هل يجوز العمره بدون محرم

هل يجوز العمره بدون محرم ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من الإجابة عليها، فقد شُرعت العمرةُ كعبادةٍ روحية ينتقل بها المسلم من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، فيَتّصلُ بخالِقه مُباشرةً، وهي تؤدّى في أيّ وقتٍ من أوقات السنة ما، فإذا نوى المسلم العمرة وانتقل إليها لزمه القيام بأعمالٍ وأمور مخصوصة، وتختلف هذه الأعمال في أهميّتها ولزومها للمسلم. للعُمرة مجموعةٌ من الأركان والواجبات والشروط والسُنن منها وجود المحرّم للنساء في العمرة، فهل تصح عمرة المرأة دون وجود مُحرم.

هل يجوز العمره بدون محرم

في الإجابة عن السؤال هل يجوز العمره بدون محرم، فهناك خلاف بين علماء المسلمين فقد قال بعض العلماء أنّها مُباحة إذا ما كانت تلك العمرة هي عُمرة الإسلام الواجبة، وكذلك هي مُباحة إذا آمنت المرأة الرفقة في السّفر، وأمّا عن عمرة التطوع فقد ذهب بعض العلماء إلى القول بجواز سفرها دون محرم لأنّه سفر طاعة، أمّا عن جمهور العلماء فقد ذهبوا إلى القول بعدم جواز سفر المرأة دون مُحرم لأيّ أمر كان، وهو القول الأرجح بين العلماء.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء

أركان العمرة

اختلَفَ الفُقهاء في أركان العمرة على ثلاثة أقوال، فبينما اعتبَرَ بعضُ الفُقهاء أركاناً ألغاها آخرون واعتبروها شروطًا من شُروط العُمرة أو واجباتٍ لها، وأضاف آخرون شروطًا لم يشترطها غيرهم من الفقهاء، وفي الآتي أركان العمرة المُتّفق والمُختلف فيها عندَ الفقهاء:[2]

• الإحرام: الإحرام يكون من الميقاتِ المكاني الذي حدّدهُ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وذلك لمَن مرَّ بذلك الميقات أو مرَّ بمُحاذاته، وقد ذهب فُقهاء المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ الإحرام من أركان العمرة، في حين يرى فقهاء الحنفية أنّ الإحرام شرطٌ من شروطها لا رُكنًا من أركانها.
• الطواف في الكعبة المشرّفة سبعة أشواط: وكون ابتداءُ الطّواف من الحجر الأسود والانتهاء به في كلّ شوط، وهو ركن باتّفاق الفُقهاء الأربعة أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وهو الركن الوَحيد عند الحنفيّة فَلم يَعتبروا غيره أركانًا للعمرة، فمن اعتمر ولم يطُف لم تُقبل عمرته، وذلك لقولِ الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: “وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ”[3]، إلّا أنّ الحنفيّة اعتبروا أنَّ ركن الطواف مُعظمه لا جميعه، فإن طاف المُعتمر أربعة أشواطٍ أجزأ ذلك وقُبلت عُمرته، والتمام سبعة أشواط.
• السعي بين الصفا والمروة: ذلك بأن يَسعى المُعتمر سبعة اشواط ابتداءً من الصّفا وانتهاءً بالمروة، وقد اتّفق الفُقهاء كذلك على ركنيّة السعي، وأنّ من اعتمر ولم يسعَ لم تُقبل عمرته، باستثناء الحنفيّة الذين اعتبروا السعي واجبًا من واجبات العُمرة لا ركنًا من أركانها، ومن المَعلوم أنّ الحنفية يُفرقون بين الرُّكن والواجب من حيث القوة.
• الحلق أو التقصير: قال الشافعيّةُ بركنيّة الحلق، وخالفهم بقيّة الفُقهاء فلم يَعدوه ركنًا.

شاهد أيضًا: حكم لبس الشراب في العمرة للنساء

حكم العمرة في الإسلام

بعد معرفة الإجابة على السؤال هل يجوز العمره بدون محرم، سنتحدّث عن حُكم العمرة، وفيها آراء عدّة، فمن الفقهاء من رآها واجبة، ومنهم من رأى أنّها سنّة مؤكدة وليست واجبة، وفيما يأتي بيان ما ذهب إليه من استدّل عليه كل من الفرقاء:[4]

• قال فقهاء الحنفية أنّ العمرة واجبة على كل من المسلمين مرّة في عُمره، وذلك في حال وجود سبيل إليها، ومن المعروف أنّ الواجب عند الحنفية أدنى درجةً من الفرض وأعلى من السنة من حيث المَكانة والأهميّة.
• قال علماء الشافعية والحنابلة أنّ العمرة فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ مكلَّفٍ مرّةً واحدةً في حياته، وقد استدلّوا على ما ذهبوا إليه بقول الله سبحانه وتعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”[5]، وكذلك بما رُوي عن أمّ المُؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: “يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهِنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحَجُّ والعُمرةُ”.[6]
• قال علماء الحنفيّة والمالكية في الراجح عندهم أنّ العُمرة تُعدّ سنّة مؤكدة ولا تجب على المسلم، وينبغي على المسلم أداؤها مرةً واحدةً في العمر على الأقل، وقد استدلّ أصحاب هذا القول على قولهم بما يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ؟ قال: لا، وأنْ تَعتمِروا هوَ أفضلُ”.[7]

شاهد أيضًا: كيفية اداء العمرة للنساء .. طريقة أداء مناسك العمرة للنساء خطوة بخطوة

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل يجوز العمره بدون محرم، وتحدّثنا عن أركان العمرة في الإسلام، وعرفنا كذلك أحكام العمرة في الإسلام وما أقوال الأئمة الأربعة في حكمها.