بعد السعي ماذا يفعل المعتمر

بعد السعي ماذا يفعل المعتمر
بعد السعي ماذا يفعل المعتمر

بعد السعي ماذا يفعل المعتمر ؟ سؤالٌ يبحث عنه المسلمون، ومن المعلوم أنَّ معرفة الإجابة عليه أمرٌ مهمٌ للمسلم لا سيَما لمن أراد أداء مناسك العمرة، وفي هذا المقال سيتمُّ الإجابة على هذا السؤال المطروح، كما سيتمُّ بيان مكان السعي وكيفيته، ثمَّ سيتمُّ ذكر شروط السعي في الحجِّ والعمرة.

بعد السعي ماذا يفعل المعتمر

يلزم المسلم بعد انتهائه من السعي أن يقصِّر شعره أو يحلق إن كان رجلًا، والحلق له أفضل؛ إذ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة، إلا من كانت عمرته عمرة تمتع فالأفضل له التقصير دون الحلق، لما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:”من لم يكن معه هدي فليطف بالبيت وبين الصفا والمروة وليقصر وليحلل”، أمَّا المرأة فيلزمها تقصير شعرها قيد أنملة.[1]

شاهد أيضًا: أدعية السعي بين الصفا والمروة

مكان السعي وكيفيته

حيث يسعى المعتمر بين جبيلين اسمهما الصفا والمروة، ويسعى بينهما سبعة أشواطٍ، يبدأ من جبل الصفا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به”، فيصعد عليه حتى يرى البيت ويستقبل القبلة وعندها يوحّد الله -تعالى- ويكبّره، ويحمده، ويردد هذا الدعاء: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصرعبده، وهزم الأحزاب وحده”، ثلاث مرات، ويرفع يديه ويدعو بما تيسر ويسأل الله من خيّري الدنيا والآخرة، بعد ذلك ينزل إلى المروة؛ فيمشي حتى يصل إلى أوّل علم أخضر، ويسعى الرجل بشكل سريع يميل إلى الركض إن أمكن ذلك دون التسبب بالأذى لأحد؛ لما رواه جابر -رضي الله عنه- عن صفة سعي النبي -عليه السلام- قال: “ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى” وإذا وصل الساعي إلى العلم الأخضر الثاني توقّف عن الركض أو ما يُعرَف بالرمل، ومشى مشياً عادياً حتى يصل إلى المروة؛ فيصعد عليها حتى يرى البيت، ويستقبل القبلة ويدعو ويقول ويفعل كما فعل على الصفا، أمّا بالنسبة للمرأة فقد أجمع الفقهاء على عدم مشروعية رملها لا في الطواف ولا في السعي، وذلك خوفاً من أن تنكشف عورتها في مكان يتزاحم فيه الرجال.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز العمره بدون محرم

شروط السعي

بعد بيان الإجابة على سؤال بعد السعي ماذا يفعل المعتمر، سيتمُّ بيان شروط السعي، حيث أنَّ هناك عدة شروط لا بدَّ من أن تتوفر في السعي حتى يكون صحيحاً، ومنها ما يأتي:[3]

  • قطع المسافة كاملة بين الصفا والمروة في كل شوط؛ لأنَّ الساعي إذا لم يقطعها كاملة سعيه غير صحيح باتّفاق فقهاء المذاهب الأربعة، وقد استدلوا على ذلك بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ)، ولأنّ المسافة بين الصفا والمروة محدّدة من قبل الشرع فلا يجوز الانتقاص منها.
  • مراعاة الترتيب في السعي بحيث يبدأ الساعي بالصفا ويختم بالمروة، وإذا بدأ بالمروة ألغى الشوط، وذلك باتّفاق فقهاء المذاهب الأربعة، وقد استدلوا على ذلك بحديث جابر -رضي الله عنه- الذي وصف فيه حجّ النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال: “فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، … ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ”، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به”،وقد بدأ الله -تعالى- بالصفا في سورة البقرة.
  • إتمام سبعة أشواط، وقد اتفق أصحاب المذاهب الأربعة أنَّ الذهاب من الصفا إلى المروة يُعَّد شوطاً، والرجوع من المروة إلى الصفا يُعَّد شوطاً آخر، وقد استدلوا على ذلك بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه-: “سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: عن رَجُلٍ طَافَ بالبَيْتِ في عُمْرَةٍ، ولَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ أَيَأْتي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَطَافَ بالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطَافَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ سَبْعًا: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”، كما أنَّ الإنقاص من عدد الأشواط المحددة شرعاً يبطلها كما يُبطل الصلاة الإنقاص من عدد ركعاتها، وهو ما عليه عمل الناس.
  • تقديم الطواف على السعي، وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على ذلك، وقد نُقل الإجماع على ذلك، وقد استدلّوا على ذلك بما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ في الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، ومَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ”، كما أنَّ عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت في حجّها لم تسعَ مع أنّه يجوز السعي دون طهارة، لكن الذي يظهر أنها لم تسعَ لأنه يجب أن يتقدّم الطواف سعي، وقد قالت: “فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ، ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ”.
  • الموالاة والترتيب بين أشواط السعي، وقد تعددت أقوال الفقهاء في هذا الشرط على قولين:
    • القول الأول: عدم اشتراط الموالاة، وهو ما ذهب إليه الحنفية والشافعية ورواية عن أحمد، وهو اختيار ابن قدامة، وابن باز، وقد استدلوا على ذلك بأنَّ مُسمّى السعي يحصل سواء كانت الأشواط متوالية أو متفّرقة، وأنَّ السعي نُسُك لا يتعلّق بالبيت؛ فلا يشترط له الموالاة كالرمي والحلق
    • القول الثاني: اشتراط الموالاة بين أشواط السعي، وهو ما ذهب إليه المالكية، والحنابلة، وهو اختيار ابن عثيمين، وقد استدلوا على ذلك بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كان سعيه متوالياً، كما أنَّ السعي عبادة واحدة؛ فيشترط له الموالاة كما في الطواف والصلاة.
  • وقد اشترط الإمام أحمد بن حبل شروطًا زائدة، وهي:[4]
    • النية.
    • العقل.
    • المشي للقادر عليه.

شاهد أيضًا: ما يقال في السعي بين الصفا والمروة

سنن السعي

في الفقرة الأخيرة من مقال بعد السعي ماذا يفعل المعتمر، سيتمُّ ذكر سنن السعي، حيث أنَّ هناك عددًا من السنن التي يُستحب للمسلم فعلها خلال السعي بين الصفا والمروة، وفيما يأتي ذكرها:[5]

  • المحافظة على الطهارة إن تيسّر ذلك.
  • استلام الحجر الأسود قبل البدء بالسعي.
  • قراءة قوله -تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ}، عند الاقتراب من الصفا مرّة واحدة. قول: “أبدأ بما بدأ الله -تعالى- به”، عند الصعود إلى الصفا.
  • استقبال القبلة والذكر والدعاء، وتكرار الدعاء المأثور ثلاث مرّات عند الوقوف على الصفا والمروة.
  • المشي على الرجلين بين الصفا والمروة، ولا يجوز الركوب إلّا إذا دعت إلى ذلك حاجة، ويفعل على المروة ما فعل على الصفا.
  • الرمل أو الهرولة بين العلمين الأخضرين، وذلك خاص بالرجال ولا يُسَّن للنساء.
  • قراءة ما تيسّر من الأذكار والأدعية الواردة في الكتاب الكريم والسنّة النبويّة أثناء السعي. التكبير، ويُندب أيضاً أن يصعد الساعي إلى الصفا والمروة ويرى الكعبة، ويُكَبِّر ويُهَلِّل ثلاث مرات، ويقول: “الله أكبر على ما هدانا”.

شاهد أيضًا: دعاء دخول مكة المكرمة للعمرة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال بعد السعي ماذا يفعل المعتمر؟ كما تمَّ بيان مكان السعي وطريقته، ثمَّ ذكر شروطه وسننه.

المراجع

[2]مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، سعيد القحطاني، ص413-416https://al-maktaba.org/book/34026/414#p116/5/5021
[3]dorar.netشروط السعي16/5/2021
[4]الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، ص597https://al-maktaba.org/book/9849/595#p116/5/2021
[5]موسوعة الفقه الإسلامي، محمد التويجري، ص296-297https://al-maktaba.org/book/32292/1850#p116/5/2021