سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه

سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه
سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه

سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه من الأمور الهامة التي دلت عليها السيرة النبوية، فكتب السيرة لم تترك أمرًا يخص نبي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا وكتبت عنه، وفي هذا المقال سنتعرف على مرضعات النبي عليه السلام، وسبب حرص قريش على إرسال الأطفال إلى البادية عند ولادتهم، كما سنبين كيف نزعت العلقة السوداء من قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم

إن أول من أرضع النبي – صلى الله عليه وسلم – هي أمه آمنة، فقيل أرضعته: ثلاثة أيام، ثم أرضعته ثويبة أيامًا قبل أن تقدم حليمة السعدية، وكانت حليمة قد أرضعت عم الرسول حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمه حمزة، وأبو سلمة إخوة من الرضاعة، وكان من عادة أهل مكة إذا ولد لهم ولد، أن يحضروا مرضعة له من أهل البادية ويرجع سبب ذلك إلى عدة أمور قد ذكرها الإمام السهيلي فمنها:[1]

  • حتى يكبر الطفل بين البدو، ويكون أفصح لسانًا.

  • حتى يكون أنجب للولد وأصفى للذهن.

  • ليكون أجلد لجسمه -يكتسب القوة- وأجدر أن لا يفارق الهيئة المعدية، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “اخشوشنوا، واخشوشبوا، واخلولقوا، وتمعددوا، كأنكم معد وإياكم والتنعم”، ومعنى معد: قبيلة معروفة وكان أهلها أهل غلظة وشدة.

شاهد أيضًا: متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم .. معلومات عن رسول الله

سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه

إن سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه هي حادثة شق صدره الشريف، وقد وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى: وهو صغير عند ظئره في بني سعد، كما في رواية أنس -رضي الله عنه-، والثانية: في ليلة الإسراء والمعراج، كما في رواية أبي ذر، ومالك بن صعصعة رضي الله عنهما، ولم تقع بأيد بشرية وإنسية، بل بأيدي الملائكة الكرام، والحكمة منها  كما ورد في الحديث الصحيح، نزع العلقة وهي القطعة السوداء التي هي حظ الشيطان من الإنسان من قلبه في طفولته، وملء القلب حكمة وإيمانا وطهرا ويقينا،[2] وقال الحافظ في الفتح: “وجميع ما ورد في شق الصدر، واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك”.[3]

حادثة شق صدر الرسول الأولى

وقعت أول حادثة لشق صدر الرسول -عليه السلام- عندما كان في بادية بني سعد، وقد كان النبي هو وأخيه -من حليمة السعدية- في البادية ولم يكن معهما الزاد، فقال النبي لأخيه: يا أخي، اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فنطلق اخو النبي ليحضر الزاد، وبقي رسول الله عند الدابة، فأقبل طيران أبيضان، كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأخذوا النبي وشقوا بطنه ثم استخرجا قلبه، فشقاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوف النبي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به قلبه الشريف، ثم قال: ائتني بالسكينة، فنثرها في قلبه، ثم خاطا صدر النبي، وختما عليه بخاتم النبوة، ثم انطلقا وتركى الرسول، فانطلق -عليه السلام- إلى حليمة السعدية فأخبرتها بالذي لقيه، فخشيت على النبي، فقالت: أعيذك بالله، فحملته على الراحلة، حتى وصلا إلى أم النبي آمنة، فحدثتها بالذي حصل، فقالت آمنة: إني رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام.[4]

شاهد أيضًا: من هي حاضنه الرسول صلى الله عليه وسلم

إن سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه هي حادثة شق صدره الشريف، وقد وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين وكانت الأولى في بادية بني سعد وقد بيناها بالتفصيل، كما وضحنا من هي مرضعة النبي وماهي أسباب خروجه للبادية.

المراجع

[1]اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، موسى العازمي، المكتبة العامرية، الكويت الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ،صفحة 84، جزء1.2021-1-2
[3]اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، موسى العازمي، المكتبة العامرية، الكويت الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ، صفحة 98، جزء1.2021-1-2
[4]اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، موسى العازمي، المكتبة العامرية، الكويت الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ، صفحة 93، جزء1.2021-1-2