يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي

يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي

العلاقة بين يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي من الأشياء التي يجدر بنا الإلمام بها على نحو واسع، مع التأكيد على كون اللغة العربية هي لغتنا الخالدة التي نزل فيها القرآن الكريم، فهي تحظى بمكانة ميزتها عن غيرها من لغات العالم المختلفة، وقد كثرت البحوثاتوالتجارب في الآونة الأخيرة عن إمكانية دعم اللغات بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص ورفدها من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وما تعتمد عليه من خوارزميات، كما سنبينه لكم في هذا المقال.

اليوم العالمي للغة العربية

اعتمدت هيئة الأمم المتحدة للتواصل العالمي التي عُرفت سابقًا بإدارة شؤون الإعلام قرارًا عند الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم ينص على تحديد يوم للاحتفال لكل لغة من اللغات الست الرسمية في هيئة الأمم المتحدة. وذلك ضمن إطار دعم وتقوية تعدد اللغات والثقافات في المنظمة؛ وبناء على ذلك، تقرر تاريخ الاحتفال باللغة العربية، وهو الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، كونه كان اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة من عام 1973، الذي عني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية وأيضًا لغات العمل في هيئة الأمم المتحدة. [1]

يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي

وفق ما تمت مناقشته في منظمة الأمم المتحدة في يوم اللغة العربية السابق، فقد ظهر القول بأن تطور الذكاء الاصطناعي سوف يكون له تداعيات متعددة، بما فيها مجال التعدد اللغوي والتنوع الثقافي، وهذا التحول من شأنه أن يطرح تحديات كبيرة، خاصة إن أردنا أن نتفادى اقتصار الانتفاع بالتكنولوجيا الجديدة على عدد معين ومحدد من اللغات. وللحفاظ على التنوع الثقافي الذي يضمن ثراء الإنسانية،فإنه من المهم الحرص على كون الذكاء الاصطناعي بمثابة تكنولوجيا شاملة للجميع على المستوى اللغوي، حتى تضاف مشاكل لغوية إلى المشاكل التكنولوجية.[2]

وبما أن الذكاء الاصطناعي فيه الكثير من المخاطر المتعلقة بتعدد اللغات، فهو يحمل في طياته الكثير من الفرص، فمن شأنه تيسير الحوار بين الشعوب المختلفة عن طريق تطوير وسائل الترجمة الآنية. كما من شأنه أيضا تيسير تعلم لغات متعددة، تشجيع ازدهار اللغة العربية عن طريق تجويد التعليم وتكييفه.[2]

تقرير عن الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية

إن التداخل بين الثورة المعلوماتيّة والعلوم اللّغويّة أدّى إلى ظهور ما يسمى “حَوسبة اللّغة” أو بمعنى آخر “اللّسانيّات الحاسوبيّة”، وهذه هي من أول العلوم الجديدة الصادرة عن التداخُل الذي يعد أساس ظهور مفهوم الذكاء الاصطناعيّ بشكل بارز، وهذا المفهوم ظهر مع بدء العمل على بناء برمجيّات الترجمة الآليّة من اللّغة الروسيّة إلى اللغة الإنكليزيّة.[3]

إنّ حَوسبة اللّغة عبارة عن مجموعة تطبيقات تَستخدم خوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ من أجل حلِّ المَسائل اللّغويّة. بهدف جعْل ما هو من مضمون النصّ أي معلومات واضحة للآلة؛ عن طريق بناء برمجيّات “تتعلّم” من التجارب التي قبلها، وتكمن المفارقة  في كزن برمجيات الحاسوب التي ترتكز على خوارزميّات الذكاء الاصطناعي لا يمكنها التعامل مع الشيء المُلتبِس؛ ذلك لأنّ طبيعة البرمجيّات قائمة على عمليّات تتعامل مع بيانات قابلة للحساب. [3]

وبالتأكيد، إنّ ما يمكن تطبيقه على اللغات الطبيعيّة يمكن أن يطبق على اللّغة العربيّة أيضًا، لكنْ يعتمد ذلك على البنية الصرفيّة والنحويّة والدلاليّة لكلّ لغة منها. وإن كانت العمليّة اللّغويّة هي عمليّة ذهنيّة أي “ذكاء”، فإنّ مكنون هذه العمليّة يسمّى ذكاءً اصطناعيّاً، أو ما يعرف بمُحاكاة الذكاء البشري. فالدماغ مسؤول عن الأمور المتعلّقة بالأمور الفكريّة، وهو مسؤول عن الحركات التي يقوم بها الإنسان، وهذه يمكن أن تصبح ممكنة، لكن السؤال هل يمكن أن ينطبق ذلك على اللغة؟ اللّغة المتمثّلة بالخطاب والنصّ ليست متكرّرة، كما أن استخدام الكلمات نفسها لا يسير بالطريقة نفسها عن طريق التعبير الشفهي والكتابي، فنحن لا نستخدمها بالمعنى نفسه في سياقات مُختلفة.[3]

كل ذلك يدفعنا للبحث عن طرق ترفع اللّبس، خاصة مع معرفتنا أن الآلة لا تفكر، حيث إن صعوبة التعرُّف إلى الكلمة تؤدّي لصعوبة التعرُّف إلى التركيب، ومن ثمّ إلى صعوبة في بناء المعنى الدلالي. وتبقى أمورٌ كثيرة أيضًا، مثل السياق الخارجي للنصّ، والزمان والمكان وغيرها من الأشياء التي تؤدّي دَورها في بناء معنى الكلام.[3]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد تحدثنا فيه عن يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي التي حددته منظمة الأمم المتحدة للاحتفاء باللغة العربية كونها إحدى اللغات الرسمية الست، فضلًا عن بيان العلاقة بين يوم اللغة العربية والذكاء الاصطناعي وكتابة تقرير حول هذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *