هل يجوز تقبيل ثدي الزوجة في رمضان

هل يجوز تقبيل ثدي الزوجة في رمضان ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ من الإجابة عنها، لأنّه على الأزواج في رمضان تحرّي أن يكون صيامهم كاملًا لا لُبس فيه، وذلك بأن يعرفوا ما قد يؤدي بهم إلى فساد صيامهم، ومن ذلك التقبيل والذي يعدّ أحد مقدمات الجماع، ومعروف أنّ الجماع هو أحد مفطرات الصيام الرئيسة، لذلك سنتعرّف على بعض الأحكام الشرعيّة المتعلقة بذلك في هذا المقال.

هل يجوز تقبيل ثدي الزوجة في رمضان

حكم تقبيل ثدي الزوجة يندرج تحت أحكام التقبيل بشكلٍ عام في شهر رمضان المبارك، وهناك خلاف بين العلماء في أحكامه فيما إذا كان للشاب أو للشيخ الكبير، وبين الصائم الذي يستطيع ملك نفسه أم لا، وفيما يأتي آراء الأئمة في هذا الأمر:[1]

• رأي الشافعيّة والحنفية والحنابلة: ذهب أصحاب المذاهب الثلاثة إلى جواز التقبيل في شهر رمضان المبارك إذا كان ذلك بقصد الرحمة والوداعة وليس بقصد اللذة والشهوة، مستدلين على قولهم ذلك بحدبث السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقبِّلُ بعضَ نسائِه وهو صائمٌ قُلْتُ لعائشةَ: في الفريضةِ والتَّطوُّعِ؟ قالت عائشةُ: في كلِّ ذلك في الفريضةِ والتَّطوُّعِ”[2]، أما إن كانت القبلة بشهوة، ولا يأمن على نفسه من الجماع والإنزال فتكره القبلة عند جمهور العلماء.
• راي المالكيّة: ذهب أصحاب المذهب المالكيّ إلى كراهة التقبيل في نهاررمضان المبارك، حتّى ولو علمت السلامة من إنزال المذي والمني، أما إذا لم تُعلم السلامة من ذلك فيكون الحكم على التحريم، فيكون بذلك قول المالكية على كراهة التقبيل مطلقًا إذا أمن المرء على نفسه من الإنزال، وعلى التحريم إذا لم يأمن على نفسه.

شاهد أيضًا: هل مداعبة الزوجة في رمضان يفطر

حكم حضن الزوج لزوجته أثناء الصيام

في بيان حكم حضن الزوج لزوجته في نهار رمضان وهو صائم  فلا شكّ بأنّه على المسلم الصائم أن يحفظ صومه مما قد يفسده، محتسبًا أجره عند الله في تركه لطعامه وشرابه وشهوته، ولكن لو كان يملك نفسه ويسيطر عليها ولا يَنْزَلِقُ إلى ما يُسبب فساد صومه بخروج المنيِّ أو الجِماع، أو يُنقص صومه بخروج المذي فإنه يجوز له مداعبة زوجته في هذه الحالة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم  كان يداعب عائشة رضي الله عنه وكان يملك إربه، وجاء في قول الشيخ ابن باز -رحمه الله- في ذلك: “تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم، كل ذلك جائز ولا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم ويباشر وهو صائم، لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة، كره له ذلك، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم، أما المذي فلا يفسد به الصوم في أصح قولي العلماء، لأن الأصل السلامة وعدم بطلان الصوم ، ولأنه يشق التحرز منه والله ولي التوفيق”.[3]

شاهد أيضًا: حكم العادة السرية في نهار رمضان

حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام

في بيان حكم مداعبة الرجل لزوجه أثناء الصيام أو العكس، فإنّه يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته، وأن يقبلها وهو صائم، إلّا لمن يخاف على نفسه أن يجامع أو ينزل، وقد جاء في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه-، أنّها قالت: “كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِه”[4]، فالأمر محكوم بملك الإنسان لشهوته، ولكنّ الأفضل البعد عن مواطن الشبهات، فليس كلّ مسلمٍ أو مسلمةٍ يستطيع التّحكّم بنفسه وشهواته عند المباشرة أو المداعبة.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقبيل الزوجة أو احتضانها في نهار رمضان

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل يجوز تقبيل ثدي الزوجة في رمضان، وعرفنا كذلك حكم حضن الزوج لزوجته وهو صائم في رمضان، كما عرفنا حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار رمضان، وهل يؤدي ذلك لإفساد صومه.