هل تصح ذبيحة المجنون

هل تصح ذبيحة المجنون
هل تصح ذبيحة المجنون

هل تصح ذبيحة المجنون هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه المقال، فقد وهب الله الإنسان العقل وميّزه به عن جميع المخلوقات الأخرى وهو محلّ الإدراك والاستيعاب والفهم عنده فهو من يقود الإنسان من خلال تفكّره بالخلق من حوله إلى توحيد الله تعالى فيوجب عليه الطّاعة والإخلاص لله سبحانه وتعالى وعبادته وشكره على ما رزقه من فضلٍ ونعمٍ.[1]

المجنون في الإسلام

إنّ المجنون هو فاقد العقل وبالتّالي فإنّه فاقدٌ للإدراك والفهم ولا يستطيع التّفريق بين الخطأ والصّواب، وشرط التّكليف الشّرعيّ للإنسان هو العقل فإن غاب العقل سقط التّكليف عنه، وللمجنون بضعة أحكامٍ في الفقه الشّرعيّ تحكم في المسائل الّتي تخصّ المجنون ومنها أنّ الصّلاة والصّيام والحجّ والطّهارة تسقط عنه ولا تقبل منه أمّا الزّكاة فهي واجبةٌ عليه إن كان لديه المال الّذي يستوجب الزّكاة ويستطيع وليّ أمره أن يتولى أمر الزّكاة فيخرجها عنه ويعدّ المجنون من المسلمين إن كان أحد والديه مسلماً ويدخل الجنّة بإذن الله تعالى كما أنّ المجنون لا يؤخذ بقولٍ منه ولا رأيٌ لأنّ آلة إدراكه مغيّبة، ومن الأحكام الّتي تنطبق على المجنون أيضاً أنّه إذا تعدّى على أحدٍ وقتله فلا يجوز القصاص منه أو إقامة الحدّ عليه في الكبائر لكن لا يجوز له أن يتزوّج فمن شرط الزّواج العقل ولأنّ الزّواج مسؤوليّةٌ على الزّوجين وجب أن يكونا مدركين للأمور من حولهما، وللمجنون حقٌّ في الميراث على أن يتصرّف بماله وليّ أمره ولكن بإحسانٍ وحسنى والله تعالى أعلى وأعلم.[2]

هل تصح ذبيحة المجنون

العقل هو أعظم نعمةٍ للإنسان به يدرك ويفرّق بين الأمور الصّالحة والسّيّئة وبه يدرك أنّ الله تعالى هو المستحقّ للعبادة وحده لا شريك له لكن عند غياب العقل عن الإنسان تسقط عنه جميع التّكاليف الشّرعيّة عدا الزّكاة إذا ما ملك المال الّذي يستوجب الزّكاة، أمّا عن سؤال هل تصح ذبيحة المجنون سواءً كانت صدقةً أو أضحيةً أو أيّاً  كان القصد منها فحسب ما اتّفق عليه علماء المسلمين وذهب إليه الأئمّة الأربعة فهي غير صحيحةٍ  وغير جائزةٍ وذلك لعدّة أسبابٍ منها افتقار النّيّة لدى المجنون ولا تصحّ الأعمال دون النّيّات كما ورد في السّنّة النّبويّة الشّريفة وكذلك غياب عقله فتسقط عنه هذه التّكاليف ولا تقبل منه كما أنّ من الواجب البسملة وقت ذبح الأنعام ولكنّ المجنون لا يؤخذ منه قولٌ ولا يصحّ منه عملٌ وبذلك فإنّ ذبيحة المجنون لا تصحّ  ولا تقبل منه والله أعلم.[3]

حكم الأكل من ذبيحة المجنون

ورد فيما سبق جواب سؤال هل تصح ذبيحة المجنون؟ والجواب كان لا تصحّ ذبيحة المجنون لأسبابٍ عديدةٍ أهمّها غياب العقل الّذي هو محلّ الإدراك والفهم والتّفريق بين الخطأ والصّواب وإن كانت ذبيحة المجنون غير صحيحةٍ ولا تقبل منه فما حكم الأكل من ذبيحة المجنون فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الأكل من ذبيحة المجنون محرّمٌ قطعاً فلا يجوز للنّاس ذلك لأنّ المجنون لا يؤخذ منه قولٌ صحيحٌ والذّبح يقتضي على صاحبه أن يسمّي قبل الذّبح والمجنون غائب العقل لا قول صحيح له وبذلك فإنّ ذبحه للأنعام محرّمٌ  وغير صحيحٍ و غير مقبولٍ فلا يجوز للنّاس الأكل منها والله أعلم.[3]

هل تصح ذبيحة الطفل

هل تصح ذبيحة المجنون وأن يؤكل منها؟ إنّ الإجابة هي أنّ ذبيحة المجنون لا تصحّ ولا يجوز أن يؤكل منها لأنّه لا عقل له وهو غير مكلّفٍ بالأحكام الشّرعيّة لكن هل تصح ذبيحة الطفل؟ على الرّغم من أنّ الطّفل غير بالغٍ وغير راشدٍ  وغير مكلّفٍ بالتّكاليف الشّرعية إلّا أنّ ذبيحته صحيحةٌ ومقبولةٌ بإذن الله تعالى إن كان مسلماً ويجوز الأكل من ذبيحته لأنّه مدركٌ للأمور غير مغيّب العقل كما يؤخذ القول منه فتصحّ بسملته على الذّبيحة فهي صحيحةٌ جائزةٌ والله أعلم.[4]

هل يجوز أكل الشاة المريضة

حلّل الله تعالى للنّاس ذبح الأنعام وأكلها فهي رزقٌ منه جلّ وعلا ولكن لذبح الأنعام أحكامٌ و ضوابطٌ  فيجب على من أراد ذبح الشّاة أن ينحرها النّحر الشّرعيّ مع البسملة فدون البسملة لا تحلّ الذّبيحة ووجب عند ذبحها أن تكون حيّةً غير ميتة فيتدفّق دم الحياة من عنقها بعد النّحر وتتحرّك الأطراف حركةً تدلّ على منازعة الرّوح للجسد فيجب أن تضمن حياتها عند ذبحها فيجوز أكلها أمّا إن ذُبحِت بعد موتها فلا تحلّ قطعاً ، فهل يصح أكل الشاة المريضة ؟ نعم يصحّ ذلك إذا كان مرضها لا يضرّ اللّحم الّذي يُؤكَل مع ضمان نحرها قبل موتها والله أعلم.[5]

هل تصح ذبيحة المجنون مقالٌ تحدّث عن المجنون في الإسلام وأن العقل هو هبةٌ من الله تعالى للإنسان كما أجاب المقال إجاباتٍ وافيةٍ وكافيةٍ عن مجموع الأسئلة وهي هل تصح ذبائح المجانين و هل تصح ذبيحة الطفل وهل يجوز أكل الشاة المريضة كما تحدّث عن حكم الاكل من ذبيحة المجنون.