام بذلك الدعاء، والتقرب من الله عز وجل، والالتزام بالعبادات المفروضة والطاعات، وشكر الله عز وجل على نعمة الإسلام.

دل القرآن الكريم أيضًا على ذلك حينما قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ”، وقوله تعالى: “وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ”.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك

فضل التضرع بالدعاء لله تعالى

للدعاء فضل كبير على العباد، فهو منّة وهبة من الله عز وجل لعبادة، حيث:

  • بالدعاء يستجب الله تعالى للعبد ويحقق له أمانيه، بدليل قول الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.
  • صور عبادة الله عز وجل متعددة ومن ضمن تاك الصور الدعاء لله تعالى، بدليل قول رسول اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: “الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ”، وقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ”.
  • بالدعاء يرفع غضب الله تعالى، بدليل قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ”.
  • الدعاء سبب من ضمن أسباب رفع البلاء، بدليل قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ”.
  • الداعي في معية الله عز وجل دومًا، بدليل قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يقول الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي”.
  • التقرب من الله عز وجل، بدليل قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أن شرح دعاء يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك حيث أن الله عز وجل هو القادر على تقليب قلوبنا، من الإيمان للكفر ومن الاطمئنان للخوف، لذلك ينبغي على كافة المسلمين الالتزام على مداومة وتكرار دعاء يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *