يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع

يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمر المراة بالستر، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان الفرق بين الحجاب والخمارُ، كَما سيتمُّ بيان المواضعُ التي يتمُّ تغطيتها في الخمارِ، ثمَّ سيتمُّ بيان حكم غطاءِ الوجه للمرأة، كَما سيتمُّ بيان الآيات الدالة على وجوب الستر للمرأة.

يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع

يستعمل الخمار لتغطية ثلاثة مواضع في المرأة، وهي الرأس والصدر، والوجه، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، وسيتمُّ في هذه الفقرة تفصيلِ كلِّ موضعٍ، وفيما يأتي ذلك:[1]

• الرأس: أوَّل موضعٍ من مواضع استعمال الخمار، وفيما يأتي الأدلة على ذلك:
  • اللغة العربية: أنَّ الخمار في اللغة تأتي من التغطية، وهو لباسٌ تلبسه وتشده المرأةُ في أعلى الرأسِ وما دونه.
  • من السنة النبوية: ما صحَّ عن عطاء بن رباح حيث قال: “إذا أرادَتْ أن تمسَحَ رأسَها، قال: تُدْخِلُ يدَيْها تحتَ الخمارِ، فتمسَحُ مُقَدَّمَ رأسِها؛ يُجزِئُ عنها”.
• الصدر: وما يدلُّ على ذلك قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، ومن المعلوم أنَّ الجيوب هي الصدور.
• الوجه: حيث أنَّ الخمار عبارة عن قماشٍ طويل ممتدٌ مشدودٌ تنزله المرأة من قاعدته، وهي أعلى الرأس، على ما شاءت.

شاهد أيضًا: هل الحجاب واجب

الفرق بين الحجاب والخمار

إنَّ الحجاب والخمار لفظان يدلان على الستر والتغطية، إلَّا أنَّ الحجاب أعمَّ من الخمار؛ إذ أنَّ الحجاب يُقصد به ستر جميع ما يجب على المرأة ستره وتغطيته من بدنها، بينما الخمار فهو ما تضعه المرأة على رأسها وتسدله على وجهها وعنقها عند وجود الرجال الأجانب، كما ذُكر ذلك في الفقرة الأولى من مقال يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع.[2]

شاهد أيضًا: في أي سنة نزلت آية الحجاب

حكم تغطية الوجه

اختلف علماء الفقه في حكم النِّقاب، فمنهم من ذهب إلى القول بوجوبه، ومنهم من ذهب إلى أنَّه سنَّة، وهناك من فصَّل وفرَّق، فذهب إلى القول بأنَّه واجبٌ للشَّابات من النِّساء في حال الفتنة وعدم أمنها، وخلاف هذا الحال فلا يكون واجبًا، ولعلَّ مَردَّ اختلاف الفقهاء في حكم النِّقاب راجعٌ إلى تحديد عورة المرأة، فمن الفقهاء من عدَّ وجه المرأة وكفَّيها عورةً كسائر جسدها، وبالتالي يجب تغطيتهما وسترهما، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ عورة المرأة كلُّ جسدها في ما عدا الوجه والكفَّين؛ أي أنَّ الوجه والكفَّين ليسا عورةً ويجوز كشفهما، وعلى هذا يمكن تلخيص مذهب العلماء في حكم تغطية الوجه في الفقرة الثالثة من من مقال يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع، على النحو الآتي:[3]

• قول جمهور العلماء من الحنفيَّة والمالكيَّة والشَّافعيَّة والحنابلة في رواية أنَّ الوجه والكفين ليسا عورة فيجوز كشفهما، واشترطوا للفتاة الشَّابَّة أَمْن الفتنة، وهو قول عددٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو قول سعيد بن جبير وعطاء والأوزاعي من التَّابعين، وهو رأي شريحة من العلماء المعاصرين، وفسَّروا قول الله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ} بأنَّ الظاهر من الزينة المسموح به الوجه والكفين، وابن عباس قال: الخاتم والكحل؛ مما يوحي ويدلِّل على جواز كشف الوجه والكفين.
• قول الإمام أحمد بن حنبل وعبد الله بن مسعودٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- وبعض المعاصرين من العلماء أنَّ الوجه والكفّين عورة، فيكون عند أصحاب هذا القول أن تغطية الوجه واجب في حقِّ المرأة.

شاهد أيضًا: هل للباس الزينة ضوابط بين ذلك بالدليل

الأدلة على وجوب الستر للمرأة

وردت عدةُ أدلةٍ في وجوب ستر المرأة أمام الأجانب عنها، وفي هذه الفقرة من مقال يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع، سيتمُّ ذكر بعض هذه الأدلة، وفيما يأتي ذلك:

• قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}.[4]
• قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.[5]
• قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أنّ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
• قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.[6]

شاهد أيضًا: هل النقاب واجب وما شروط حجاب المرأة المسلمة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّت فيه بيان الإجابة على سؤال يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع، كما تمَّ بيان الفرق بين الحجاب والخمار، بالإضافة إلى بيان حكم تغطية الوجه، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الأدلة القرآنية الدالة على وجوب ستر المرأة.