كيف ادخل الجنة بدون حساب

كيف ادخل الجنة بدون حساب

كيف ادخل الجنة بدون حساب من التساؤلات التي يطمح الكثير من المسلمين في معرفتها، ويطمعون في أن يُوفّقهم الله إليها، فالجنّة هي مُراد النّاس جميعًا، ولكنّ الله يدخل في رحمته من يشاء، وفي الجنّة ما لا عين رأت، ولا أُذُن سمِعت، ولا خطر على قلب بشرٍ؛ فليحرِص كلّ منّا على أن يُسارع في عمل الخيرات، ويجتنب المُنكرات؛ حتى يحظى بها، وفيما يلي سنتعرّف على الحساب يوم القيامة، وكيف يدخل الناس الجنة بدون حساب.

الحساب يوم القيامة

القبرُ أول منزلةٍ من منازل يوم القيامة، فإن نجا منه المرء، فما بعده أيسر، وإن لم ينجُ منه المرء، فما بعده أشدّ، وأول ما يُسأل عنه العبد في قبره عن ثلاث: من ربّك؟، وما دينك؟، وماذا تقول في الرجل الذي بُعث فيكم؟، ويرى المرء منزلته يوم القيامة، إما روضةً من روضات الجنّة، وإما حُفرةً من حُفر النّيران، وقد يُحاسب المرء حسابًا يسيرًا[1]، وقد يكون حسابه عسيرًا، بالحساب اليسير هو الذي يكون للمؤمنين الطّائعين الذي كثُرت حسناتهم بما كانوا يفعلونه في الدّنيا، ولكنّهم فعلوا بعض الذّنوب الذين يأثمون عليها، فيُواجههم ربّهم بالذُّنوب التي اقترفوها، فيُقرّون نادمين بها، ويرجون المغفرة من الله-تعالى-؛ فيغفر الله لهم ذنوبهم، ويكفّر عنهم سيّئاتهم، بل ويُبدل تلك السّيّئات حسناتٍ، وأما الحساب العسير، فهو لمن لم يُقرّ بالتّوحيد وللمسلمين العاصين، وهؤلاء مصيرهم بيد الله-تعالى-، فإن شاء عفا عنهم، وإن شاء عذّبهم، ويُعذّب المسلمون العاصون بقدر ما فعلوه من سيئات.[2]

كيف ادخل الجنة بدون حساب

دخول الجنة هي الغاية السامية التي يرنوا إليها النّاس جميعًا، ولكن هناك بعض الطائعين الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ولا سابقة عذاب، وهم: الذين كثُرت حسناتهم عن سيّئاتهم، وقد قال الله-تعالى- فيهم:”فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ^ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ”فثقل الموازين بالحسنات، وثقلها عن السيّئات علامة على دخول الجنة بدون حساب، وقيل إن سبعين ألفا سيدخلون الجنة من المؤمنين، وقيل إن وجوههم كالبدر،

وفي ذلك يقول المُصطفى:”يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي سبعون ألفاً بغيرِ حسابٍ، قالوا: من هم؟ يا رسولَ اللهِ، قال: هم الذين لا يَسترْقونَ، ولا يتطيَّرونَ، ولا يكتَوونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ”، فبيّن النبي من خلال هذا الحديث الطوائف التي تدخُل الجنة، والتي تُقدّر تعدادها بسبعين ألفًا، وقيل: إنّ وجوههم تكون كالبدر، وقد قال المُصطفى عنهم:” يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي سبعون ألفاً بغيرِ حسابٍ، قالوا: من هم؟ يا رسولَ اللهِ، قال: هم الذين لا يَسترْقونَ، ولا يتطيَّرونَ، ولا يكتَوونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ”، فصفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب: أنّهم لا يكتوون أي لا يستخدمون أساليب الكيّ في علاجهم من الأمرض مع كون ذلك جائزًا، ولا يتطيّرون أي: لا يتشاءمون من المرئيّات أو المسموعات، ولا يسترقون أي: لا يعتمدون على غيرهم في الرّقية؛ خوفًا من ضررٍ يقع بهم.[3][4]

الأعمال التي تدخل الجنة

هُنا الكثير من الأعمال التي إذا ما فعلها المُسلم؛ حظي بقبول الله -تعالى- ورضوانه في الدّنيا والآخرة، ودخل جنّاتٍ عرضُها السموات والأرض أُعِدّت للمُتّقين، ولعلّ من أهمّ تلك الأعمال:[5]

توحيد الله عزّ وجلّ

إن الغاية الرئيسة من إرسال الله للرُّسُل هي التّوحيد، فقد كان مضمُون الرّسالات السّماوية يكمُن في عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما يُعبد من دون الله، فإذا تحقّق التّوحيد، فالتّقصير في ما بعده يكون أيسر منه، وإن لم يُحقّق ما نفع للمرء شيءٌ آخر مهما كان عظمه، , وفي ذلك يقول الحق -سُبحانه-:” وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، فإحباط العمل والخُسران الكبير سببه الإشراك، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلّم-:”كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى”، فمفهوم منطوق هذا الحديث يدل دلالةً واضحةً على أن طاعة الله هي السبب في دُخُول الجنّة.

أداء الفرائض

قد شرع الله-تبارك وتعالى- بعض الفرائض التي يجب على المُسلم فعلها كاملةً في أوقاتها، وفي هذا التّشريع اختبارٌ لإيمان المؤمن، ومعرفة مدى صبره على تحمُّل ابتلاءاته، فقد فرض الله الزّكاة؛ لاختبار صدقه مع الله، ومدى قُدرته على الإنفاق، وكذلك الصّلاة، والصّوم، وغيرها من الفرائض المفروضة، وفي ذلك يقول الحقّ-سُبحانه-:”وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، فمن حافظ على الصّلوات الخمسة كاملةً في أوقاتها المُحدّدة لها؛ نال الفردوس الأعلى من الجنّة، وحُشر مع النبيّين والصدّيقين، والشُّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.

طلب العلم

إنّ طلب العلم هو جنّّة الدّنيا، والذي يصل بمتحرّيه بإخلاصٍ وصدقٍ إلى جنّة الآخره، فالملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضًا بما يصنع، ويستغفر له من في السّموات ومن في الأرض، ويتعدّى الأمر إلى أن تستغفر له الحيتان في البحر، والعلماء هم الورثة الشرعيّون للأنبياء، والأنبياء لم يُورّثوا الأموال، وإنّما ورّثُوا العلم، فمن حرص عليه وأعطاه كل وقته وجهده؛ فقد أخذ بالحظّ الوافر، وفي ذلك رُوي عن أبي الدّرداء-رضي الله عنه-قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلّم-:” منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ”.، فالذي يسلُك طريق العلم بإخلاصٍ وصدقٍ؛ يُيسّر الله الطُرُق للوصول إلى الجنّة ونعيمها.

الجهاد في سبيل الله

إنّ الجهاد في سبيل الله مثالٌ للتضحية والفداء؛ لأجل إعلاء كلمة الإسلام عاليةً خفّاقةً، فالمرءُ يُضحّي بكُل ما أُوتي بقُوّةٍ؛ ليُكتب عند الله شهيدًا، وللشهداء مراتب، فمنهم: شهيد الدّنيا فقط، وهو الذي ولّى وهو مدبرٌ غير مُقبلٍ في حرب الكُفّار، وأما شهيد الآخرة فقط، فهو: المبطون، والمطعون، وصاحب الهدم، والغريق، وغيرهم مما دلّت عليه الأحاديث التي وردت في ذلك، وأما شهيد الدُّنيا والآخرة، فهز: الذي قُتل في قتال الكُفّار وهو مُقبلٌ غير مدبر، وقد قال الله-عزّ وجلّ- عنهم:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، فالفوز العظيم أعدّه الله لمن يُجاهد في سبيل الله بماله أو نفسه.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على كيف ادخل الجنة بدون حساب ، وما هو أوّل منزلةٍ من منازل الآخرة، وكيف يُحاسب المرء يوم القيامة، وهل هُناك حساب يسير وحساب عسير، وما هي الأعمال التي تُقرّب الإنسان من دخوله الجنّة، وتُبعده عن النّار، وتجعله ينعم بالفوز العظيم، وما هو جزاء طالب العلم، والمُجاهد في سبيل الله، والموّحدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *