الصحابي الذي خرج على راس المهاجرين الى الحبشه هو

الصحابي الذي خرج على راس المهاجرين الى الحبشه هو
الصحابي الذي خرج على راس المهاجرين الى الحبشه هو

الصحابي الذي خرج على راس المهاجرين الى الحبشه هو ؟  هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عنها، فالهجرة إلى الحبشة هي أول هجرة في الإسلام، حدثت بعد سنتين من الجهر بالدعوة، وخمس سنوات من مبعث الرسول، حيث اشتد أذى قريش على المسلمين. وكان عدد المسلمين يزداد يوماً بعد يوم، وظهر الإيمان، وفشا أمر الإسلام بمكة، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على الصحابي بشكل مفصل.

الصحابي الذي خرج على راس المهاجرين الى الحبشه هو

الصحابي الذي خرج على رأس المهاجرين الى الحبشة هو الصحابي الجليل عثمان بن عفّان رضي الله عنه، ولا بدّ أن تحدث عن صبر الصحابة وتضحيتهم، ويقينهم بربّهم رغم اشتداد أزمتهم، وقد جعلوا القرآن الكريم مرشدًا لهم، ووجدوا في آيات اليقين والثبات على الإيمان تسليةً لهم، ومن ذلك سورة الكهف التي نزلت لتحمل قصة أصحاب الكهف الذين فرّوا إلى الله بدينهم من ظلم ملكهم، وبعد كل هذه المعاناة أذن الرسول لصحابته بالهجرة إلى الحبشة، وقد وصف لهم حال الحبشة بأنّ بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد، وهكذا خرج أول فوج من المهاجرين إلى الحبشة، وكانوا اثني عشر رجلًا وأربع نسوة بينهم عثمان بن عفان وزوجته ابنة الرسول رقية، وقد كتموا أمر خروجهم، واستتروا بظلمة الليل، فلما أحسّت قريش تبعتهم، فلم تلحق بهم، فقد هيأ الله لهم بعض سفن التجارة التي أقلتهم لمقصدهم الذي وَجدوا فيه ما وُعِدوا، فعاشوا تحت رعاية النجاشي ملك الحبشة بأمان لم يمسسهم سوء، ويختلف أهل العلم في العام الذي شهد هذه الهجرة، فمنهم من قال الخامس، ومنهم من يرى أنّه بعد ذلك.[1]

اقرأ أيضًا: كم كان عدد المسلمين في الهجرة الأولى إلى الحبشة

أسباب الهجرة إلى الحبشة

بعد مرور ما يُقارب الخمس سنوات من الدعوة السرّية، وبَذل قريش ما بوسعها؛ من أجل إيقاف هذه الدعوة، والوقوف في طريقها، ومع ثبات رسول الله وأصحابه، بدأت قريش تنهال على المسلمين بكلّ ما تملكه؛ بهدف تعذيبهم، وما كان منهم إلّا أن صبروا على هذا العذاب، إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان مُحاطاً بحماية من قومه، وعمّه أبي طالب، فلم يصل إليه ما وصل أصحابَه من العذاب، ولم يكن يملك حمايتهم ممّا هم فيه، ثمّ بتفكير من رسول الله، وتأييد من الوحي، جاء الإذن بالهجرة من مكّة؛ لتكون فترة يستريح بها الصحابة ممّا هم فيه، ويكملوا مسيرتهم في نَشر الإسلام، قال تعالى: “يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ”[2] فاقترح رسول الله أرض الحبشة؛ لما فيها من عَدلِ حاكمها، وصِدقه إلى أن يجعل الله لهم فرجاً، ومخرجاً، فخرجت مجموعة من الصحابة إلى الحبشة، وكانت هذه الهجرة أوّلَ هجرة في الإسلام، علماً بأنّ الحبشة اسمٌ نُسِب إلى الأرض؛ بسبب الناس الذين كانوا يعيشون في تلك المنطقة، وهم الأحباش، وهي الآن تمثّل دولة إثيوبيا،[3]

ولم تقتصر الهجرة على المُستضعفين، والفقراء الذين كانوا في مكّة، بل كان أكثرهم ممّن لهم المال، والحماية، والقوة فيها، كعثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، وهذا من أهمّ الأدلّة على أنّ السبب الرئيسيّ للهجرة لم يكن ضعف المسلمين، وتعرُّضهم للأذى من قِبل قريش فقط، وإنّما كانت هناك أسباب أخرى دفعتهم إلى ذلك، وقد عدّ رسول الله الهجرة إلى الحبشة بمثابة الهجرة إلى المدينة، ومن الأسباب التي دفعت النبيّ إلى السماح لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة بدء نفاد صبر المسلمين؛ بسبب اشتداد تعذيب قريش لهم حتى وصل بهم الأمر إلى أن سألوا الرسول عن موعد نصر الله، فخاف رسول الله على دينهم، وأنفسهم، والحفاظ على الدعوة من الانهيار، والضياع بعدما ازداد عدد الداخلين في الإسلام، والخوف من تكوين قريش قوة ضدّهم، وذلك عند شعورها بالخطر منهم، وقد يكون ذلك بتأييد من العرب لقريش، والدور المهمّ الذي قد تلعبه رابطة القرابة، والرحم في تلطُّف القرشيّين بالمسلمين، والتوقُّف عن إيذائهم، وربّما الدخول في الإسلام، على الرغم من أنّ منهم أيضاً من كانت له ردّة فِعل عكسيّة، فازدادوا إيذاءً للمسلمين.[3]

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي رأى المسيح الدجال

نتائج الهجرة للحبشة

كانت الهجرة إلى الحبشة بمثابة حركة فتحت الآفاق للمستقبل أمام الدعوة الإسلامية، وخروجها من نطاق المدينة المنورة؛ فالداعية الذكيّ لا يحدّ دعوته زماناً ولا مكان، وإن لم يستجب له المَدعُوّون، فإنّه يُغيِّر مكان دعوته، ولا يتوقّف عنها، كما ساعدت الهجرة المسلمين في الثبات على دينهم، ليس ذلك وحسب، بل ساعدتهم أيضاً على نشر الإسلام في مكان غير مكّة المُكرَّمة، وللصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة منزلة عظيمة عند الله تعالى، ويتّضح ذلك من خلال حوار أسماء بنت عميس؛ وهي من المهاجرات إلى الحبشة، وبين عمر بن الخطّاب حين كانت زائرة عند حفصة بنت عمر، فدخل عمر عليهما، ولمّا عرف أنّها أسماء، قال لها إنّهم أحقّ برسول الله من الذين هاجروا إلى الحبشة، فغضبت وقالت: “ذَبْتَ يا عُمَرُ كَلَّا، وَاللَّهِ كُنْتُمْ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا في دَارِ، أَوْ في أَرْضِ البُعَدَاءِ البُغَضَاءِ في الحَبَشَةِ، وَذلكَ في اللهِ وفي رَسولِهِ”،[4] وأخبرت رسول الله بما دار بينهما من الحديث، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ليسَ بأَحَقَّ بي مِنكُمْ، وَلَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ، أَهْلَ السَّفِينَةِ، هِجْرَتَانِ“[4] فزاد الفرح في قلوبهم.[5]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

وهكذا نكون قد أجبنا على الصحابي الذي خرج على رأس المهاجرين الى الحبشة هو، وعرفنا ما هي الأسباب التي أدت بالمسلمين إلى الهجرة للحبشة، وعرفنا ما هي نتائج هذه الهجرة.

المراجع

[2]سورة العنكبوتالآية 562023-04-30
[4]صحيح مسلمأبي موسى الأشعري،مسلم،2503 ، صحيح.2023-04-30