من اول من يقرع باب الجنة يوم القيامة

من اول من يقرع باب الجنة

من اول من يقرع باب الجنة يوم القيامة من المعلومات الدينية التي يتساءل عنها الكثير من المُسلمين، وخاصّةً المهتمّين بعلوم الدّين، والحريصين على أن يتزوّدوا من العلم الشرعيّ، والجنّة هي مُراد المُسلمين جميعًا، ففيها ما لا عينٌ رأت، ولا أُذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيما يلي سنتعرّف على من هو أوّل من يقرع باب الجنة، وما هي الجنّة التي وعد الله بها عباده.

الجنة في الإسلام

الجنة هي المكان الذي وعد الله به عباده المُتّقين يوم القيامة، والإيمان بالجنّة إيمان باليوم الآخر، والذي يُعدّ أحد أركان الإيمان، مثله مثل الإيمان بالبعث، والإيمان بالجنّة والنّار، والثواب الذي أعدّه الله للطّائعين الموحدين، والعذاب الذي أعدّه للحائدين عن طريق الله-عزّ وجلّ-، ويؤمن المسلمون جميعًا أنّ أمر المُسلم بيد الله؛ فإن شاء عذّبه، وإن شاء عفا عنه، والله -تعالى- رحيمٌ بعباده؛ فإذا أخلص المُسلم لله؛ لقي من النعيم، والقبول، والثبات في الدّنيا والآخرة؛ لقي العذاب المُهين في الدّنيا والآخرة، والله يعلم خائنة الأعيُن، وما تُخفي الصّدور، ولكلّ واحدٍ كتابٌ لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، فالله -سُبحانه وتعالى- يغفر للموحّدين، وإذا أشرك مع الله آلهةً أُخرى لن يُقبل منه، ولو أتى بمِلْء الأرضِ ذهبًا، وفي تحاجّ الجنّة والنّار، وفي ذلك يقول المُصطفى-صلى الله عليه وسلّم-:” تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِيَ لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا”[1]

من اول من يقرع باب الجنة

أوّل ما يقرع باب الجنّة هو: النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، قد أرسل الله -عزّ وجلّ- الرّسُل مبشّرين، ومُنذرين، وأنزل معهم المعجزات النيّرات التي تُبرهن على صحّة دعوته، وقد كانت المُعجزة من جنس ما برع فيه القوم، وقد فضّل الله بعضهم على بعض، فهذا إبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، ومحمد خاتم الأنبياء والمُرسلين، وقد فضّل الله محمدًا على جميع الرُّسُل، ومن مظاهر هذا التفضيل: إن الله حينما أراد أن يُخاطب أحد أنبيائه؛خاطبه باسمه المُجرّد، أما النبي حينما خاطبه الله، قال له: يا أيها النبيّ، وهذا تكريمٌ لا يعدوه تكريمًا، وكذلك لم يكُن للنبيّ ظلٌّ؛ حتى لا يُداس ظلُّه، وكذلك قد يكُون من مظاهر تفضيله أنه أول من يقرع باب الجنة، وفي ذلك يُروى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنه “أتي باب الجنة فأستفتح فيقوم الخازن فيقول: لا أفتح لأحد قبلك، ولا أقوم لأحد بعدك”، فقوله: لا أفتح لأحدٍ بعدك؛ دليلٌ على أنه أوّل من يدخل الجنّة.[2]

أبواب الجنة

للجنّة أبواب ثمانيّة يدخُل منها المٌتّقون الذي عملوا الصّالحات، وابتعدوا عن ما يُغضب الله -عزّ وجلّ-، ويلقون فيها من النّعيم المُقيم الذي لا يتصوّره عقلٌ، والذي لا ينطق به لسانٌ، وقد أعدّ الله من هذه الأبواب الثمانية بابًا للصائمين، ويُطلق عليه باب الرّيّان، وبابًا آخر للمُصلّين، وآخر للمتصدّقين، وباب آخر للمُتصدّقين، وفي ذلك يقول المُصطفى:” من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان”، ولعل الحديث عن الصّلاة، والصّدقة، والصّوم، والجهاد دون غيرها؛ لأن الصّلاة عماد الدين، وبها يتميّز المسلمون عن غيرهم، والصدقة؛ لأنها من علامات الصّدق مع الله، والجهاد؛ لأنه فداءٌ بالنّفس؛ لأجل إعلاء كلمة الله، والصوم؛ لأنه لله، وهو الذي يجزي به.[3]

من هو النبي الاول الذي يقرع باب الجنة يوم القيامة

الأنبياء هم رُسُل الله -عزّ وجلّ- الّذي أُرسُلُوا للناسِ؛ ليُخرجوهم من ظُلُمات الكُفر إلى نور التّوحيد؛ فقد كانت رسالة الأنبياء جميعهم هي التوحيد، أي عبادة الله وحده لا شريك له، وخِتام الأنبياء والمُرسلين، وكلّ الأنبياء يقولون يوم القيامة: نفسي نفسي، أما النبي -عليه الصلاة والسّلام- يقول: أُمّتي أُمّتي، ولذا المُصطفى أوّل ما يدخل الجنّة، وبعده من شاء الله له أن يدخُل.

أسماء الجنة

الجنّة دار النّعيم المُقيم الذي يدخلها المُسلمون الطائعون، وللجنة أسماء عدّة، ومن أبرز تلك الأسماء:[4]

  • دارُ السّلام؛ فالمُسلمون يسلمون فيها من العذاب، وفي ذلك يقول الحقّ:”لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.[5]
  • جنات النعيم؛ لأنهم يلقون فيها النعيم المُقيم، وقد قال -تبارك وتعالى-:”إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”.[6]
  • جنّات الفِردوس، ومن ذلك قوله -سبحانه-:”إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا “.[7]
  • جنات عدن، والدليل على ذلك من القُرآن الكريم:”وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”[8]
  • جنّة المأوى، وفي ذلك قال -تعالى:” أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.[9]
  • مقعد صدقٍ: ومما يدُل على ذلك قول الله -سُبحانه-:” فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ”[10]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على فِي من اول من يقرع باب الجنة ، وما هي أبواب الجنّة، وكم عددها، ومن هو النبيّ الذي أول من يدخُل الجنّة، وما هي أسماء الجنّة، والدّليل على ذلك من القُرآن الكريم، وما هي الجنّة كما عرفتها الشريعة الإسلاميّة، ومن هُم الذين يدخلون الجنّة، وما هي أوصاف الجنّة، ولماذا هي دار النّعيم.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , صحيح مسلم: الرقم5087. , 7/11/2020
  2. ^ islamweb.net , من أول من يقرع باب الجنة , 7/11/2020
  3. ^ النهاية , النهاية لابن كثير: (214/2) , 7/11/2020
  4. ^ الجنة والنار , كتاب الجنة والنار للأشقر، ص 113 , 7/11/2020
  5. ^ سورة الأنعام , الآية:127 , 7/11/2020
  6. ^ سورة يونس , الآية:9 , 7/11/2020
  7. ^ سورة الكهف , الآية:107 , 7/11/2020
  8. ^ سورة التوبة , الآية:72 , 7/11/2020
  9. ^ سورة السجدة , الآية:19 , 7/11/2020
  10. ^ سورة القمر , الآية:55 , 7/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *