ما الذي يصرف الناس عن الفطرة الصحيحة مع الدليل

ما الذي يصرف الناس عن الفطرة السليمة مع الدليل

ما الذي يصرف الناس عن الفطرة الصحيحة مع الدليل ؟ هو الموضوع الذي سيناقشه هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفطرة تعني ما جُبِل عليه الإنسان وهو الخُلق والطبع السويّ، وكلّ مولودٍ يولَد على الفطرة ثم تتحكم به البيئة المحيطة والمجتمع والتربية، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ”،[1] فيولد الإنسان على فطرة السليمة والطفل الذي يموت على الفطرة قبل البلوغ يموت على الإسلام ويدخل الجنة مع المسلمين.[2]

سبل حماية الفطرة الصحيحة

الفطرة هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها وجعلوهم مفطورين عليها وعلى محبة الخير وإيثاره وكراهية الشر ودفعه وفطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير والإخلاص لله والتقرب إليه، هذا ما قاله الشيخ سعدي في تعريف الفطرة، وحتى يحافظ العبد على فطرته السليمة عليه أن يبتعد عن كلّ ما يشوبها أو يشوهها من انحرافٍ أو معتقدات مضلّلة فيستعين بربه ويطلب منه التوفيق والسداد فالإنسان بفطرته مهما كان دينه يلجأ لرب العالمين عند الجزع أو الخوف ويطلب منه العون والنجاة، وللحفاظ على الفطرة السليمة لابدّ من الحرص على الاستقامة والأعمال الصالحة وفعل الخير والابتعاد عن كل ما يقابلها من أعمل تخالف فطرة الإنسان من شرك وعبادة غير الله والابتعاد عن الضلالات والانحراف[3]

ما الذي يصرف الناس عن الفطرة السليمة مع الدليل

ما الذي يصرف الناس عن الفطرة السليمة مع الدليل ؟ المؤثرات المحيطة بالمرء هي التي تؤثر على فطرته فالبيئة والمجتمع والتربية والتعليم كلها عوامل تؤثر على الفطرة السليمة فإما أن تحفظها أو تشوهها، والفطرة السليمة لا يمكن أن تزول إنما تتغطى بالكفر والشرك والانحراف يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ مَولودٍ وُلِدَ على الفِطرَةِ، فأَبَواه يُهَوِّدانِه، ويُنَصِّرانِه، مِثْلَ الأَنعامِ، تُنتَجُ صِحاحًا، فيُبَتِّكون آذانَها”،[4] والذي يصرف الناس عن الفطرة هو الشرك ودليل ذلك قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}،[5] وكذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: كان بينَ نوحٍ وآدَمَ عشَرةُ قُرونٍ، كُلُّهم على شَريعةٍ مِن الحقِّ، فاختَلَفوا، فبعَثَ اللهُ النَّبيِّينَ مُبشِّرينَ ومُنذِرين”،[6] فالأصل أن الأنسان مخلوقٌ على الإيمان بربه والعوامل المحيطة هي التي تشوب هذه الفطرة وتشوهها فإن سعى الإنسان لإزالة هذه العوارض وبحث عن فطرته عاد لربه وآمن به.[7]

شاهد أيضًا: الفرق بين الكفر والشرك

لماذا كان التوحيد سببا للتمكين في الأرض

بعد الحديث عن ما الذي يصرف الناس عن الفطرة السليمة مع الدليل لابدّ من الإجابة عن سؤال لماذا كان التوحيد سبباً للتمكين في الأرض ؟ التمكين للموحدين في الأرض وعدٌ من الله كما جاء في كتابه الكريم قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الفاسقون}،[8] فالإيمان بالله وتوحيده وطاعته يعطي المؤمن قوّة ونفوذ وتمكين في الأرض فلابدّ من الجهاد وقتال أعداء الدين لأعلاء كلمة الحقّ والدعوة للتوحيد وعبادة الله وحده، والتوحيد من فطرة العباد يخلقون عليه وهو الغاية من خلق الله لعباده.[9]

شاهد أيضًا: كيف حمى النبي التوحيد

ما الذي يصرف الناس عن الفطرة السليمة مع الدليل هو الموضوع الذي ناقشه هذا المقال وتحدّث عن سبل حماية الفطرة الصحيحة ولماذا كان التوحيد سبباً للتمكين في الأرض.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/٢٦٥٨/صحيح
  2. ^ binbaz.org.sa , ماهي الفطرة التي يولد المولود عليها؟ , 04/02/2021
  3. ^ binbaz.org.sa , كيفية المحافظة على الفطرة من الانحراف , 04/02/2021
  4. ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/أبو هريرة/٧٧٩٥/إسناده صحيح
  5. ^ سورة البقرة , الآية 213
  6. ^ تخريج شرح الطحاوية , شعيب الأرناؤوط/عبدالله بن عباس/425/صحيح
  7. ^ islamweb.net , الإسلام دين الفطرة , 04/02/2021
  8. ^ سورة النور , الآية ٥٥
  9. ^ alukah.net , أهمية التوحيد وثمراته , 04/02/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *