من هم العشرة المبشرين بالجنة وأسباب تبشيرهم

من هم العشرة المبشرين بالجنة

من هم العشرة المبشرين بالجنة سؤال لا بدَّ من معرفة إجابة، فهمُ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وهم أكرم الناس بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا، ومن حق هؤلاء الصحابة الكرام الأطهار أن نتعلم ولو جزءًا عن حياتهم وإنجازاتهم العظيمة التي قدموها في سبيل الدعوة إلى الإسلام ونصرة الله ورسوله.

من هم العشرة المبشرين بالجنة

المبشرون بالجنة كثر لكن هناك عشرة من الصحابة -رضوان الله عليهم- بشّرهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وخصَّهم في حديث واحد، وأخبر أن هؤلاء العشرة من أهل الجنة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة، وسنتحدث فيما يأتي عن العشرة المبشرين في الجنة بالتفصيل: [1]

أبو بكر الصديق

وهو من بني تيم، قبيلة قرشية لم تكن ذات شأن كبير، ومع ذلك أخرج الله منها أعظم رجل في الأمة الاسلامية بعد الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن المزايا التي منحها الله لأبي بكر دون غيره من الصحابة أن أباه وأمه أسلما، وهذه لم ينلها صحابي من المهاجرين الأولين، كما تولى أبو بكر الخلافة ومات وأبوه أبو قحافة مازال على قيد الحياة، وهذه لم تجتمع لخليفة حتى لخلفاء بني العباس، فإنه من المستغرب أن يتولى إنسان خلافةً وملكًا وأبوه حي، وجاء أن أبا قحافة عندما سمع بتولي ابنه أبو بكر الخلافة قال: “أورضيت العرب؟”، لأنه كان مازال ينظر بالمعيار السابق في اختيار خليفة ينتسب إلى أعظم القبائل العربية، فقد أدرك الإسلام شيخًا طاعنًا في السن، فأسلم والشيب قد ملأ أكثر جوانبه، أما أبناؤه فقد خلف منهم؛ محمد، وأم المؤمنين عائشة، وأسماء ذات النطاقين، وعبد الرحمن، وهؤلاء بعض أبنائِه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.[1]

عمر بن الخطاب

وفي الإجابة عن السؤال من هم العشرة المبشرين بالجنة يمكن القول إنَّ عمر بن الخطاب واحد منهم وهو من قبيلة بني عدي، وتولى الخلافة بعهد من أبي بكر، فقد كتب أبو بكر كتابًا قبل أن يموت أوصى فيه بتولية عمر -رضي الله عنه- الخلافة، وقد توفِّي عمر بن الخطاب مقتولًا على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذي اغتاله وهو قائم يصلِّي بالناس صلاة الفجر، رضي الله عنه وأرضاه، وقد قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في عمر: “بَيْنا أنا علَى بئْرٍ أنْزِعُ مِنْها إذْ جاءَ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ، فأخَذَ أبو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أوْ ذَنُوبَيْنِ، وفي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، فَغَفَرَ اللَّهُ له، ثُمَّ أخَذَها عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مِن يَدِ أبِي بَكْرٍ، فاسْتَحالَتْ في يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ، حتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بعَطَنٍ”،[2] والله أعلم.

عثمان بن عفان

وفي الإجابة عن سؤال من هم العشرة المبشرين بالجنة يمكن القول إنَّ عثمان بن عفان واحد منهم وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وتزوج ابنتي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وجاوز الثمانين من العمر، فدخل عليه الخوارج في وأحاطوا الدار ثم قتلوه، هو صحابي مشهود له بالجنة بخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد مات والمصحف بين يديه، وهو صائم، فما عاش أحد من قتلة عثمان إلا ومات مقتولًا،[1] وقد ورد في الحديث الشريف برواية أبي موسى الأشعري: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لي: احفَظِ البابَ، فجاء رجُلٌ يستأذِنُ فقال: ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنَّةِ، فإذا أبو بكرٍ ثمَّ جاء رجُلٌ يستأذِنُ فقال: ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنَّةِ، فإذا عُمَرُ، ثمَّ جاء رجُلٌ يستأذِنُ قال: فسكَت صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال: ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنَّةِ على بَلْوَى شديدةٍ تُصيبُه، فإذا عُثمانُ”،[3] والله أعلم.

علي بن أبي طالب

ومن المبشرين بالجنَّة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عم رسول الله وزوج ابنته فاطمة الزهراء، وأبو سبطي رسول الله، فمن ذريته الحسن والحسين اللذين منهما ينحدر آل بيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومعلوم أنه قتله عبد الرحمن بن ملجم الفزاري المرادي الخارجي المعروف،[1] وقال قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عنه: “أشقى الأولينَ عاقرُ الناقةِ، وأشقَى الآخرينَ الذي يطعنكَ يا عليّ وأشارَ إلى حيْثُ يطعنُ”.[4]

الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي، المكنى بأبي عبد الله، وهو ابن عمَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وحواريه، وكان أحد الستة من أهل الشورى، وهو أول من سل سيفه في الإسلام، وقد أسلم وعمره ست عشرة سنة كما قيل، وقد شهد مع رسول الله بدرًا وأحدًا وغيرهما، كما شهد فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب ممن يصلحون للخلافة بعده، وقد كان غنيًا وخلف أملاكًا بعده، ثم قتل على يد ابن جرموز بوادي السباع في موقعة الجمل، وكان عمره عندئذ سبعًا وستين سنة.[5]

سعد بن أبي وقاص

هو مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، يكنى بأبي إسحاق، وأسلم وهو ابن سبع عشرة سنة وهاجر إلى المدينة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، ويقال له فارس الإسلام، وشهد بدرًا وفتح القادسية والعراق، ومدائن كسرى،وكان واليًا عليها مدة خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، ثم عُزل وعاد إلى المدينة حتى توفي، وكان سعد يوم مات ابن بضع وسبعين سنة وهو آخر العشرة وفاة وكان قد فقد بصره.[5]

أبو عبيدة بن الجراح

ومن العشرة المبشرين بالجنة أبو عبيدة بن الجراح وهو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي، وهو الأمير القائد، لقب بأمين الأمة، وهو من السابقين إلى الإسلام، وشهد المشاهد جميعها مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وتوفي -رضي الله عنه- بطاعون عمواس سنة 18 للهجرة.[5]

طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان، يكنى بأبي محمد القرشي التميمي، وكان من دهاة قريش وعلمائها، أسلم على يد أبي بكر فكان من الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، ومن الستة أصحاب الشورى، وقد سماه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بطلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الجود، ودعاه مرة الصبيح المليح الفصيح، شهد المشاهد جميعها، وشهد بيعة الرضوان، قتل يوم موقعة الجمل سنة 36 للهجرة.[5]

عبد الرحمن بن عوف

يكنى بأبي محمد، الزهري القرشي، أسلم مبكرًا فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اسلامه عبد الرحمن بعد أن كان عبد الكعبة، شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها، وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم، وهاجر الهجرتين، وقد كانت له له ثروة عظيمة، ولما جاءته الوفاة أوصى بألف فرس وخمسين ألف دينار في سبيل الله.[5]

سعيد بن زيد

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي، المكنى بأبي الأعور، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وشهد المشاهد كلها إلا بدرًا، كان وقتها غائبًا في مهمة أرسله بها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان -رضي الله عنه- ذا رأي وشجاعة.[5]

اسباب تبشير المبشرين في الجنة

لقد بشر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- العديد من الصحابة بالجنة رجالًا كانوا ونساءً، ولكن العشرة الذين ورد ذكرهم في حديث العشرة المبشرين بالجنة كانوا جميعهم من السابقين الأولين ومن قبيلة قريش، وربما كان السبب في ذلك أنهم كانوا في مجلس واحد أو في مناسبة واحدة، ولهذا جاء ذكرهم في حديث واحد، ولا ريب أن هؤلاء العشرة هم الأفضل في الأمة بعد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون.[6]

حديث العشرة المبشرين بالجنة

ورد عن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال في حديثه عن العشرة المبشرين في الجنة: “أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، والزبير في الجنةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ، وسعدُ بن أبي وقاصٍ في الجنةِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنةِ”،[7] لكن لم يرد في القرآن الكريم اسم أي أحد من العشرة المبشرين بالجنة، فقد قال تعالى: “وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ * وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ”،[8] والمقصود هنا هو أبو بكر رضى الله عنه، والله أعلم. [9]

لقد بينّا فيما سبق من هم العشرة المبشرين بالجنة، وذكرنا عنهم أهم المعلومات، والسبب في جمعهم في حديث واحد على لسان أشرف الخلق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، على الرغم من أنه قد بشر الكثير بالجنة من الرجال والنساء.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , كتاب الأيام النضرة في السيرة العطرة/ بعض خبر العشرة المبشرين بالجنة , 18/10/2020
  2. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عمر، البخاري، 7019، صحيح
  3. ^ صحيح ابن حيان , أبو موسى الأشعري، ابن حبان، 6911، أخرجه في صحيحه
  4. ^ السلسلة الصحيحة , عبيدالله بن أنس، الألباني، 1088، صحيح بمجموع طرقه
  5. ^ islamstory.com , العشرة المبشرين بالجنة , 18/10/2020
  6. ^ islamweb.net , العشرة المبشرون بالجنة أفضل هذه الأمة بعد نبيها , 18/10/2020
  7. ^ تخريج مشكاة المصابيح , عبدالرحمن بن عوف، الألباني، 6064، صحيح
  8. ^ سورة الليل , الآية 17 ،21.
  9. ^ islamweb.net , المبشرون بالجنة , 18/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *