حكم العادة السرية في نهار رمضان

حكم العادة السرية في نهار رمضان

حكم العادة السرية في نهار رمضان فقد شرّع الإسلام الصيام، وفرضه على المسلمين. وكان أحد أركان الإسلام الخمسة، والتي هي الشهادتان والصّلاة والزّكاة والصّيام وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. وقد فرض الصّيام في السّنة الثانية للهجرة. والغرض منه التّقرّب إلى الله بترك الشّهوات. وكذلك الابتعاد عمّا تهواه الأنفس. ويهتمّ موقع محتويات ببيان حكم العادة السرية في نهار رمضان. وكذلك بيان هل لها كفّارة أم لا. وحكم من استمنى في غير رمضان أثناء صومه.

حرمة شهر رمضان

إنّ شهر رمضان شهر مبارك، جعله الله -سبحانه وتعالى- شهراً ليتنافس المسلمون في عمل الخيرات. وكذلك ليتسابقوا بصالح الأعمال. كما يعدّ شهر رمضان من أكثر الأوقات التي يمكن أن يكتسب المسلم بها الحسنات، ويخسر بها السّيّئات. ففي هذا الشّهر تُفتح أبواب الجنّة. وكذلك تغلق أبواب جهنّم، وتُكبّل الشياطين وتُصفّد. وفي هذا الشّهر المبارك نزل القرآن الكريم، وجعل الله فيه ليلةً العبادة فيها خيرٌ من ألف شهرٍ من العبادات. وهي ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة إلى الأرض بالخير.

فعلى المسلم أن يغتنم هذا الوقت العظيم، فيكثر من العبادات، ولا يتكاسل عنها، وعليه أن لا يقطع صيامه بالنوم والكسل. بل يقضي يومه بالصّلاة وقراءة القرآن. وكذلك على المسلم في هذا الشّهر أن يبتعد عن الخصومات، ويتوادّ مع المسلمين، ويعاملهم بمبدأ الأخوّة. فيصبر على أذاهم وينصحهم، ولا يردّ على من سبّه أو شتمه إلا بالخير وقول إنّي صائم. فيذكّر نفسه بالثّبات والأجر في صيامه. وممّا يكون في رمضان صلاة التّراويح. التي تُغفر بها الذّنوب وتُحطّ الخطايا، كذلك ينبغي للمسلم أن يقوم ليل رمضان، مع المصلّين في المسجد. وكذلك يبتعد عن السّهرات وتضييع الوقت بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى. فينال بذلك الثّواب المرجوّ من هذا الشّهر المبارك والله ورسوله أعلم.[1]

حكم العادة السرية في نهار رمضان

إنّ حكم العادة السرية في نهار رمضان أنّها تبطل الصّيام وهي محرّمةٌ شرعاً. فالاستمناء باليد أو ما يطلق عليه اسم العادة السّريّة، فإنّه لا شكّ فيه أنّه من المحرّمات، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}.[2] وإنّ فيها ما يضرّ الجسد ويُذهب قوّته، فالاستمناء لا يجوز في رمضان ولا في غير رمضان، فهو محرّمٌ ومنكر بإجماع أهل العلم، فمن فعل هذا الذّنب في نهار رمضان، فإنّ عليه التّوبة منه والاستغفار، وطلب العفو من الله سبحانه وتعالى، ثمّ إنّ عليه أن يقضي هذا اليوم الذي استمنى به فإنّه بفعلته قد بطل صيامه، وإن لم يأكل ولم يشرب.

فالحكمة من الصّوم الامتناع عن الأكل والشّرب والشّهوة، وإخراج المني من الجسد يُعتبر من خروج الشّهوة، فهو بذلك أفطر فعليه قضاء هذا اليوم، وليعلم المسلم أنّ شهر رمضان قد جُعل شهراً للعبادات، فعليه أن يبتعد عن ما يغضب الله، ويكثر من الصّلاة، ويشغل نفسه بتلاوة القرآن والتّسبيح والاستغفار، ويغتنم هذا الوقت المبارك بالدّعاء، فإنّه من المستحبّ أن يكثر المسلمين الدّعاء في شهر رمضان، فيبتعدوا بذلك عن أيّ تفكير توسوس به لهم أنفسهم، فيزلّوا ويأثموا بارتكابه.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم ممارسة العادة في نهار رمضان للنساء

كفارة الاستمناء في نهار رمضان

إنّ إخراج الرّجل أو المرأة على حدٍّ سواء المني في نهار رمضان، محرّمٌ شرعاً، ويُبطل فيه الصّوم، ويُوجب القضاء عن ذلك اليوم، وهذا هو حكم العادة السرية في نهار رمضان باتفاق المذاهب الأربعة، ولكن هذا الفعل رغم أنّه يفسد الصّوم ويبطله، إلّا أنّه لا يترتّب على من فعله كفّارة، وإنما فقط القضاء، وهذا حاله حال من أنزل المني بتقبيل زوجته فقط، أو أنزل بالتّفكير دون عمل، فليس في إخراج المني دون الجماع كفّارة، وإنّما الكفّارة تجب على من جامع أهله في نهار رمضان، ومن الجدير بالذّكر أنّ خروج المذي من الصّائم لا ينقص صومه ولا يبطله والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدًا

حكم من استمنى وهو صائم في غير رمضان

إنّ حكم العادة السرية في نهار رمضان أنها تبطل الصّيام وتوجب القضاء. أمّا إن كان الصيّام تطوّعاً في غير رمضان، وقام المسلم واستمنى خلال صيامه، فقد اختلف أهل العلم في وجوب قضائه لهذا الصّيام، الأحناف والمالكية قالوا إن من فعل ذلك، حتى لو في صيام تطوّع وجب عليه القضاء والتّوبة، أمّا أصحاب المذهب الشّافعي والحنبليّ، أن من أفسد صيام التّطوّع لا يجب عليه القضاء. ولكن يبقى قضاؤه لهذا اليوم أفضل وأسلم، أمّا في حال كان الصّوم في غير نهار رمضان واجباً، كمن صام قضاءً لأيام رمضان، أو نذر أو كفّارة، فإنّ من الواجب على المسلم أن يقضيها إذا استمنى خلال صيامه، مع العلم أن المسلم عليه أن يتوب إلى الله عن فعلته، ويستغفره ويطلب عفوه عن ذلك.[5]

حكم الاحتلام في نهار رمضان

إنّ الاحتلام هو الرؤية المباشرة في المنام، وبه ينزل المني، أو قد لا ينزل، وقد يتعرّض الصّائم بأن يحتلم في نهار رمضان، فالمتّفق عليه عند أهل العلم أنّ الاحتلام في رمضان لا يبطل الصّيام، ولا ينقصه؛ وبذلك لا يترتّب عليه القضاء، لأن الاحتلام خارجٌ عن إرادة المرء، ويكون عن غير قصد، ولكن لو احتلم الصّائم وجب عليه الغسل إذا رأى المني والله ورسوله أعلم.[6]

وخلاصة القول في حكم العادة السرية في نهار رمضان أنها تُبطل الصيام، ولا تستوجب الكفّارة، ولكن يترتّب عليها القضاء. وهذا ما ذكره المقال بالإضافة إلى أنّه تحدّث عن حرمة شهر رمضان.  وتحدّث عن حكم من استمنى وهو صائم في غير رمضان. وذكر حكم الاحتلام خلال الصوم بأنّه لا يفطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *