هل حديث الجنة تحت اقدام الامهات صحيح

هل حديث الجنة تحت اقدام الامهات صحيح
هل حديث الجنة تحت أقدام الأمهات صحيح

هل حديث الجنة تحت اقدام الامهات صحيح سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنه قد يُعرف الحديث الصحيح بالذي اتفقت عليه جميع الأحاديث، على أنه حديث مع سلسلة من الناقلين، حيث ينتقل العدل الصحيح من أول سلسلة الإرسال إلى نهايتها دون أي شذوذ أو عيوب، وإلا يُصبح الحديث غير صحيح.

هل حديث الجنة تحت اقدام الامهات صحيح

إن عبارة “الجنة تحت أقدام الأمهات” لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن برّ الأمهات من أسباب دخول الجنة وفي بعض الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء من أراد أن يجاهد معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (هل لك من أمٍّ؟ قال: نعم، قال: فالزَمْها، فإنَّ الجنةَ عند رجلِها)،[1] وقيل في ذلك: أن دخول الجنة لا يمكن إلا أن يكون برضا الأم؛ لأن دخول الجنة قاعدة، فلا يمكن دخول الجنة بغير دخولها، يقول السندي -رحمه الله-: استولى أحدهم عليها واستولى عليها هكذا أنها لن تصل إلى الجانب الآخر”.

ما هو سبب تقديم بر الأمهات

في القرآن الكريم اختار الله تعالى الأم بمزيد من العناية والاهتمام والرحمة والرأفة ما ينشأ من الحمل وأجره ورعايته ومطعمه وملبسه وما يعطيه لأولاده بمحبة وحنان، وأن الله تعالى قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)،[2] والأم أمر الأب بالتصحيح، وذكر الأم فيما بعد؛ لأنهن يعانين من إجهاد الحمل مثل الغثيان والثقل، وكذلك التعب في الموقف؛ أي الولادة مثل الطلق وخطورته، مع تأكيد الألم الذي تمر به الأم، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوك).[3]

بالإضافة إلى الآلام النفسية والجسدية الناتجة عن تربية الأم، بالإضافة إلى تحديات الحمل والرضاعة التي تحدثنا عنها، فالأم أشرف بثلاث مرات من الأب، لأنها تعاني من صعوبات الحمل والولادة والرضاعة، وإن الله تعالى أمر العباد أن يعبدوه حقّ العبادة وبرّ الوالديْن، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً).[4]

شاهد أيضًا: من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة وفضل برهما

ما هو فضل بر الوالدين

يكمن فضل بر الوالدين في الطاعة، وهي نقيض التمرد والعصيان، واحترام الوالدين من أسباب دخول الناس الجنة أو طردهم منها، وأقل ما يمكن أن يفعله الإنسان لوالديه بتقدير إجهادهما وجهدهما؛ إنه لطيف معهم ومطيع ويساعدهم في كل ما يحتاجون إليه، خاصة عندما يتقدمون في السن، وسيتم فيما يأتي بيان فضل بر الوالدين:

  • قوله تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا).[5]
  • قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا ترداه وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ* أُولَـئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ).[6]
  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِها قالَ: قُلتُ ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ).[7]
  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعواتٌ يُستجابُ لَهُنَّ لا شكَّ فِيهِنَّ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافِرِ، ودعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ).[8]
  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).[9]
  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[10]

شاهد أيضًا: حوار بين اربع اشخاص عن الوطن والصدق وبر الوالدين بجميع عناصره

أجبنا في هذا المقال على سؤال: هل حديث الجنة تحت اقدام الامهات صحيح ؟ فمن المعلوم أن فعل الخير للوالدين له الكثير من النعم والفضائل، فمن استطاع بر الوالدين بعون الله تعالى نال الخير العظيم وقد يكون سائرًا على طريق العبادة.

المراجع

[1]رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن معاوية بن جاهمة السلمي، الصفحة أو الرقم: 3/293، حسن صحيح.
[2]سورة الأحقاف، آية: 15.
[3]رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5971، صحيح.
[4]سورة النساء، آية: 36.
[5]سورة الإسراء، آية: 23.
[6]سورة الأحقاف، آية: 15-16.
[7]رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3033، حسن.
[8]رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2551، صحيح.
[9]رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 85، صحيح.
[10]رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5986، صحيح