مستويات المجال الوجداني

مستويات المجال الوجداني
مستويات المجال الوجداني

مستويات المجال الوجداني من الأمور الهامة التي يجب على المعلم أن يتعلمها، فهي تساعده على القيام بعملية التدريس على أكمل وجه، وعلى التيسير على الطالب لفهم المواد الدراسية، وصقل شخصيته، حيث تعتبر الشخصيّة القوية إحدى الصفات التي تجعل الإنسان واثقاً من نفسه، وقادراً على التواصل مع الآخرين، وفي هذا المقال سنتحدث عن المجال الوجداني ومستوياته الخمس، وسنبين أهميتها.

مستويات المجال الوجداني

يعتقد معظم الناس أن التعلم وظيفة فكرية أو عقلية، ومع ذلك، فإن التعلم ليس مجرد وظيفة معرفية (ذهنية)، فيمكن أيضا تعلم المواقف والسلوكيات والمهارات البدنية، وهذه الفئات المختلفة تخلق ثلاثة مجالات في التعلم، ويمكن تصنيف مجالات التعلم الثلاثة هذه على أنها معرفية (ذهنية)، ونفسية حركية (مهارات)، ووجدانية (مواقف).

المجال الوجداني هو أحد المجالات الثلاثة في تصنيف بلوم في الخمسينيات من القرن الماضي، والمجال الوجداني هو العملية التي من خلالها يكتسب الأطفال والبالغون المعرفة والمواقف والمهارات اللازمة لفهم وإدارة العواطف، وتحديد وتحقيق الأهداف الإيجابية، وإظهار التعاطف مع الآخرين، وإنشاء العلاقات الإيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسؤولة، وللمجال الوجداني خمس مستويات وهي مايلي:[1]

مستوى المجال الوجداني الأول الاستقبال

 وهو أدنى مستويات المجال الوجداني، وهو توجيه الانتباه لحدث أو نشاط ما، ويتضمن المستويات التالية: – الوعي أو الاطلاع – الرغبة في التلقي – الانتباه والمراقبة، وأمثلته: الاستماع للآخرين باحترام، أن يصغي الطالب إلى تعليمات المدرسة، أن ينتبه الطالب إلى حديث المعلم، الأفعال المقترحة: الاعتراف، يسأل، يتابع، يقبل، يختار، يبدي.

مستوى المجال الوجداني الثاني الاستجابة 

وهي تجاوز التلميذ درجة الانتباه إلى درجة المشاركة بشكل من أشكال المشاركة، وهو يتضمن المستويات التالية :

  • الإذعان في الاستجابة: وهو أن يستجيب الطالب دون إظهار مقاومة أو تذمر، مثل: اطاعة التعليمات والقوانين، أداء الوجبات المدرسية مع عدم الاقتناع بها.
  • الرغبة في الاستجابة: وهي استجابة الطالب برغبة داخلية منه بدون ممارسة الضغوط الخارجية عليه، مثل: المشاركة في الأنشطة المدرسية، وتنظيف فصل الدراسة.
  • الارتياح للاستجابة: وهي أن يظهر على الطالب آثار الرضى والمتعة والارتياح أثناء الاستجابة، مثل: قراءة مواد إضافية عن المنهج الدراسي، أو الاستمتاع بسماع قصيدة شعرية.

والأفعال المقترحة: يؤدي، يساهم، يقرر، يتطوع، المساعدة، يشارك، يوافق، يجيب.

مستوى المجال الوجداني الثالث التقييم

 وهي القيمة التي يعطيها الفرد لشيء معين أو ظاهرة أو سلوك، اعتمادا على معتقداته الخاصة، ويتضمن المستويات التالية:

  • تقبل قيمة معينة: هي مرحلة إظهار الاعتقادات ببعض الأشياء أو الموضوعات المختلفة، مثل الاعتقاد بأهمية الكمياء في الحياة، أن يقدر أهمية المساعدة في الحياة.
  • تفضيل قيمة معينة: ويسعى فيها المتعلم إلى درجات أعلى من اليقين، والاعتقاد بالقيمة والموضوعات المرتبطة بها.
  • الاقتناع (الالتزام) بقيمة معينة: وهي أعلى الدرجات، بحيث يتضح ولاء المتعلم لاعتقاد ما، أو فكرة ما، مثل الدفاع عن مدرسة فكرية معينة.

الأفعال المقترحة: ينفر من، يبعد عن، يجادل، يبرر، يغار، يحتج، يدعو.

مستوى المجال الوجداني الرابع التنظيم 

في هذا المستوى يلجأ الفرد إلى المقارنة بين القيم، فينظم الفرد هذه القيم ويقرر العلاقات التبادلية بينها، فيقبل أحدها أو بعضها كقيمة أكثر أهمية، ويسعى إلى حل التناقضات بين القيم، وهو يتضمن المستويات التالية: 

  • إعطاء تصور مفاهيمي للقيمة: هي المرحلة التي يقوم بها المتعلم بعملية التصور العقلي للقيم التي يجب عليه اكتسابها، ويبدأ هذه العملية في صياغة القيم على نحو لفظي، أو في ادراك العلاقات التي تربطها بالقيم السابقة التي يؤمن بها.
  •  ترتيب أو تنظيم نظام القيمة: وتشير إلى أنماط السلوك التي يظهرها المتعلم عندما تكون منظومته القيمية متوازنة على نحو جيد.

الأفعال المقترحة: يرتب، يلتزم، يعتقد، يحتج، يتمسك، يوازن، يومن ب، يفاضل، يصدر حكم.

مستوى المجال الوجداني الخامس تشكيل الذات

 وهو عبارة عن تطوير الفرد لنظام من القيم يوجه سلوكه بثبات وتناسق مع تلك القيم التي يقبلها وتصبح جزءاً من شخصيته، فيصبح من السهل عليه التنبؤ بالسلوك بالمواقف المختلفة، ومثاله: أن يلتزم الطالب بالحق ولو كان سوف يتضرر بفعله هذا، وأن يلتزم الطالب الموضوعية في نقاشاته، الأفعال المقترحة: يتبنى، ينقح، يقاوم، يميز، يتجنب، يغير.

 أهمية مستويات المجال الوجداني

تكمن أهمية مستويات المجال الوجداني في أنها تساعد المعلم على الانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى بتسلسل ليسهل على الطالب فهم المنهج الدراسي، وتساعد المعلم على اختيار أساليب ووسائل التدريس المناسبة، كما أنها تساعد على تنظيم الوقت بحسب أهمية نواتج التعليم، ومن ناحية أخرى فإنها تساعد الطالب على معرفة المطلوب وتحديد أدواره، وتدفعه نحو التعلم، وتقدم له تغذية راجعة.

ومع هذا فإن عملية كتابة وصياغة وقياس الأهداف الوجدانية ليست عملية سهلة، لأن السلوك المتوقع غالبا ما يكون في صورة غير ظاهرة فليس من السهل على المعلم أن يعرف كيف يحس تلاميذه من خلال ملاحظات سلوكياتهم، وهناك بعض الأفراد الذين لا يعرفون حقيقة مشاعرهم واتجاهاتهم، ومن صعوباته أيضًا أنه يحتاج إلى فترات زمنية طويلة لكي تتبلور الشخصية بشكل واضح، وقد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات و ليس حصة أو مجموعة حصص متفرقة.[2]

إن مستويات المجال الوجداني عبارة عن خمس مستويات فتبدأ باستقبال المتعلم وهي أدنى درجات المجال الوجداني، ثم المستوى الثاني وهو الاستجابة، ومن ثم يصبح المتعلم قادر على التقييم، ومن ثم التنظيم، انتهاءًا بتكوين شخصية مستقلة للمتعلم.