ما المقصود بقران الفجر

ما المقصود بقران الفجر
ما المقصود بقران الفجر

ما المقصود بقران الفجر ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من الإجابة عليها، وقد أقسم الله عزّ وجلّ بوقت الفجر في لقرآن الكريم، وذلك كإشارةٍ لأهمية صلاة الفجر وأجرها العظيم، وأثرها العظيم في النفس، وقد ورد في الحديث الشريف أنّ÷ من صلّى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله في ذلك اليوم، وفي هذا المقال سنعرف ما هو قرآن الفجر الذي ذكر في القرآن الكريم.

ما المقصود بقران الفجر

يقول المفسرون أنّ قرآن الفجر هو تلاوة القرآن الكريم في صلاة الفجر، وقراءة القرآن في الصلاة هو أحد أركانها الأساسية، وجاء ذكر قرآن الفجر في قوله تعالى: “إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”[1]، أيّ أنّ صلاة الفجر مشهودة؛ أي تشهدها ملائكة الليل والنّهار، إذْ تجتمع الملائكة في صلاة الصّبح، وقد خُصّت صلاة الفجر بالذّكر في القرآن الكريم؛ لأنّها تُصلّى بقراءة جهريّة للقرآن الكريم، كما أنّها أطول من باقي الصّلوات، فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في صلاة الصّبح ما يقارب ستين آية أو مئة آية، وقد يقرأ سورة السجدة كاملةً في ركعةٍ واحدةٍ، أو سورة الرّوم، وكذلك كان يقرأ سورة التّكوير وسورة ق.[2]

شاهد أيضًا: آداب تلاوة القرآن الكريم

فضل قراءة القرآن الكريم وقت الفجر

يُستحسَن قراءة القرآن الكريم في كل وقتٍ وحين، إلّا أنّ وقت الفجر أفضلها، وذلك للفضل العظيم الذي يعود على المسلم بقراءة القرآن في هذا الوقت، حيث بيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ صلاة الفجر من الصلوات التي تشهدها ملائكة اللّيل وملائكة النهار، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الفَجْرِ”[3] لِذا يُستحَبّ للمسلم الإطالة في قراءة القرآن في صلاة الفجر حتى تكون قراءته ممّا تشهده الملائكة له كما قال الله تعالى: “وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا”[1] وتجدر الإشارة إلى أنّ المقصود بقرآن الفجر في الآية السابقة؛ أي ما يُقرَأ من القرآن في صلاة الفجر، وقد حثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الذكر بعد أداء صلاة الفجر بقوله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ”[4] وبذلك تكون قراءة القرآن الكريم في وقت الفجر سبباً في نيل أجر حجّةٍ وعمرةٍ تامّتَين؛ لِأنّ أفضل الذكر وأحسنه قراءة القرآن الكريم.[5]

شاهد أيضًا: فضل تلاوة القرآن الكريم

أفضل وقت لقراءة القرآن

لا تنحصر قراءة القرآن الكريم بوقتٍ معيّنٍ، فللمسلم أن يقرأه متى شاء، ولكن هناك عدّة آراءٍ بأفضل وقتٍ لقراءته؛ فقال ابن الصلاح والسيّد قُطُب رحمهما الله وغيرهم من العلماء والمفسّرين: إن أحسن الأوقات لقراءة القرآن الكريم وقت الفجر، واستدلّوا على ذلك بقول الله تعالى: “أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا”[1]، وباستفتاح اليوم بقراءة القرآن وذكر الله تعالى تحصل السّكينة والطمأنينة والتوفيق من الله تعالى في الأمور كلها، ويرى الإمام النوويّ رحمه الله أهميّة الحرص على تلاوة القرآن الكريم بالليل، لقوله تعالى: “مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ”[6]، ولما جاء عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قام بعشْرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافلينَ، ومَن قام بمئةِ آيةٍ كُتِب مِن القانتينَ، ومَن قام بألفِ آيةٍ كُتِب مِن المقنطِرينَ”[7] وقيام الليل يشتمل على الصلاة، وقراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، ويقول الإمام ابن باز رحمه الله إن الأفضل لقراءة القرآن أن يتحرّى المسلم الأوقات التي يكون فيها قلبه وذهنه حاضراً غير مشغول، ووقته فيها أفرغ من غيرها؛ ليستطيع تدبّره وفهم معانيه، فليس لقراءة القرآن وقتٌ محدّدٌ؛ لأن الناس يتباينون ويختلفون في ذلك، فمن كانت جميع أوقاته ميسّرة فوقت الليل أفضل؛ لأنّه أجمع للقلب، قال تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا”[8] أو بعد صلاة الفجر قبل الانشغال بأمور الدنيا وهمومها.[9]

وهكذا نكون قد اجبنا على السؤال ما المقصود بقران الفجر، وتعرّفنا كذلك على فضل قراءة القرآن الكريم وقت الفجر، وأخيرًا تعرّفنا أفضل وقت لقراءة القرآن الكريم وهو وقت الفجر.

المراجع

[1]سورة الإسراء الآية 78
[3]صحيح البخاريأبي هريرة،البخاري، 648، صحيح.
[4]صحيح الجامعأنس بن مالك، الألباني،6346، صحيح.
[6]سورة آل عمران الآية 113
[7]صحيح الترغيب،عبد الله بن عمرو،الألباني،639، حسن صحيح.