من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن

من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن
من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن

من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن أمرٌ يتوجب على كلّ مسلم معرفته، فقد جعل الله تعالى بر الوالدين والإحسان إليهم من أعظم الأمور، وجعل ذلك كالجهاد في سبيل الله، لذا لابدَّ من معرفة ما يلزمُ فعله إذا وجدَ المسلم أحدَ والديه يقوم بمعصية، ومعرفة الطريق الصحيح الواجب اتباعه، وفي هذا المقال سنعرض صورًا من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية، وسنتحدث عن بر الوالدين وفضله، وعن عقوق الوالدين وعاقبته.

بر الوالدين

قبل الحديث عن صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية سنوضح معنى بر الوالدين أولًا، ومعنى البر في اللغة الإحسان والخير والعطاء، وهو اسم جامع لكل معاني الخير، واسم من أسماء الله الحسنى، وقد ورد في قوله تعالى: “إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ” [1]، ومعنى بر الوالدين هو الإحسان إليهما بالقول والفعل، وقد جعل الله عز وجل بر الوالدين عبادة عظيمة، وطاعة تُقرب المسلم إلى الله تعالى، وذُكر ذلك في الكتاب الكريم في مواضع كثيرة، فيقول تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً”[2]، فيدعونا الله تعالى في هذه الآية إلى عبادته وتوحيده بالإحسان إلى الوالدين وبرهما، وقرن الله تعالى بين الأمرين في مرات كثيرة، فيقول سبحانه: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً”[3]، وفي ذلك بيان لعظمة بر الوالدين ووجوب ذلك على كلّ المسلمين.[4]

من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن

إنَّ من أبرز الأمور الواجب على المسلم فعلها هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصح الآخرين وإرشادهم عند الحاجة، والأولى بالمسلم أن يرعى أهل بيته، ويهتم بشؤنهم، فإذا وجد المسلم والديه أو أحدهما يرتكب معصية ما أو إثمًا لابد من التصرف حيال الأمر دون الإساءة إليهما، ومن صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية نذكر:[5]

  • محاولة إرشادهما بالحوار والنصح واللطف، ومخاطبتهما بالكلام الطيب والحسن، متخذًا اللين في أسلوبه.
  • التحذير الدائم من عواقب المعصية، مع المحافظة على أداب الحديث معهما.
  • لا يرفع المسلم صوته على والديه، ولا يغلظ بالقول معهما، ولا يسبّهم أو يشتمهم أبدًا.
  • الدعوة لهما بالصلاح والهداية، وعسى أن يكون ذلك سببًا في تركهم المعصية.

شاهد أيضًا: عبارات عن البر بالوالدين ومواعظ وحكمة قصيرة جدًا ومميزة

فضل بر الوالدين

بعد أن تحدّثنا عن من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن سننتقل لبيان فضل بر الوالدين، إنّ بر الوالدين هي من الأمور التي أمرنا بها الله تعالى، وذكرها في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعل في برّ الوالدين فضلًا عظيمًا يناله المسلم في الدنيا والآخرة، ومن أبرز نتائج بر الوالدين نذكر:[6]

  • إنّ بر الوالدين من احبّ الأعمال إلى الله تعالى، وأقربها غليه.
  • إنّ برّ الوالدين من الأمور التي تساهم في تفريج الهم وزوال الكرب.
  • إنّ الوالد هو أوسط أبواب الجنة، وإنّ برّه من الأعمال التي تُدخل الجنة، وعقوقه يسدّ على الإنسان باب دخول الجنة.
  • إنّ دعوة الوالدين لأبنائهم البارّين هي من الدعوات التي لا تُرد بإذنه تعالى.
  • إنّ برّ الوالدين والتقرّب لهما من الأمور التي تساعد في قبول التوبة.

عقوق الوالدين

بعد توضيح من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية سننتقل لتوضيح عقوق الوالدين ومظاهره، فإنَّ معنى العقوق في اللغة هو الشفق والقطع، ويُقصد بعقوق الوالدين مخالفتهم فما يجوز لهما، والإساءة لهما إن كان بالقول أو الفعل، وهي من أعظم الكبائر عند الله تعالى بعد الشرك، وإنّ لعقوق الوالدين الكثير من المظاهر التي يمكن أن يتمثل بها العقوق، كما إنّ عاقبة عقوق الوالدين هي من العواقب الوخيمة التي يُعاقب صاحبها عليها في الدنيا والآخرة.[7]

من مظاهر عقوق الوالدين

لعقوق الوالدين الكثير من المظاهر التي تتمثل في القول أحيانًا وتتمثل بالفعل أحيانًا أخرى، ومن مظاهر عقوق الوالدين نذكر:

  • شتمهما أو سبهما بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد ورد التحذير من لك في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ[8].
  • عدم طاعتهما فيما ليس فيه معصية على أن يكون لهم استطاعة بذلك.
  • التأفف والضجر منهما، والإساءة بالقول لهما، أو العبوس في وجههما.
  • التقتّر بالإنفاق عليهما وعدم الإنفاق عليهما قدر ما يكفيهم مع توفر المقدرة على ذلك.

عاقبة عقوق الوالدين

بعد أن تحدثنا عن بر الوالدين وفضله وصور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية سننتقل لتوضيح عاقبة عقوق الوالدين، فإن كان برُّ الوالدين فريضة وعبادة، فإنَّ العقوق جريمة وذنب يحرم صاحبه من دخول الجنة، ويُكسبه غضب الله عز وجل، فإنَّ من أكبر الكبائر عند الله تعالى الإشراك به وعقوق الوالدين، وقد عُجل عقاب العقوق في الدنيا قبل الآخرة، وقد ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”[9]، فإنّ عقوق الوالدين من الأمور التي تجلب سخط الله تعالى على الإنسان في الدنيا والآخرة، وتُزيل الهيبة منه ويبغضه الناس، كما إنّ عقوق المرء لوالديه يؤدي لعقوق أولاده له، والله أعلم.

شاهد أيضًا: من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والأخرة وفضل برهما

إنَّ فضل الآباء على الأبناء كبير جدًا؛ لذا فقد كرمَهم الله سبحانه وتعالى، وفرض على المسلمين برّهم والإحسان إليهم، والوفاء لهم ورعايتهم في الكبر، والاهتمام بهم، وفي هذا المقال عرضنا صورًا من صور البر بالوالدين إذا وجدناهما على معصية أن، كما ذكرنا ما هو برُّ الوالدين وما فضله، وما هو عقوق الوالدين وما عاقبته.

المراجع

[1]سورة الطورالآية 28.
[2]سورة النساءالآية 36.
[3]سورة الإسراءالآية 23.
[6]islamway.netفضل بر الوالدين14-4-2021
[7]islamway.netعقوق الوالدين14-4-2021
[8]صحيح مسلمعبدالله بن عمرو، مسلمن 90، صحيح.
[9]صحيح البخاريأبو بكرة نفيع بن الحارث، البخاري 5976، صحيح.