من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟

من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟
من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟

من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟ فقد حمل القرآن الكريم الكثير من الحوارات بين الأشخاص في القصص التي وردت فيه، فتنقلنا بخيالنا إلى ذاك الزمن الذي حصلت فيه، وفي هذا المقال سنعرف من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه.

من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟

إن القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه هو نبي الله داود عليه السلام، حيث كان شابًا من بني إسرائيل، وحينما خرج طالوت ببني إسرائيل إلى مواجهة جالوت وجنوده خرج داود في جند طالوت، فثبت مع الثابتين وبقي من الفئة القليلة التي واجهت جالوت وجنده، فلما تواجه الجمعان والتقى الفريقان أعان الله تعالى داودَ عليه السلام على قتل جالوت بيده، فلمعَ نجمُ داود في بني إسرائيل وعرفوا قدره، فملّكوه عليهم بعد طالوت، وآتاه الله النبوةَ بعد ذلك.

عاش داود عليه السلام عفيفًا حريصًا على العزة في طعامه وصلاح أمر عيشه، فما كان يأكل إلا من عمل يده، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “ما أكل أحد طعامًا قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”، وكانت مهنته هي نسجُ الدروع وبيعها، وقد حكمَ داود عليه السلام في بني إسرائيل وقضى بينهم في الخصومات. [1]

شاهد أيضًا: من القائل لم اشرك بربي احدا

لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه في القرآن الكريم

وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، وتفسيره من خلال ما يأتي: [2]

  • قال الله تعالى: “لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ”. [3]
  • قال داود  لقد ظلمك بسؤاله نعجتك ليضمها إلى نعاجه، وإن كثيرا من الشركاء، يظلم بعضهم بعضًا، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهم لا يظلمون أحدا، وهم قليلون، فلما قضى بينهما داود نظر أحدهما إلى صاحبه فضحك وصعد إلى السماء ، فعلم داود أن الله تعالى ابتلاه.
  • إن أحدهما لما قال: هذا أخي، قال داود للآخر: ما تقول، فقال: إن لي تسعا وتسعين نعجة ولأخي نعجة واحدة وأنا أريد أن آخذها منه فأكمل نعاجي مائة، قال: وهو كاره، إذا لا ندعك وإن رمت ذلك ضربت منك هذا وهذا وهذا، يعني: طرف الأنف وأصله والجبهة، فقال: يا داود أنت أحق بذلك حيث لم يكن لأوريا إلا امرأة واحدة ولك تسع وتسعون امرأة، فلم تزل تعرضه للقتل حتى قتل وتزوجت امرأته، فنظر داود فلم ير أحدا فعرف ما وقع فيه.
  • قال القائلون بتنزيه الأنبياء في هذه القصة: إن ذنب داود إنما كان أنه تمنى أن تكون امرأة أوريا حلالا له، فاتفق غزو أوريا وتقدمه في الحرب وهلاكه، فلما بلغ قتله داود لم يجزع عليه كما جزع على غيره من جنده إذا هلك، ثم تزوج امرأته، فعاتبه الله على ذلك؛ لأن ذنوب الأنبياء وإن صغرت فهي عظيمة عند الله .
  • كما قيل: كان ذنب داود أن أوريا كان خطب تلك المرأة ووطن نفسه عليها، فلما غاب في غزاته خطبها داود فتزوجت منه لجلالته، فاغتم لذلك أوريا، فعاتبه الله على ذلك حيث لم يترك هذه الواحدة لخاطبها وعنده تسع وتسعون امرأة.

شاهد أيضًا: من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها

افتراء اليهود على داود عليه السلام

ومن ذلك ما جاء في كتب الإسرائيليات من وقوع نبي الله داود عليه والسلام في الزنا فهو من القبائح المنكرة ، وهي من جملة افتراءات الكذبة على رسل الله المحرِّفين لدينهم، تصدر تلك الاتهامات من كذبة أهل الكتاب الذين لا يتورعون عن اتهام الأنبياء والمرسلين بفعل المنكرات ، وهو ما عرفوه نتيجة تحريف كتبهم ، وبسبب علماء الضلالة في أديانهم، وأما أهل الإسلام فإنهم يوقرون الأنبياء والمرسلين ويثبتون لهم كمال الأخلاق ، وقد عصمهم ربهم عز وجل من فعل الكبائر ، ولا خلاف بين علماء الإسلام في هذا .

إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر، هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام، كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول الأشعرية، وهو أيضًا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول. [4]

شاهد أيضًا: من القائل ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مع المسلمين

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من القائل لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ؟ وهو نبي الله داود عليه السلام الذي حكم في بني إسرائيل.