معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين برسالة التّوحيد ليأمروا النّاس بالسّير على طريق الحقّ وطريق عبادة الله تعالى وطاعته وتجنّب معصيته وكانت آخر رسالةٍ سماويّةٍ نزلت على رسول الله محمّد عليه الصّلاة والسّلام فكان خاتم الأنبياء ورسالته آخر الرّسائل وهي باقيةٌ خالدةٌ ليوم القيامة وفيما يأتي من هذا المقال سترد معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.[1]

الأنبياء والرسل

قبل الخوض في ذكر معلومات عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، لا بدّ من الخوض في الحديث عن الأنبياء والرّسل، فالرّسول هو من أمر ببلاغ ما قد أوحي له، وأمّا النبيّ فهو من أوحي له ولم يؤمر بالبلاغ، ويقال أيضًا أنّ الرسول هو من يبعث إلى الأمّة مستقلاً، وأمّا النبي فهو من كان تابعًا لغيره من الأنبياء والرسل، كأنبياء بني إسرائيل، وكذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عدد الأنبياء والرّسل لم يثبت ذكره لا في الكتاب ولا في السنّة، ولكن يروى أنّ الرسل هم ثلاثمئة وبضعة عشر، والأنبياء هم مئة ألف وأربعة وعشرين ألف، وهي روايةٌ ضعيفة وليست ثابتة، وإنّما ما يثبت أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم .[2]

معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

إنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد أرسله الخالق سبحانه رحمة للعالمين كافة، فلم يقتصر نزوله على قومٍ أو أمّةٍ معينةٍ دونما غيرها، وإنّما كانت رسالته للعالمين، ونزولًا عند ذلك قد يجول في خاطر المرء البحث عن معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو ما سيجده جملةً وتفصيلاً في هذا المقال.

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

وُلِد النبي محمد عليه الصلاة والسلام من زواجٍ شرعيٍّ وثابتٍ لأمّه آمنة بنت وهب وأبيه عبدالله بن عبد المطّلب  وقد كان نسبه يصل للنّبيّ إسماعيل عليه السّلام بن إبراهيم عليه السّلام وبذلك فإنّ محمد صلّى الله عليه وسلّم هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشمٍ بن عبد منافٍ بن قصيّ بن كلابٍ بن مرّة بن كعبٍ بن لؤيّ بن غالبٍ بن فهرٍ بن مالكٍ بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وعدنان هو من بني النّبيّ إسماعيل عليه السّلام فهو من ذرّيّته والله أعلم.[3]

أحداث ما قبل مولد النبي

ظهرت عدّة علاماتٍ وبشاراتٍ تنبّئ بقدوم نبيٍّ ورسولٍ للعالم ينير ظلماته ويدلّه على طرق الحقّ والهداية وطريق عبادة الله الواحد الأحد ومن بشارات مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم:[4]

  • حادثة الفيل: حين عزم أبرهة الأشرم على غزو مكّة المكرّمة وهدم الكعبة ومحو أثرها فأنزل الله به وبجنوده العذاب أن أرسل لهم طيوراً تحمل أحجاراً من جهنّم وأبادهم جميعاً وفي نفس العام الّذي وقعت فيه هذه الحادثة وُلِد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.
  •  رؤية والدة النّبيّ لنورٍ يخرج من بطنها في الحلم وهي حاملٌ وقد أضاءت منه قصور الشّام وبصرى وقد وصفت حملها بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بأنّه كان سهلاً يسيراً لم تلق منه أيّ معاناةٍ أو مشقّة.
  •  ظهور نجم أحمد الّذي استدلّت به اليهود وأحبارها على مولد النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وهذا النّجم مميّزٌ بخصائص وصفاتٍ تختلف عن باقي النّجوم وقد كان مذكوراً بالتّوراة الّذي نزلت على عيسى عليه السّلام والّتي بشرّت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • كذلك وردت بعض العلامات لولادة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ولكن إسنادها ضعيفٌ وغير ثابتٍ والله أعلم.

مولد النبي عليه الصلاة والسلام

ولد النبي عليه الصلاة والسلام في مكّة المكرّمة في عام الفيل وذلك ثابتٌ في السّنّة النّبويّة الشّريفة، وقد اختلف العلماء في تحديد يوم مولده وأغلب آراء العلماء تذهب إلى أنّ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان في نهار يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل وفي السّنة خمسمائة وواحدٍ وسبعين للميلاد، وقد ولد عليه الصّلاة والسّلام في بيت محمّد بن يوسف الثّقفيّ على يد الشّفا أمّ عبد الرّحمن بن عوفٍ وخرج نورٌ عند ولادته أضاء الدّار كلّها لكنّه ولد يتيم الأب فقد مات والده عبد الله بن عبدالمطّلب وكان مازال جنيناً في بطن أمّه عليه الصّلاة والسّلام والله أعلم.[5]

حياة النبي قبل النبوة

لقد ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وبعد ولادته أرسلوه إلى أرض بني سعدٍ لتحتضنه مرضعته حليمة السّعديّة فحلّت عليها وعلى زوجها وبنيها البركة والخير الكثير بمجيئه عليه الصّلاة والسّلام وتربّى في أحضانها حتّى بلغ أربع سنواتٍ ثمّ عاد لأحضان أمّه ينهل من حنانها وحبّها حتّى بلغ السّادسة من عمره وقرّرت آمنة زيارة قبر زوجها عبد الله في يثرب لتوافيها المنيّة وهي في طريق عودتها في الأبواء وتدفن فيها، فعاد النّبيّ من يثرب يتيم الأب والأمّ ليحتضنه جدّه عبد المطّلب و يكرمه ويقدّمه على أولاده ومن بعد وفاة جدّه وهو في عمر ثمان سنواتٍ أخذه عمّه أبو طالبٍ بعد أن أوصاه والده بذلك فضمّه لأولاده واختصّه بمكانةٍ وحبٍّ عظيمين وعندما شبّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عمل مع عمّه أبو طالب وأولاده في رعاية الأغنام ومن ثمّ التّجارة مع السّيّدة خديجة  بنت خويلد وقد اشتهر في مكّة المكرّمة بصدقه وأمانته وبركته الّتي تحلّ أينما توجّه وذهب فكان له شأنٌ عظيمٌ في قومه، وقد أحاطت بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام العناية والرّعاية الإلهيّة فكان معصوماً عن عبادة الأصنام مستنكراً لأفعال قومه في الجاهليّة من شرب الخمر والسّمر مع النّساء وغيرها من أفعال الجاهليّة كذلك قام  النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمشاركة في بناء الكعبة المشرّفة، وعند بلوغ النّبيّ عشرين عاماً تزوّج بخديجة بنت خويلد الّتي كان يعمل بالتّجارة في مالها فرأت منه الزّيادة والبركة في مالها ورأت مدى أمانته وصدقه معها ورغبت بالزّواج منه ووافق عليه الصّلاة والسّلام وتمّ هذا الزّواج وأنجبت له السّيّدة خديجة الأبناء والبنات وكان يجمعهما حبٌّ عظيم، وكان عليه الصّلاة والسّلام كثير الاعتزال والاختلاء للتّفكّر في المخلوقات وفي السّموات والأرض وما عليهما واهتدى إلى أنّ لهذا الكون خالقٌ واحدٌ يستحقّ العبادة والطّاعة جلّ وعلا وظلّ على هذا الحال حتّى بلغ الأربعين من عمره ولتكون هذه الفترة نقطة تحوّلٍ في حياته وبدءً لمرحلةٍ جديدةٍ في عمره عليه الصّلاة والسّلام.[6]

أسماء النبي وألقابه

تعددت أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وألقابه وكانت دليلاً على صفاته وأخلاقه الحميدة وعلوّ شأنه وقدره عند الله تعالى وعند عباده ومن أسمائه عليه الصّلاة والسّلام:[7]

  • محمد أو أحمد:  ومعنى هذا الاسم هو الإنسان كثير الصّفات والخصال المحمودة والمستحبّة وقد ذكر في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة.
  • الماحي: وقد ذكر في حديثٍ ثابتٍ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم و يدل هذا الاسم على أنّ الكفر يمحى على يد النبي عليه الصلاة والسلام.
  • العاقب: ودلالة هذا الاسم أنّ النّبي هو خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبيّ أو رسول بعده ورسالته هي آخر الرّسالات السّماويّة.
  • الحاشر: فعلى قدم النّبي تحشر المخلوقات والنّاس يوم القيامة وقد ثبت ذلك في السنّة النّبويّة.
  • نبيّ الرّحمة: وسمّي بهذا الاسم لأنّه عليه الصّلاة والسّلام كان رحيماً بمن حوله من الصّغار والكبار وحتى الحيوانات والأشجار وقد أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين.
  • البشير والنّذير: فهو من يبشر من أطاع الله تعالى فيما أمر بالنّعيم والجنان وينذر العاصين والكفّار بالعذاب في الآخرة.
  • وله من الأسماء أيضاً الأمين والمتوكّل والمقفي ونبيّ الملحمة ونبيّ التّوبة والسّراج المنير و المصطفى والمختار وكل أسمائه استحقّها عليه الصّلاة والسّلام لكمال أخلاقه وصفاته وحسنها والله أعلم.

أسماء زوجات النبي

أحلّ الله تعالى للنّبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم أن يتزوّج ما شاء من النّاس وكان هذا مخصوصاً بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم دون غيره من الرّجال وكان له من الأزواج إحدى عشرة زوجة وأسمائهنّ هي:[8]

  • أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين سودة بنت زمعه رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطّاب رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين أمّ سلمة هند بنت أبي أميّة المخزوميّة رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلاليّة رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين صفيّة بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.
  • أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها.
  • وكنّ من أتقى وأصلح النّساء في عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام وقد نهلن من علمه وأطعن خالقهنّ ورسوله واستحقين الجنان بالآخرة والله أعلم.

أسماء أبناء النبي

إنّ الخوض في ذكر معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي وجوبًا ذكر أسماء أولاده، فقد كان للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلم من الأبناء الذّكور ثلاثة وهم:[9]

  • القاسم: وقد كني به عليه الصّلاة والسّلام لأنّه ابنه الأوّل وقد ولد من السيّدة خديجة رضي الله عنها بمكة المكرّمة قبل البعثة النبويّة وتوفّي وعمره سنتين فقط.
  • عبد الله: وهو الابن الثاني للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو من السيّدة خديجة أيضاً وقد ولدته بعد البعثة النّبويّة ولقّب بالطّيّب والطّاهر وقد توفّي صغيراً.
  • إبراهيم: ولد بعد الهجرة النّبوية بثمان سنوات وأمّه هي جارية النّبي عليه الصّلاة والسّلام ماريا القبطية وتوفي صغيراً في السّنة العاشرة للهجرة، ولله حكمةٌ من وفاة أبناء النّبي من الذّكور والله تعالى أعلم بذلك.

أسماء بنات النبي

وكذلك ذكر بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا بدّ منه، فللنبي صلى الله عليه وسلم سبعة أبناء ثلاثة ذكور وأربعة إناث كلهنّ من السّيدة خديجة رضي الله عنها وأسماء بناته هي:[10]

  • زينب بنت محمد رضي الله عنها وهي البكر له عليه الصّلاة والسّلام تزوّجت من أبي العاص بن الرّبيع وهو ابن خالتها.
  • رقيّة بنت محمّد رضي الله عنها وكان زوجها عثمان بن عفّان رضي الله عنه وأرضاه.
  • أمّ كلثوم بنت محمّد رضي الله عنها وقد تزوجها عثمان بن عفّان بعد وفاة أختها رقيّة رضي الله عنهما.
  • فاطمة بنت محمّد رضي الله عنها كانت أكثر النّاس قرباً من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وأكثرهم شبهاً له وتزوّجت من عليّ ين أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وقد آمنت جميع بناته مع والدتهن وتوفين قبله عليه الصّلاة والسّلام إلّا فاطمة توفيت بعد النّبي بستة أشهر فقط والله أعلم.

أسماء أحفاد النبي

تزوّجت بنات النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم خير الرّجال وأتقاهم من الصّحابة الكرام وقد رزقهن الله تعالى بالأولاد من الذّكور والإناث وأسماء أحفاد النّبي عليه الصّلاة والسّلام هي:[11]

  • أمامة وعلي وهم أحفاد الرسول من ابنته زينب رضي الله عنها وقد توّفي علياً وهو صغير وتربّت أمامة في كنف جدّها النّبي عليه الصّلاة والسّلام.
  • الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم ومحسن وهم أبناء فاطمة رضي الله عنها  حسبما جاء في الأثر أن محسناً مات وهو صغير.
  • عبد الله وهو ابن رقيّة رضي الله عنها وتوفي وهو ابن ست سنوات والله أعلم.

صفات النبي الخلقية والخُلقية

خلق الله تعالى النّبي محمّد صلى الله عليه وسلّم مميّزاً في خلقه وخلقه حيث له من الاخلاق أحسنها وأكملها فكان طيّب اللسان والممشى وكان شجاعاً كريماً أميناً صادقاً حليماً رحيماً بالصّغار والكبار عطوفاً حنوناً كثير العفو والصّفح والمسامحة كما عرف بمروءته وحسن جواره وصدق عهده وكلامه وكان سديد الرأي، ولم يملك أيّ صفةٍ أو خلقٍ سيء إطلاقاً فكان عليه الصّلاة والسّلام ذو خلقٍ عظيم كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم، أمّا صفاته الخلقية فقد وردت صفاته في الأحاديث النّبوية الشّريفة حيث جاء في وصف علي بن أبي طالب للنّبي عليه الصّلاة والسّلام قائلاً: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ضَخمَ الرَّأسِ عظيمَ العينينِ هَدبَ الأشفارِ قالَ حسنٌ : الشِّفارِ مُشرَبَ العينينِ بحُمرةٍ ، كثَّ اللِّحيةِ ، أزهرَ اللَّونِ شثنَ الكفَّينِ والقدمينِ إذا مشَى كأنَّما يمشي في صَعَدٍ قالَ حسنٌ : تَكَفَّأَ ، وإذا التفتَ التفتَ جميعًا”،[12] فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان من أجمل الناس وأحسنهم خلقاً وخلقاً حسن في صفاته الجسديّة وفي باطنه وأخلاقه صلّى الله عليه وسلّم.[13]

خدم وموالي النبي

الكثير من شباب العهد النّبوي نال شرف خدمة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم وملازمته مدّة من الزّمن وكان من أبرزهم زيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهما وأنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر الجهني وأسلم بن شريك وأبو ذرّ الغفاريّ وبلال الحبشيّ ووسعد مولى أبو بكر الصدّيق وأيمن بن عبيد رضي الله عنهم أجمعين وقد قاموا على حوائج النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في بيته ومسجده وسفره وترحاله وقد أخذوا عنه العلم في الديّن الإسلاميّ والفقه والقرآن خلال فترة خدمتهم للنّبيّ والله أعلم.[14]

صحابة النبي

إنّ الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين هم خير النّاس من الأمّة الإسلاميّة بعد الأنبياء والرّسل عليهم السّلام وقد كان لهم دورٌ كبير وفضلٌ عظيم في نشر الإسلام في أرجاء الأرض فهم السبّاقون الأوائل للإسلام وهم من حافظوا على رسالة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاته وقد ذكر فضلهم وعظيم مكانتهم في القرآن الكريم والسنّة النّبويّة الشّريفة، وقد كان حبّهم وإخلاصهم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مطلق فهم أكثر الناس جهاداً واجتهاداً في دين الإسلام  واتّبعوا الرّسول ومشوا على خطاه حتّى بعد مماته فخلفوه وانتهجوا هديه في بناء الدّولة الإسلاميّة ومن أبرز الصحابة الكرام أبو بكر الصّديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان وعلي ن أبي طالب وهم الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عنهم وأيضاً سعد بن معاذ وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود وغيرهم الكثير والكثير ممن أسلموا ورأوا النبي و جاهدوا معه واتّبعوه في خطاه رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم.[15]

العهد المكي

عندما نزل الوحي على النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم بدأت مرحلةً جديدةً في حياة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مرحلةً سيحمل فيها النّبي رسالة التّوحيد لينشرها بين قومه ويبثها للعالم أجمع وقد كثرت الاحداث في حياته في مكّة المكرّمة بعد أن أصبح نبيّاً ومن هذه الأحداث:

  • الدّعوة السريّة: أسرّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بأمرٍ من الله عز وجل الدّعوة مدّة ثلاث سنوات لتنمو للدّعوة جذورٌ متينة بين النّاس ليكون باستطاعة من أسلم محاربة الشّرك والكفر وتحمّل العذاب  ولحمايتها من الهلاك وثورة العرب على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حال أجهرها للعالم فأسلم خلال الدعوة السرّية أهل البيت وأقرب الصّحابة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وبدأ نور الإسلام بتخلّل بيوت الصّحابة شيئاً فشيئاً حتى أمر الله تعالى نبيّه بأن يجهر بدعوته بين قومه.[16]
  • الدعوة الجهرية: وبعد مرور ثلاث سنوات م الدعوة للإسلام سرّاً أمر الله تعالى نبيّه بأن يجاهر بها بين قومه و قبيلته فبدأ بدعوتهم وتبشيرهم وإنذارهم فمنهم من صدّق وآمن ومنهم من أعرض وأصرّ على كفره وشركه بالله تعالى وبدأ الكفّار بالتّعرض للمسلمين وتعذيبهم وإيذائهم، ولكنهم صبروا في سبيل دعوتهم إلى التوحيد، حتى وصل الأذى للرّسول عليه الصّلاة والسّلام فأذن الله تعالى للمسلمين بالخروج من مكّة المكرمّة تجنّباً للعذاب والهلاك من قبل الكفّار أعداء الإسلام والله أعلم.[17]

الهجرة النبوية

تغيّر بالهجرة النبويّة مسار الدّعوة الإسلاميّة وشهد تحوّلاً كبيراً وأحداثاً عظيمةً حدثت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمين جميعاً فقد أذن الله تعالى للمسلمين بأن يهاجروا من مكّة المكرّمة بعد أن اشتدّ عليهم العذاب والأذى من الكفّار والمشركين وكانت الهجرة إلى المدينة المنوّرة بعد أن أسلم أهلها ونصروا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه من المسلمين وقد هاجر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعد أن هاجر جميع المسلمين من مكّة ورافقه في رحلته صديقه وصاحبه أبو بكرٍ الصّدّيق وخرجوا من مكّة مع طلوع الفجر حتّى وصلوا إلى غار ثورٍ ومكثوا فيه ثلاث ليالٍ ثمّ أكملوا دربهم حتّى المدينة المنوّرة وشهد أبو بكرٍ الصّدّيق العديد من معجزات النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في طريق الهجرة وعند وصول النّبيّ لأعتاب المدينة المنوّرة استقبله أهلها خير استقبالٍ مستبشرين بقدومه طلوع فجرٍ جديدٍ على الأمّة والعالم بأكمله وقد بنى النّبيّ مسجد قباءٍ عند وصوله وآخى بين المهاجرين والأنصار وقسّم الخيرات فيما بينهم فكان الأنصار من المدينة خير الأخوة للمهاجرين واستقبولهم بفرحٍ وسرورٍ وشاركوهم أرزاقهم وطعامهم وشرابهم وبيوتهم ونالوا بذلك الأجر والشّأن العظيم في الإسلام والله أعلم.[18]

العهد المدني

انقسم العهد المدني بعد قدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إلى ثلاث مراحلٍ وخلال هذه المراحل تأسّست الدّولة الإسلاميّة  ووضعت ركائزها  والمراحل هي:[19]

  • المرحلة الأولى الّتي بدأت فيها الغزوات والتّصدّي للعدوان الخارجيّ ومحاربة الفتن الّتي اندلعت في داخل المجتمع الإسلاميّ والقضاء عليها.
  • المرحلة الثّانية الصّلح مع الكفّار وهو  صلح الحديبية وتوقّف الغزوات والبدء بإرسال البعثات الإسلاميّة لدعوة العالم للإسلام واستمرّ ذلك حتّى فتح مكّة المكرّمة.
  • المرحلة الثّالثة  هي دخول عددٍ كبيرٍ من النّاس للإسلام واستقبال الوفود الّتي أسلمت وانتهت هذه المرحلة بوفاة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.

فتح مكة

كان  فتح مكّة أو الفتح المبين هو يوم سقوط دولة الشّرك والكفر في شبه الجزيرة العربيّة واستعجل المسلمون في الاستعداد وفتح مكّة بسبب نقض قريشٍ لصلح الحديبية بينها وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعند دخول مكّة  المكرّمة قسّم النّبيّ جيشه من المسلمين ووزّعهم على الجهات الأربعة لمكّة لمنع المقاومة وإرغام المشركين على الاستسلام  ثمّ دخلها النّبيّ بكلّ تواضعٍ على دابّته وحطّم الأصنام الّتي كانت موزّعةً حول الكعبة المشرّفة وطاف بالبيت الحرام سبعة أشواطٍ ثمّ دخل إلى الكعبة وطهّرها وصلّى فيها ركعتين وأعلن بذلك فتحه لمكّة وسقوط الكفر والشّرك وقيام الدّولة الإسلاميّة في مكّة المكرّمة وازدهارها  وعفا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن المشركين وقال لهم أنّهم الطّلقاء وقد حاول واحدٌ من المشركين اغتيال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فأوحى الله تعالى لرسوله بذلك فأذاع الأمر بينهم فأسلم ذلك الرّجل فوراً وكان اسم هذا الرّجل فضالة بن عمير ونشر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام الإسلام وتعاليمه في مكّة المكرّمة وأصبحت جزءاً لا يتجزّأ من الدّولة الإسلاميّة العظيمة.[20]

معجزات النبي

إنّ الله تعالى يعطي كلّ نبيٍّ من أنبيائه عليهم السّلام معجزاتٍ وكراماتٍ دليلاً على أنّهم المختارون للنّبوّة وهم صفوة النّاس وأقربهم لله تعالى وقد كانت معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرةً جدّاً تجاوزت الألف معجزةّ وسيرد بعضٌ منها وهي:[21]

  • القرآن الكريم وهو أعظم المعجزات وهي خالدةٌ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وقد حفظها الله تعالى من التّغيير أو التّزوير والتّحريف إلى هذا اليوم.
  • حادثة الإسراء من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس وثمّ العرج للسّماء السّابعة في ليلةٍ واحدة.
  • انشقاق القمر للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.
  • حلول البركة والكثرة لكلّ ما هو قليلٌ بين يدي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.
  • تدفّق الماء من بين أصابعه صلّى الله عليه وسلّم ليشرب كلّ الجيش منه.
  • نزول الوحي بأخبارٍ وأحداثٍ من الغيب ستحصل منذ عهده وحتّى هذا اليوم.
  • أنين جذع النّخل عندما فارقه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من فرط شوقه إليه.
  • شفاء المرضى من أسقامهم.
  • تسليم الحجر على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكّة المكرّمة.

هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

إنّ الخوض في ذكر معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدفع إلى ذكر هديه في التعامل مع كلٍّ من زوجاته وأبتائه وبناته وأصحابه ومع الأسرى والمنافقين وغير المسلمين، وكذلك الأمر في ذكر هديه في التعامل مع أعدائه وخصومه.

هدي النبي في التعامل مع زوجاته

إنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير النّاس لأهله وقد اتّصفت علاقته بزوجاته بأنّها مبنيةٌ على المودّة والرّحمة والمحبّة فكان يساعدهنّ في أشغالهنّ وأعمالهنّ ويرعاهنّ عند المرض والتّعب ويداري حزنهنّ ويسعى لجبر خواطرهنّ، كما كان أيضاً  يتحدّث معهنّ ويأخذ مشورتهنّ في بعض الأمور ويُسمعهنّ الكلام الطّيّب الجميل ويمدحهنّ في كلّ فرصةٍ فكان رحيماً عطوفاً وزوجاً محبّاً لم يظلمهنّ أبداً وقد كان يتعامل مع غيرتهنّ من بعضهنّ ويصبر على هذا الأمر ويمدهنّ بالاحترام والتّقدير والحبّ فأولاهم العناية والمودّة والرّحمة ولم يضرب أيّاً من نسائه عليه الصّلاة والسّلام إطلاقاً والله أعلم.[22]

هدي النبي في التعامل مع أبنائه

كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يبثّ أولاده الحبّ والحنان والعطف وقد ربّاهم تربيةً مستقيمةً فكانوا من خيرة النّاس وأحسنهم سيرةً فتميّزت معاملته عليه الصّلاة والسّلام مع أبنائه بالتّراحم والمحبّة والحنان ولكنّ حبّه الشّديد لأولاده لم يدفعه لظلم أحدٍ أو أن يقسو على غيرهم من أجلهم بل كان عادلاً رحيماً.[23]

هدي النبي في التعامل مع الأسرى

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا انتصر في غزوةٍ وأسر بعض المشركين من الأعداء كان يعاملهم بطيب أخلاقه فلم يقسو عليهم ولم يعذّبهم بل كان يطعمهم ويسقيهم ويأمر أصحابه أن يعاملوهم بالحسنى عسى أن يهتدوا ويؤمنوا وكان يستفيد منهم في تبادل الأسرى مع المشركين أو يأخذ المال منهم مقابل إطلاق سراحهم وقد عفا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن أسرى غزوة بدرٍ رغم أنّ الأسرى كانوا من كبار المشركين أسيادهم  وكان عليه الصّلاة والسّلام يأخذ من الفدية كلٌّ حسب حالته وضعه المادّيّ وكان يراعي فقرهم أيضاً صلّى الله عليه وسلّم.[24]

هدي النبي في التعامل أصحابه

للصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين مكانةٌ عظيمةٌ وخاصّةٌ في قلب الرّسول عليه الصّلاة والسّلام  فهم من أعانوه في تأدية رسالته وإيصالها لجميع النّاس وجاهدوا معه وأخلصوا في سبيل إقامة الدّولة الإسلاميّة وكان عليه الصّلاة والسّلام يشارك الصّحابة أفراحهم وأحزانهم وطعامهم وشرابهم ومزاحهم وأحاديثهم وكان يعلّمهم و يفقّههم في الدّين وكان يبيّن لهم حبّه وعطفه وتواضعه في معاملاته معهم فكانت العلاقة بينهم تزدهر بالألفة والمودّة والاحترام والله أعلم.[25]

هدي النبي في التعامل مع المنافقين

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يعامل النّاس إلّا بالأخلاق الحسنة ولا يقابلهم إلّا ببشاشة وجهٍ وابتسامةٍ ولين باستثناء المنافقين فقد أمره الله تعالى بأن يجاهدهم بالقول والحجّة أوّلاً ثمّ بالسّيف فكان عليه الصّلاة والسّلام شديداً على المنافقين وقد لقي منه المنافقين الغلظة والشّدّة في القول والفعل وقد أمر أصحابه بذلك أيضاً وأمرهم بأن لا يصلّوا على قبورهم ولا يدعوا أحدٌ لهم عند موتهم وإنّ الله تعالى لن يغفر لهم ما أقدموا عليه من معاداةٍ للإسلام في السّرّ والعلن.[26]

هدي النبي في التعامل مع غير المسلمين

عند هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتأسيس الدّولة الإسلاميّة فيها  ترك الحرّيّة الاعتقاديّة والدّينيّة لمن هم من الأقلّيّات اليهود أو النّصارى أو المشركين ولم يكرهّهم على الإسلام لكنّه قد عقد بينهم إتفاقيّات تحالفٍ بحيث ينصر كلٌّ منهما الآخر في حال الحرب والحصار وقد تعامل معهم في الأسواق وغيرها من المعاملات بعدلٍ وقسطٍ وأسّس بينهم وبين المسلمين أواصر تآلفٍ وتسامحٍ وعدل.[27]

هدي النبي في التعامل مع أعدائه وخصومه

تعامل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مع خصومه وأعدائه بحسن الخلق وقابل إساءاتهم بالإحسان وكان مصرّاً على أن يدلّهم على طريق الهداية والحقّ وعاملهم في بادئ الأمر بالحسنى والكلام الطّيّب واللّين ورغّبهم بالإسلام وبشرّهم بالنّعيم الّذي سيفوز به المسلمون في الآخرة وصبر على عنادهم وأذاهم وخصّهم بالدّعاء ثمّ سلّم أمرهم لله تعالى فهو يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء ثمّ أمره الله تعالى بمحاربتهم وجهادهم بالسّيف فكان عليه الصّلاة والسّلام يشفق عليهم ويرحمهم وذلك من غايات النّبوّة والله أعلم.[28]

أدب التعامل مع النبي

أمر الله تعالى عباده بمحبّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما أمر باحترام مقامه العالي وتوقيره وجعل الله طاعة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من طاعته وبذلك فإنّ الأدب في التّعامل والكلام مع النّبيّ هو أدبٌ مع الله عزّ وجلّ ومن صور الأدب مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: طاعته في كلّ ما أمرٍ والانصياع له، تصديق وقبول كلّ ما يقوله عليه الصّلاة والسّلام، نفي الشّكّ والخيالات حول النّبيّ، وللأدب مع الرّسول أنواعٌ وهي:[29]

  • الأدب القلبيّ: ويكون بتصديق النّبيّ ومحبّته في القلب والإيمان بنبوّته ورسالته وتعظيمه واحترامه والتّسليم بكلّ ما جاء به عليه الصّلاة والسّلام و تصديقه ومحبّته في القلب تنعكس على جوارح المسلم.
  • الأدب القوليّ: وقد أمر الله تعالى المسلمين بالتّأدّب مع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في الكلام فلا يعلو صوتٌ فوق صوت النّبيّ فذلك يحبط عمل المسلم  ولا يُؤمَر النّاس بشيءٍ إلّا بإذنٍ من الله تعالى ورسوله الكريم وكذلك من صور الأدب القوليّ هو عدم ذكر الرّسول باسمه فقط بل وجب ذكر صفة النّبوّة مع اسمه والصّلاة عليه عند ذكره صلّى الله عليه وسلّم.
  • الأدب العمليّ: ويتمثّل الأدب العمليّ بالجوارح وذلك باتّباع هديه ونهجه في كلّ الأمور الدّينيّة والدّنيويّة والاقتداء به في كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ونشر سنّته وشريعته بين النّاس وتوعية المسلمين بها.

غزوات النبي

اختلف العلماء في تحديد عدد غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأغلب الأقوال تشير أنّ عدد الغزوات الّتي غزا بها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام تسع غزواتٍ وعدد سراياه بضعٌ وستّون إلى قرابة السّبعين سريّةً والغزوات الّتي شارك بها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام هي:[30]

  • غزوة أحد وكانت في السّنة الثّالثة للهجرة.
  • غزوة بدر ووقعت في السّنة الثّانية للهجرة النّبويّة.
  • غزوة الخندق وكانت في السّنة الخامسة للهجرة.
  • غزوة بني قريظة وقد وقعت أيضاً في السّنة الخامسة للهجرة بعد غزوة الخندق.
  • غزوة بني المصطلق وقعت في السّنة السّادسة للهجرة.
  • غزوة خيبر: في السّنة السّابعة للهجرة النّبويّة.
  • غزوة الفتح المبين أي فتح مكّة: فتحت مكّة المكرّمة في السّنة الثّامنة للهجرة النّبويّة.
  • غزوة حنين: كانت أيضاً في السّنة الثّامنة للهجرة.
  • غزوة الطّائف: وقد وقعت أحداثها في السّنة الثّامنة للهجرة بعد النّصر في غزوة حنين.
  •  وكذلك بعض الأقوال تشير إلى أنّ النّبيّ قد غزا سبعاً وعشرين غزوةً والله أعلم بذلك.

بناء المسجد النبوي

عند هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة شرع فور وصوله بوضع أساسيّات وركائز الدّولة الإسلاميّة وأوّل خطوةٍ خطاها في طريق التّأسيس هي بناء المسجد النبوي بعد أن كان المسلمون يصلّون ويقيمون الشّعائر الإسلاميّة في معزلٍ عن النّاس متخفّين عن أعينهم وقد بني الرّسول عليه الصّلاة والسّلام المسجد النبوي في المكان الّتي بركت فيه ناقته يوم خرج للبحث عن أرضٍ يبني بها المسجد وقد كانت هذه الأرض لغلامين يتيمين فاشتراها منهم وشارك مع صحابته الكرام في إعمار المسجد النبوي ويكون بذلك ثاني المساجد الّتي شُيّدت في الإسلام وقد سُرّ الصّحابة وفرحوا بأنّ الله تعالى قد أنعم عليهم بهذه النّعمة العظيمة والأمان الّذي حلّ عليهم واستغرق بناء المسجد النبوي فترةً قصيرةً جدّاً وهي اثني عشر يوماً فقط وبنى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام حجرات أزواجه حول المسجد النبوي واتّخذ مع الصّحابة من المسجد مجلساً للعلم والتّفقّه بالقرآن الكريم وتعبّد الله جلّ وعلا.[31]

حجة الوداع

قرّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يحجّ لبيت الله الحرام بعد فتح مكّة بسنةٍ واحدةٍ أي في السّنة التّاسعة للهجرة  وعندما سمع النّاس بهذا الخبر قرّر عددٌ كبيرٌ من المسلمين الذّهاب مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للحجّ وخرج من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة حتّى وصل إلى ذي الحليفة فاغتسل وأحرم فيه ونوى حجاًّ وعمرةً معاً وبدأ بالتّلبية من مكان إحرامه حتّى وصل إلى مكّة ودخلها فطاف حول الكعبة سبعة أشواطٍ ثمّ سعى بين الصّفا و المروة سبعة أشواطٍ وقد مكث النّبيّ في مكّة أربعة أيّامٍ مع أصحابه ثمّ توجّه في اليوم الخامس إلى منى ثمّ سار إلى عرفة وخطب بالنّاس خطبة الوداع الّتي أوصى بها النّاس بدينهم وتقوى الله عزّ وجلّ وأوصاهم بطاعته والبعد عن معصيته وذكّرهم بأحكام وأصول الشّريعة الإسلاميّة وأكمل بعدها مناسك الحج وطاف طواف الإفاضة وفي الثّالث عشر من ذي الحجّة  ذهب النّبيّ إلى البيت الحرام وطاف به طواف الوداع وعاد مع المسلمين إلى المدينة المنوّرة، وبذلك حجّ الرسول عليه الصلاة والسلام حجة الوداع.[32]

وفاة النبي

توفّي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ضحى يوم الاثنين في الثّاني عشر من ربيع الأوّل في السّنة الحادية عشرة للهجرة وقد توفّي في بيت عائشة رضي الله عنها وقد روت عائشة رضي الله عنها وقالت: “إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ، وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أوْ عُلْبَةٌ – يَشُكُّ عُمَرُ – فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ”،[33] وعندما اشتدّت عليه سكرات الموت سمعته السّيّدة عائشة يردّد بل الرّفيق الأعلى ثلاث مرّاتٍ حتّى فاضت روحه الطّيّبة الطّاهرة إلى بارئها عليه أفضل الصّلاة والسّلام.[34]

أقوال علماء الغرب والمفكرين في النبي كشخصية مؤثرة

إنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم عاش حياة عظيمة، وكان من أكثر الشخصيات المؤثر في تاريخ البشريّة، وقد لمست سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم عقول المفكرين الغرب، فما كان لهم إلا أن ينصفوه بأقوالهم، ومن هذه الأقوال:[35]

  • قال الألمانيّ كارل هيرنش بكر في كتابه (الشّرقيّون): لقد أخطأ من قال أنّ نبيّ العرب دجّالٌ أو ساحر، لأنّه لم يفهم مبدأه السّامي، إنّ محمّداً جديرٌ بالتّقدير ومبدأه حريٌ بالإتّباع، وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأنّ محمّداً خير رجلٍ جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال.
  • وقال الكاتب الإنجليزيّ برنارد شو في كتابه (محمّد): إنّ العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمّد، هذا النّبيّ الّذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنّه أقوى دين على هضم جميع الدّيانات، خالداً خلود الأبد، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا، بما يؤمن السّلام والسّعادة الّتي يرنو البشر إليها.
  • قول الكاتب والمؤرّخ الفرنسيّ لامارتين: إذا أردنا أن نبحث عن إنسانٍ عظيمٍ تتحقّق فيه جميع صفات العظمة الإنسانيّة فلن نجد أمامنا سوى محمّدٍ الكامل.

معلومات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مقالٌ ورد فيه نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأحداث  ما قبل مولده ومولده عليه الصّلاة والسّلام وحياته قبل النبوة كما ورد فيه أسماء النبي وألقابه وأسماء زوجاته وأبنائه وبناته وأحفاده كما تحدّث عن صفاته وخدمه وصحابته، وذكر المقال العهد المكي و المدني والهجرة وغزوات النبي ومعجزاته وكذلك جاء فيه هدي النبي في التعامل مع زوجاته وأبنائه والأسرى والصّحابة والمنافقين وغير المسلمين والخصوم، وذكر أدب التعامل مع النبي وبناء المسجد النبوي وحجة الوداع ووفاة النبي وتحدّث أخيراً عن أقوال العلماء والمفكرين في النبي كشخصية مؤثرة.

المراجع

[12]مسند أحمدأحمد شاكر/علي بن أبي طالب/130/2/إسناده صحيح
[17]islamweb.netمرحلة الدعوة الجهرية26 أغسطس 2024
[20]islamstory.comفتح مكة.. الفتح المبين26 أغسطس 2024
[22]islamstory.comتعامل الرسول مع زوجاته26 أغسطس 2024
[25]islamstory.comتعامل الرسول مع أصحابه26 أغسطس 2024
[31]islamweb.netبناء المسجد النبوي26 أغسطس 2024
[32]islamweb.netحجة الوداع26 أغسطس 2024
[33]صحيح البخاريالبخاري/عائشة أم المؤمنين/4449/صحيح