ما هي مفاتيح الغيب وأهمية الإيمان بالغيب

ما هي مفاتيح الغيب، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ  مفاتيح الغيب لا يعلمها إلَّا الله -عزَّ وجلَّ- ومن المعلوم أيضًا أنَّ للغيب عدة أنواع فمنها ما استأثرها الله -عزَّ وجلَّ- بعلمه ومنها ما يكون غيبًا للبعض ومعرفةً لآخرين، فما هو الغيب؟ وما هي مفاتيح الغيب؟ وما هي أنواع الغيبيات؟ كلُّ هذه الأسئلة التي قد تدور في رأس كلِّ متعطشٍ سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

ما هو الغيب

إنَّ  لفظة الغيب في اللغة العربية هو ما غاب عن الحواس وحُجب عنها، وبذلك يكون النقيض من الغيب هو لفظ الشهادة،[1] أمَّا في الاصطلاح يعرَّف على أنَّه: لأمور التي تغيب عن حواس الإنسان، أو هو ما غاب عن علمه وبصيرته، سواء كان ما عجز عن إدركه عجزًا كليًا، أم ما أخبر الله -تعالى- أو رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- عنه، أو هو ما غاب عن الإنسان بالوضع الراهن ويستطيع الوصول إلى بعض منه مستقبًلا من خلال التحليل الفكري ونحوه.[2]

شاهد أيضًا: حكم ادِّعاء علم الغيب

ما هي مفاتيح الغيب

مفاتيح الغيب هي الأمور التي تُظهر ما هو مقدر في عالم الغيب، وعددها خمس لا يعلمها إلَّا الله، وقد تمَّ استنباطها من قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ عِندَهُۥ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ}،[3] وفيما يأتي تفصيل هذه المفاتيح:[4]

• علم الساعة: إنَّ موعد قيام الساعة من الأمور التي اختص الله -عزَّ وجلَّ- العلم بها، وبقيامها تظهر الأمور التي كانت غيبًا بالنسبة للمخلوقات بالتجلي والظهور، وعلى ذلك فإنَّ قيام الساعة مفتاحٌ لمعرفة مغيِّبات الآخرة.
• نزول الغيث: إنَّ موعد نزول الغيث وعدد قطراته ومواقعها تعد مفتاحًا لِما غيَّبه الله عن المخلوقات بما يخصُّ الحياة؛ إذ بنزول المطر تظهرالنبات ويُعلَم ما سينتج عن نزوله من آثار.
• ما يستقر في الأرحام: إن ما يستقر في الأرحام وما ينتج عنه كذلك يعدُّ من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وإنَّ العلم بما في الأرحام يعدُّ مفتاحًا للغيوب المتعلقة بعالم الأحياء.
• الأحداث التي ستقع في المستقبل: إنَّ أحداث المستقبل غيبٌ لا يعلمه إلا الله -عزَّ وجل- وإنَّ مرورالزمن يعدُّ مفتاحًا لظهور ومعرفة الغيبيَّات المقدرة لهذا الوقت.
• الموت: إنَّ موعد الموت والمكان الذي قضى الله -عزَّ وجلَّ- أن يأتي أجل أحدًا من البشر فيه يعدُّ من الغيب الذي يعلمه إلا هو، وإنَّ الموت كذلك يعدُّ مفتاحًا للغيوب المتعلقة في حياة البرزخ.

شاهد أيضًا: حكم قراءة الأبراج.. حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص

أنواع الغيب

ذُكر في مقدمة مقال ما هي مفاتيح الغيب، أنَّ هناك غيبًا استأثر الله -عزَّ وجلَّ- بعلمه، وهناك غيبًا أطلع البعض عليه وأخفاه عن الآخرين، وهناكَ ما يكون غيبًا بالنسبة للبعض وشهادة بالنسبة لآخرين، وفيما يأتي ذكر هذه الأنواع بشيءٍ من التفصيل:[5]

• الغيب المطلق: وهو الغيب الذي لا سبيل لأحدٍ من المخلوقات في الوصول إليه أو معرفته عن طريق الوسائل العلمية أو التحليل الفكري، وهو أيضًا يقسم إلى نوعين، هما:
  • الغيب الذي استأثر الله نفسه في علمه، فلم يُطلع أحدًا من خلقه عليه لا نبيٍ مرسل ولا ملكٍ مقرب، كما أنَّه يعدُّ صفة من صفات الله -عزَّ وجلَّ- التي لا يُنازعه فيها إلا كافر، يقول -تعالى- في سورة النمل: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ}.[6]
  • الغيب الذي أعلم الله -عزَّ وجلَّ- الناس به، أو ببعضه، عن طريق الوحي إلى الرسل الذين يبلغونه إلى الناس، ومن الأمثلة على ذلك الشياطين والجن وما جاء من أخبارهم نحو قوله تعالى:  {أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً}.[7]
• الغيب النسبي: وهو ما كان غيبًا بالنسبة لمجموعة من البشر وشهادة بالنسبة لآخرين، وهذا أيضًا يُقسم إلى نوعين، وهما:
  • الغيب المقيد النسبي: وهو ما كان غائبًا عن البعض مثل الحوادث التاريخية، فإنَّها غيب بالنسبة لمن لم يعلم بها، لذلك قال الله تعالى -للنبي صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر قصة آل عمران:  {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.[8]
  • الغيب المقيد غير النسبي: وهو كل ما غاب عن الحس بسبب بعد الزمان (المستقبل) أو المكان أو غير ذلك حتى ينكشف ذلك الحجاب الزماني أو المكاني كما في قوله تعالى:  {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}،[9] وذلك في موت سيدنا سليمان عليه السلام.

شاهد أيضًا: هل الجن يعلمون الغيب

أهمية الإيمان بالغيب

إنَّ الإيمان بالغيب يعدُّ من الخصائص المميزة للإنسان عن غيره من الكائنات الحيَّة، ذلك أن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده المؤهل للإيمان به بخلاف الحيوان، لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها، فقد جاءت الشرائع بكثير من الأمور الغيبية التي لا سبيل للإنسان إلى العلم بها إلا بطريق الوحي الثابت في الكتاب والسنة النبوية المطهرة.[10]

شاهد أيضًا: حكم من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي مفاتيح الغيب، حيث تمَّ الحديث به عن التعريف الغيب، وتفصيل مفاتيح الغيب، كما تمَّ ذكر وبيان أنواع الغيب، وفي الختام تمَّ الحديث عن أهمية الإيمان بالغيب بإيجاز.