هل يجوز تزيين البيت في رمضان وتعليق الزينة والفوانيس

لا حرج من تزيين البيت في رمضان وتعليق الزينة أو الفوانيس طالما كان ذلك ضمن الضوابط الشرعية، وليس فيه أي تبذير أو إسراف، أي أنَّه طالما خلت هذه الزينة من أي مظهر من مظاهر المُحرمات، وكانت مُجرَّد فوانيس أو شرائط وأوراق ليس فيها أي مُغالاة أو مبالغة وتبذير فإنَّ ذلك جائز ولا حرج فيه، فإنَّ ذلك من علامات الفرح والسعادة بقدوم هذا الشهر الفضيل، والله أعلم.[1]

حكم زينة رمضان ابن باز

إنَّ وضع الزينة أو تزيين المنازل احتفالًا بقدوم شهر رمضان المُبارك هو أمرٌ جائز طالما خلا من المُحرمات، وكان وفق الضوابط الشرعية، إلا أنَّ الشيخ بن باز وصّى المُسلمين بعدم الانشغال بهذه الزينة، والانشغال عوضًا عن ذلك بفضائل شهر رمضان المبارك التي لا تعد ولا تُحصى، فهو شهر يعظم فيه الأجر والثواب، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفَّد الشياطين، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وإنَّ الأحرى بالعبد أن يستغل خيرات هذا الشهر، ويغتنم وقته بالإكثار من العبادة، والله أعلم.[2]

هل فوانيس رمضان بدعة

لا حرج من تعليق الفوانيس لإظهار الفرح أو الاستبشار بقدوم شهر رمضان، وإنَّ ذلك لا يُعد من البدع أو مستحدثات الأمور، فإنَّ تعليق الفانوس هو من العادة، وليس فيه تعبّد، ولا يحتوي على محظور شرعي بيَّنه الإسلام، فطالما خلا وضع الفوانيس من الإسراف والتبذير أو المغالاة، فإنَّ ذلك جائز، وقد قال الشاطبي في ذلك: “الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلَّف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وأصل العادات الالتفات إلى المعاني“، أي أنَّ تعليق الفوانيس هو من العادات، وليس من العبادات، وعلى ذلك فهو ليس من البدع، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: اجمل الادعية لمناجاة الله

حكم وضع زينة هلال ونجمة في شهر رمضان

إنَّ الاعتقاد بأنَّ شعار الهلال أو النجمة هو شعار المُسلمين، أو أنَّه شعار شهر رمضان هو اعتقاد خاطئ وغير صحيح، ولم يرد في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أو في عهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك لا يجوز اتخاذهما شعاراً للمُسلمين، أمَّا وضع الزينة التي تكون على شكل هلال أو نجمة دون الاعتقاد بأنَّها من شعارات المُسلمين، أو أنَّ لها رمزية خاصة في الإسلام، فإنَّ ذلك يأخذ حكم تعليق الفوانيس، والله أعلم.

حكم تزيين المساجد في رمضان

إنَّ المساجد هي بيوت الله تعالى، وهي المكان الذي يقوم فيه المُسلمون بالعبادة وأداء الكثير من شعائر الدين، وهو المكان الذي يتعلّم فيه المُسلمون تعاليم الدين وأحكامه، وإنَّ وضع الزينة أو الفوانيس أو الأضواء عليها احتفالًا بالأعياد أو بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك هو أمر فيه تشبّه بالكفار في وضعهم الزينة على كنائسهم في الأعياد، وقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن التشبّه بعاداتهم في الأعياد وغيرها، والله أعلم.[4]

حكم تخصيص رمضان بلباس

لا حرج على المُسلم من لبس ما شاء من اللباس أو تخصيص ما شاء منه لشهر رمضان المبارك، على أن يُحقق هذا اللباس ضوابط اللباس الشرعي للرجل والمرأة فيكون ساترًا للعورة لا صفيقًا ولا شفافًا يُظهر شيء من الجسد، وأن يخلو هذا اللباس من مظاهر الشهرة فلا يكون مُخالفًا لعادات البلاد التي يعيش فيها الإنسان، وأيضًا من الجدير بالذكر أنَّه يجب أن يخلو هذا اللباس من مظاهر الترف أو التبذير، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”[5]، والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه وارزقنا صيامه وقيامه

حكم تخصيص رمضان بطعام

إنَّ تخصيص شهر رمضان المبارك ببعض الأطعمة أو المشروبات أو الحلويات هو أمرٌ جائز ولا حرج فيه، وهو لا يدخل في مدخل الابتداع في الدين، فإنَّ صنع بعض الأطعمة في رمضان سكون على سبيل العادة أو الفرح في هذا الشهر وليس على سبيل العبادة والتعبّد، وقد قال الشيخ محمد بن ابراهيم في ذلك: “لو سمع ما يقال عن العوائد بأَنها بدع محدثة، لاعتبر جميع ما لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعهد أَصحابه، من المآكل والمشارب والملابس والمراكب”، والله أعلم.[6]

إلى هنا نكون ثد وصلنا إلى ختام المقال الذي أجاب عن سؤال هل يجوز تزيين البيت في رمضان وتعليق الزينة والفوانيس، كما بيَّن حكم وضع الفوانيس عند ابن باز، وحكم تزيين المساجد في رمضان، وذكر حكم تخصيص شهر رمضان المبارك بلباس أو طعام.