لقمان هل هو نبي ام رجل صالح

لقمان هل هو نبي ام رجل صالح
لقمان هل هو نبي

لقمان هل هو نبي ام رجل صالح سؤال من الأسئلة المتداولة بين المسلمين، فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل وجعل مهمتهم نشر التوحيد، والدعوة إلى طاعة الله تعالى وعبادته، ومن الأنبياء من وردنا ذكره ومنهم من لم يرد، كما جعل في كل قوم رجالًا من الصالحين فهداهم بهديه وأضاء عقولهم وقلوبهم بنوره، لكن لم يأمرهم بنشر دعوة التوحيد بين الناس، وفي هذا المقال سنبيّن إذا ما كان لقمان رجلًا من الصالحين أم كان نبيًا، كما سنقدّم أهم المعلومات التي وردت عن لقمان الحكيم.

لقمان هل هو نبي ام رجل صالح

لقمان الحكيم هو رجل صالح وحكيم وليس نبي، وقد ورد أنّ الله تعالى خيّر لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة على النبوة، فعندما أتاه جبريل وهو نائم وأنزل عليه الحكمة، وقيل: فأصبح ينطق بها أي الحكمة، قيل للقمان: كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك؟ فقال: “إنّه لو أرسل إلي بالنبوة عزمة، لرجوت فيه الفوز منه، ولكنت أرجو أن أقوم بها، ولكن خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلي”، ولاشكّ في أن لقمان هو رجل حكيم أعطاه الله العلم والحكمة له عدد من النصائح والوصايا التي أوصى بها ابنه ووردت في القرآن الكريم، وهي عبارة عن وصايا دينية وتربوية ذات قيمة عالية نابعة من حكمة لقمان العالية ومعرفته التي وهبه الله أيّاها، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: معنى كلمة رواسي في سورة لقمان

من هو لقمان الحكيم

بعد توضيح لقمان هل هو نبي أم رجل صالح سننتقل للتعريف به، فإنّ لقمان الحكيم هو لقمان بن ياعور ابن أخت أيوب عليه السلام وقيل ابن خالته، وهو من مصر من مدينة أسوان وبُقال أنّه كان من السودان، هاجر إلى فلسطين، ورد في مهنته الكثير من الروايات فقد قيل أنّه كان نجارًا وقيل أنّه خياطًا كما قيل أنّه كان راعيًا، والأغلب في القول أنّه كان نجارًا، وقد كان عبدًا وعتق من العبودية، وهو رجل إعطاء الله الحكمة وجعله ينطق بها، له الكثير من الوصايا والنصائح الدينية والدنيوية، والتي وردت في سورة لقمان في القرآن الكريم.

صفات لقمان الحكيم الخُلقية

لُقب لقمان بلقمان الحكيم لما آتاه الله تعالى من الحكمة، فقد كان لقمان عبدًا صالحًا كثير التقوى والطاعة والعبادة، كان صادقًا في حديثه، وحكيمًا في قوله، مراعيًا لمشاعر من حوله، ذو خُلق حسن، فكان أمينًا كريمًا هادئ ذو نظرة حكيمة للمواقف والأمور، وإنّ صفات لقمان الخُلقية تظهر بشكل من واضح من خلال وصاياه المشهورة التي وصّى بها ابنه، ووردت في القرآن الكريم.

صفات لقمان الحكيم الشكلية

ورد في وصف لقمان الحكيم أنّ له صفات مميزة يفرّقه بها المرء عن غيره فقد كان أسود البشرة ذو قامة قصيرة وأنف أفطس، وأقدامه كانت مليئة بالشقوق، وشفتاه كانتا كبيرتين، هكذا كما ورد في الروايات التي تصفه وهو ليس بمؤكّد، أمّا عن وصف دقيق له فلا يعلمه إلّا الله.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قتله إبليس

سبب عتق لقمان من العبودية

كان لقمان عبدًا وله صاحب ومالك، فلما رأى قومه ما في لقمان من الحكمة والوقار وحُسن المنطق ذهبوا إلى سيده ليطلقه، فليس من المنطق أن يبقى شخصٌ بهذه الحكمة عبدًا، فكان ردّ سيده أنّه لن يطلقه إلّا بعد اختبار، فكان اختباره للقمان أن طلب منه أن يذبح شاة ويأتي له بأطيب قطعة منها فذبحها وأتى له بقلبها ولسانها، ثم بعد مرور فترة من الزمن طلب منه سيّده أن يذبح شاة ويأتي بأخبث قطعة فيها فذبحها لقمان وأتى لسيده بقلبها ولسانه، فتعجّب سيد لقمان وسأله عن تفسير لفعلته، فقال له لقمان: ” إنهما إن طابا فقد طاب كل شيء في الحيوان، وإن خبثا فقد خبث كل شيء في الحيوان، هذه هي الحكمة”، فحرره سيده بعد ذلك من العبودية.[3]

في أي زمان كان لقمان الحكيم

لم يرد أي نص في القرآن الكريم يُثبت أو يدل على الزمان الذي عاش فيه لقمان الحكيم، إلّا أنّ أغلب الأقوال والروايات التي وردت في زمان لقمان تقول أنّه كان يعيش في زمن النبي داوود عليه السلام، وقيل أنّه ولد بعد عشر سنين من حكم النبي داوود عليه السلام، فشهد نبّوته وتعلّم منه، وزاده الله تعالى بالحكمة والعلم والتقوى.

من هو ابن لقمان الحكيم

ورد أنّ ابن لقمان الحكيم كان مشركًا وكذلك كانت زوجته، وقد استمر في دعوتهما إلى الإيمان مرارًا وتكرارًا حتى أسلموا بالله تعالى وآمنوا به، أمّا عن اسم ابن لقمان فقد وردت أكثر من رواية في اسمه، فقد قال السهيلي أنّ اسم ابنه ثاران، كما قال الكلبي أن أسم ابنه أنعم أو مشكم، فإنّ اسم ابن لقمان هو من الأمور المُختلف عليها والتي تُعدّ مجهولة، أمّا زوجته فلم يرد لاسمها ذكر ولا رواية.[4]

شاهد أيضًا: هل يوجد انبياء لم يذكر القران قصصهم

لماذا سميت سورة لقمان باسمه

بعد توضيح لقمان هل هو نبي أم رجل صالح وبيان أنّه من الصالحين سننتقل لذكر سبب تسمية سورة لقمان باسمه، فإنّ السور القرآنية تُسمّى باسم ما ورد فيها، وما المضمون التي تحتويه آياتها بالأغلب، وقد سمّيت سورة لقمان بهذا الاسم لأنّها سورة تحوي على قصة لقمان الحكيم ووصاياه وحكمه التي وصّى بها ابنه، وقد ورد لفظ كلمة “لقمان” في سورة لقمان كثيرًا وتكرر فيها، وهذا هو السبب الأبرز لتسمية سورة لقمان بهذا الاسم، والله أعلم.[5]

وصايا لقمان الحكيم لابنه

إنّ وصايا لقمان الحكيم لابنه شملت الكثير من الأمور الدينية والتربوية أيضًا، وقد ذُكرت كلّها في سورة لقمان وهي:[6]

  • عدم الشرك: وهي أول وصايا لقمان لابنه وأهمها، والتي تأمره على عد الشرك بالله تعالى، وقد وردت في قوله تعالى: ” يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”[7].
  • بر الوالدين: وهي ثاني وصايا لقمان الحكيم لابنه، وهي بر الوالدين وحسن معاملتهما، وقد ذكر في وصيّته التعب والمشقّة التي تعانيها الأم في تربية أولادها، وذلك في قوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”[8].
  • حفظ حدود الله تعالى وخشيته: فقد وصف في وصيّته لابنه أنّ الإنسان يجب أن يخشى الله تعالى في أصغر الأمور وأبسطها، ويجب عليه ان يشعر بمراقبة الله تعالى دائما وإقامة حدوده، وذلك في قوله تعالى: “يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ”[9].
  • إقامة الصلاة: أمر لقمان ابنه بإقامة الصلاة فهي أهم العبادات وأشملها، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ”[10].
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فإنّ النهي عن المنكر والأمر بالمعروف يساعد على نشر الوعي بين الناس وتقليل المنكرات، كما إنّ هذه الوصية تبيّن دور كل شخص تجاه مجتمعه وواجبه في تغييره للأحسن، وذلك غي قوله تعالى: “وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”[11].
  • الاعتدال في معاملة الناس: فإنّ على الإنسان معرفة كيفية التعامل مع الناس فلا يكون ذليلًا ولا يكون مغرورًا ومتكبرًا، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا”[12].
  • عدم الغرور والتكبّر: فهو من الأمور التي لا يحبها الله، وقد قصد في وصيته أن يمشي الإنسان بين الناس متواضعًا لا متكبرًا ومتعجرفًا، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”[13].
  • التواضع: فقد أمر لقمان الحكيم ابنه بالتواضع بين الناس، لأنّه من الصفات التي تزيد العداوات والكره والحقد بين الناس، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”[14].
  • الاعتدال في نبرة الصوت: وهي من الأمور التي تُظهر اعتدال شخصية الإنسان، فإنّ الصوت المرتفع هو دليل لضعف الإنسان وضعف موقفه، كما أكد في وصيّته على أنّ الصوت العالي هو صوت منكر، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ* إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”[15].

قبر لقمان الحكيم

لم ترد أي رواية صحيحة تحدد متى توفي لقمان الحكيم وكم كان عمره حين توفي، كما تعددت الروايات الواردة في مكان قبر لقمان عليه السلام، ومن الأماكن التي قيل أنّ فيها قبر لقمان الحكيم:

  • في طبرية في فلسطين بجانب بحيرتها من الشرق.
  • في بيت لحم في فلطين في المغارة التي ولد فيها عيسى عليه اسلام.
  • في اليمن.
  • وقيل أن له قبرًا في السعودية في منطقة بلجرشي.

شاهد أيضًا: استدل من سورة لقمان على أهمية العقيدة الإسلامية

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان لقمان هل هو نبي ام رجل صالح، والذي قدّم شرحًا مفصلًا عن لقمان الحكيم وحياته وابنه ومكان قبره، كما ذكر الوصايا التي وصّى بها ابنه كما وردت في القرآن الكريم.

المراجع

[2]islamweb.netقصة لقمان7/4/2021
[4]wikiwand.comلقمان الحكيم7/4/2021
[7]سورة لقمانالآية 13.
[8]سورة لقمانالآية 14.
[9]سورة لقمانالآية 16.
[10]سورة لقمانالآية 17.
[11]سورة لقمانالآية 17.
[12]سورة لقمانالآية 18.
[13]سورة لقمانالآية 18.
[14]سورة لقمانالآية 19.
[15]سورة لقمانالآية 19.