ماهي الغيلان في الثقافات العالمية

ماهي الغيلان

ماهي الغيلان سؤل من الأسئلة التي تداولتها الأجيال من جيل إلى آخر فاختلفت الإجابات باختلاف الثقافات والشعوب، وقد جاء دين الإسلام ليوضّح ويشرح ما هي الغيلان والأصل في هذه المخلوقات، وفي هذا المقال سنشرح ماهي الغيلان، كما سنييِّن المعتقدات التي اعتقدها العرب عن الغيلان، كما سنذكر ما هي الغيلان في الثقافات العالمية، وما هي أشكالها وسبب ظهورها.

معنى كلمة الغول

إنَّ كلمة الغول هي كلمة مأخوذة من المصدر غال، وجمعها غيلان أو أغوال، لها الكثير من المعاني في اللغة منها أنَّها كل شيء يؤدي بالإنسان إلى الهلاك والأذية، وكذلك هو ما يُضل الإنسان أو يغويه، وقد استخدمت كلمة الغول في الإشارة إلى ما يُذهب العقل ويسكره، ويقال عن الأمر أنَّه غال شيئًا أي اذهبه عقله أو أخافه أو أضلَّه، ومغاولة الأعداء هي مبادرة الحرب معهم، وتغوَّل الإنسان في الأرض أي تاه وضلَّ فيها.[1]

ماهي الغيلان

الغيلان هي نوع من أنواع الشياطين، وأحد أجناسها والتي قد يراها الإنسان وفق أشكال وتهيآت وتشكّلات مختلفة، وقد ورد في فتح الباري أنَّ الغيلان لا تستطيع أن تُغير الخلقة التي خلقها الله تعالى عليها ولا غيرها من المخلوقات، إلَّا أنَّه للغيلان سحرة يمكن أن تتراءى عن طريقها بأشكال مختلفة، وقد ورد أن الغيلان ذكروا عند عمر فقال: “أن أحدً لا يستطيعُ أن يتحولَ عن صورتِه التي خلقَه اللهُ عليها، ولكن لهم سحرةٌ كسحَرَتِكم، فإذا رأيتم ذلك فأذِّنوا”[2]، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: لماذا يخاف الجن من الذئب

ما هي الغيلان عند العرب

الغيلان هي أحد المعتقدات القديمة الموجودة عند العرب قبل الإسلام، وقد سادت المعتقدات بين العرب أنَّ الغيلان هي مخلوقات شيطانية تظهر للناس أثناء السفر على أشكال وألوان مختلفة ومتعددة فتضلّهم عن الطريق وتُتيههم في الصحراء، وتغتالهم هذه المخلوقات وتؤدي بهم إلى الضياع أو الموت، وقد تغنى شعراء العرب بالغيلان في الكثير من القصائد الشعرية والنثرية المطولة، كما ورد ذكر الغول في الكثير من القصص التي تنحدر من التراث العربي.

ما هي الغيلان في الثقافات العالمية

إنَّ كلمة غول بالأصل هي كلمة مشتقة من كلمة غالو وهي تعني المخلوقات الشيطانية في الثقافتين الأكادية والسومرية، وهي كلمة موجودة في الكثير من لغات العالم بما في ذلك اللغة الألمانية والانكليزية والهندية والعربية وغيرها من لغات العالم، وقد استخدمت هذه الكلمة للدلالة على المخلوقات المُخيفة والمرعبة والشيطانية والمفترسة كالوحوش، وقد تم استخدام هذه الكلمة للدلالة على القبح والبشاعة، وكذلك فقد تم استخدام كلمة الغيلان في الكثير من قصص الأطفال المُرعبة والتي تدل على شيء مخيف.[4]

ما هو شكل الغيلان

الغيلان هي أحد أنواع الشياطين التي يمكن للإنسان أن يراها بأشكال وألوان مختلفة، فيمكن أن تتشكل على هيئة امرأة جميلة، وكذلك يمكنها التشكل على هيئة رجل قوي أو طويل أو قصير، كما يمكنها التشكل على هيئة الحيوانات كالدواب، أي أنَّه ليس للغيلان شكل أو هيئة محددة يمكن أن يراها الإنسان عليها، إلَّا أنَّ شكلها الذي خلقها الله تعالى عليه أو هيئتها الحقيقية هو أمر لم يرد ذكره أو توضيحه في النصوص الشرعية، كما إنَّ تبدل هيئة وشكل الغيلان هو شيء من السحرة؛ وقد ورد ذلك في حديث عمر حين قال: “أن أحدً لا يستطيعُ أن يتحولَ عن صورتِه التي خلقَه اللهُ عليها، ولكن لهم سحرةٌ كسحَرَتِكم، فإذا رأيتم ذلك فأذِّنوا”، والله أعلم.[5]

سبب ظهور الغيلان

إنَّ سبب ظهور الغيلان وتشكلها للإنسان هو أمر غير معروف، إلَّا أنَّه يمكن للإنسان أن يُحصِّن نفسه وبيته من الغيلان والشياطين بذكر الله تعالى وقراءة بعض الآيات القرآنية مثل آية الكرسي، وكذلك يمكن للآذان أن يُبعد الغيلان وتغولها، فيكون سببًا في طردها من المكان، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “وإذا تغوَّلَتْ لكم الغِيلانُ، فبادِروا بالأذانِ[6]، لأنَّ الأذان هو إعلاء لكلمة الله تعالى والتي تُبعد الشياطين وكفرها وتطردهم من المكان، والله أعلم.[7]

الغول في الحديث الشريف

ورد ذكر الغول في الحديث الشريف وهو مفرد الغيلان، وقد ورد ذكره في قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “لا عدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ولا هامَةَ، ولا صفَرَ، ولا غُولَ[8]، وإنَّ الحديث الشريف السابق لا يقصد نفي وجود الغول أو الغيلان بحد ذاتها لأنَّها موجودة في الحقيقة، إنَّما ينفي المعتقدات التي تداولتها العرب حول قدرة الغيلان على إيذاء الناس أو إتاهتهم في السفر وعملها على جعلهم يضيعون، فإنَّه ليس للغول أو الشيطان قدرة على إيذاء الناس بهذا الشكل، والدليل على ذلك هو إرفاق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف لنفي الغول مع عدد من المعتقدات الخاطئة في الجاهلية، والله أعلم.[9]

التشاؤم من الغيلان

إنَّ التشاؤم من الغيلان هو أمر اعتادت عليه العرب في الجاهلية فقد تطيروا من الغيلان واعتبروها أحد الأسباب التي تُعرقل السفر وتُعيقه، وكذلك فقد استمرت هذه العادات فقد جعلوا الغيلان أحد الأمور التي يستخدمونها لإخافة ودب الرعب في القلوب، وقد جاء دين الإسلام ليُبطل هذه العادات ويُلغيها ويؤكد على عدم قدرة الغيلان على إيذاء الإنسان أو قتله أو عرقلة سفره ومسيره، لذا فإنَّ التشاؤم من الغيلان هو من الأمور المنكرة في الإسلام، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: ما حكم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند جمهور أهل العلم

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن ماهي الغيلان، كما ذكر المعتقدات التي تدور حول هذه المخلوقات عند العرب قديمًا، وفي الثقافات العالمية الأخرى، وما هو شكل الغيلان، وسبب ظهورها، بالإضافة للتطرق إلى موضوع التشاؤم من الغيلان.

المراجع

  1. ^ almaany.com , تعريف و معنى الغيلان في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي , 26-6-2021
  2. ^ فتح الباري لابن حجر , عمر بن الخطاب، ابن حجر العسقلاني، 396/6، صحيح.
  3. ^ islamweb.net , ماهية الغيلان , 26-6-2021
  4. ^ wikiwand.com , غول (ميثولوجيا) , 26-6-2021
  5. ^ dorar.net , المطلب الأول: أصناف الجن من حيث أصل خلقتهم, وقوتهم , 26-6-2021
  6. ^ تخريج المسند , جابر بن عبد الله، شعيب الأرناؤوط، 14277، صحيح لغيره.
  7. ^ islamweb.net , هل يمكن للإنسان أن يرى الجن؟ , 26-6-2021
  8. ^ صحيح الجامع , جابر بن عبدالله، الألباني، 7531، صحيح.
  9. ^ dorar.net , شروح الأحاديث , 26-6-2021
  10. ^ binbaz.org.sa , بعض مظاهر التشاؤم وأسباب السلامة من الشياطين , 26-6-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *