من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم

من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم
من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم

من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم من المؤمنين الذين اصطفاهم الله وكرمهم، فقد حددت الآيات القرآنية والسنة النبوية صفات هؤلاء الأشخاص الذين سوف يظلهم الله تعالى بعرشه، وسوف يكون لهذه الأصناف من العباد جميع ما وعدهم الله تعالى به من نعم ونعيم في الآخرة.

من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم

لقد ورد ذكر السبعة الذين سيظلهم الله تعالى حتى عرشه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله” من بين سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه”.[1]

ونجد في هذا الحديث الشريف تفسير وتوضيح لمكانة السبعة الذين اختصهم الله تعالى بأن يكونوا تحت مظلته في الآخرة، وهم من سوف ينالون رعايته في يوم الآخرة، وهذا الظل ليس لجميع العباد بل للسبعة الذين يمتلكون هذه الصفات والعلامات والتي تتحقق بهم على أكمل وجه، وإليكم تفصيل لكل صفة من هذه الصفات:

الإمام العادل

الإمام العادل هو أول من سوف يسعد بمظلة الله تعالى له والفوز بالجنة في الآخرة، والمقصود بالإمام العادل الإنسان الذي يحكم بين المسلمين في أي من الأمور، وفي الغالب ما ينطبق هذا الوصف على القضاة والحكام ومن يتولون شأن الناس، وقد بدأ بهم الرسول الكريم لحرصه على تحقيق العدل والإنصاف بين المسلمين.

شاب نشأ بعبادة الله

وهو الثاني في الحديث الشريف ممن بشرهم الرسول الكريم بظل الله تعالى بيوم القيامة،  والشاب الذي ينشأ بعبادة الله تعالى هو الذي يحرص منذ الصغر على القيام بالعبادات بالشكل الصحيح.

فهو برغم امتلائه بالحيوية والنشاط، ولكنه لا يستغلها في فعل المعاصي، بل يقوم باستغلال طاقته لكي يعبد الله تعالى ويتقرب إليه، ويبتعد عن فعل المعاصي وعن جميع المغريات والملذات والطيش في الحياة.

شاهد أيضًا: من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب

رجل قلبه معلق بالمساجد

أي الرجل الذي يتعلق بالصلاة ويحب أدائها في المساجد في جماعة، ولا يُقصد هنا من يجلس في المسجد أو يعيش وينام به كما يفعل البعض، فالمسجد للعبادة ودراسة القرآن وقراءته وليس مكان للنوم وإراحة البدن فهو ليس منزل.

رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه

وهو رابع وصف للسبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه، والمقصود بهذا الوصف هو جمع الله لرجلان على محبة بعضهما، وتستمر بينهم هذه المحبة في الله حتى يتفرقا من المجلس أو عن طريق الموت، وهما صادقان في حالة اجتماعهما أو تفرقهما.

رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله

وهو ما يُطلق عليه العفة التي تقود إلى الجنة، وهو الخامس الذي سوف ينعم برضا الله تعالى وينال الجنة في الآخرة، وهو الرجل الذي تدعوه امرأة تمتلك الكثير من الجمال أو ذات منصب عالي لأنه يكون من السهل الميل إليها، فما بالك وهي التي تدعو الشخص إليها.

فعندما يمتنع عنها رغبة في عدم معصية الله تعالى والخوف منه، فهو دليل على اكتمال طاعته لله تعالى، حيث يُعلن هذا الامتناع من خلال زجرها باللسان، أو زجر قلبه عن الميل إليها، وهو بذلك يستحق أن يضله الله تعالى تحت عرشه.

رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله

وهو الرجل الذي يتصدق في السر فمثل هذا الرجل من بشرهم الرسول الكريم بظل عرش الله تعالى، وجنات عرضها السموات والأرض، وفي هذا التعبير المجازي دلالة كبيرة على أهمية إخفاء الصدقة وعدم إعلانها لدرجة أن اليد اليمنى لا تعرف ما أنفقته اليسرى.

وهناك رواية أخرى تقول على العكس أي لا تعلم يده اليسرى ما تنفقه اليمنى، كما أنه لا ينتظر شكر عن هذه الصدقة ويؤديها عن طيب خاطر، وفي كلا الحالتين فإن المقصود هنا هو أهمية  وفضل الصدقة في السر لعدم احتوائها على النفاق والرياء.

ولأن هذه الصدقة فيها إخلاص لله تعالى، وهي صدقة التطوع، وفيها اختلاف عن الصدقة الواجبة أو الزكاة التي تكون مُعلنة لأن الإعلان يكون أفضل في الفرائض مثل الصلاة، وأما النوافل فإنه من الأفضل إسرارها، كما جاء في الحديث الشريف” أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” .

رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه

أي الذي يذكر الله تعالى بقلب خاشع حتى أن عينيه تفيض بالدموع وهو من السبعة الذين سوف يضلهم الله تعالى تحت عرشه، وهذا الرجل تدمع عيناه من كثرة خوفه وخشيته من الله تعالى، فهو مخلص في ذكره لله تعالى ولا يفكر بما هو سواه، وهو بعيد كل البعد عن النفاق والرياء في اللسان أو القلب، لذلك تسيل دموعه لخوفه واستشعاره لقرب الله تعالى منه.

ويجب أن نفرق هنا بين الدموع الحقيقية التي تسقط من محبة الله وخشيته، والدموع المصطنعة التي ينافق بها البعض على الفضائيات وادعائهم لخوفهم من الله تعالى، وهي دموع مفتعلة فقد نجدهم بعد ذلك يقومون بعكس ما يدعون، والله سبحانه وتعالى أعلم بما في القلوب.

شاهد أيضًا: كيف ادخل الجنة بدون حساب

هل هناك آخرون سوف يضلهم الله تحت عرشه

هناك العديد من الأحاديث التي وردت عن الرسول الكريم حول اظلال الله تعالى بجنته لبعض العباد، ومنها سبعين صفة من الصفات، ومنها من وضع عن معسرا بمعنى من خفف عن معسر يحتاج المال، ومن يعين مجاهد في سبيل الله، أو يعين غارما، أو من يعين مكاتبا في تحرير رقبته، ومن يمشي في الظلام إلى المسجد، ومن يعين أخرق وهو الذي لا يمتلك صنعة يعيش منها.

ومن ينصح عباد الله، والذي يصل رحمه، والرجل الذي لا تأخذه في الله تعالى لومة لائم، ومن يفرج عن الكرب، ومن يحيي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن يبر الوالدين، والعبد الذي يؤدي حق الله، والذي يقضي حوائج الله تعالى، والمهاجرون، وحملة القرآن الكريم.

فجميع هؤلاء ينتظرون العفو والرحمة من الله تعالى وسوف يضلهم تحت عرشه بيوم القيامة، وقد بشرهم الله سبحانه وتعالى في الجنة، وهذا الحديث الشريف يؤكد لنا على أن الله تعالى لا يجعل الجنة هباء لأي شخص متقاعس أو مرتكب للذنوب أو مهمل لحقوق الله تعالى.

فالذي يرغب في نيل الجنة والفوز بها يجب أن يعمل عمل صالح نابع من القلب حتى يحصد ما يزرع، أما من لا يؤدي العبادات بسبب التكاسل والإهمال، ويترك العبادات والطاعات فسوف لا ينال فضائلها العظيمة فالله عادلاً ولن يجعلهم ينالوا الخير في الآخرة نتيجة التوان والتكاسل من جانبهم.[2]

وفي النهاية نكون قد أجبنا على تساؤل من السبعة الذين يضلهم الله تحت عرشه هم، حيث أن الله سبحانه وتعالى يكافئ المؤمنين يوم القيامة والمتحابين في الله بأنه يظلهم تحت عرشه، حيث أن العدالة الإلهية هي من تقرر من يستحق الثناء والذي يتواجد تحت مظلة عرشه عز وجل، لذلك يجب أن يعمل جميع المسلمون على اتباع التوجيهات النبوية، وأن يعمل باجتهاد للفوز بالجنة، والحصول على رضا ومحبة الله سبحانه وتعالى.