ما هو تعريف الحديث الصحيح لغة واصطلاحًا

تعريف الحديث الصحيح

تعريف الحديث الصحيح من المعلومات التي سيتم التعرف عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الحديث النبوي يُعرّف بأنه كل ما ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو إقرار أو صفة، ولأن السنة النبوية هي الأساس الثاني للدين الإسلامي، فقد قال العلماء ثبت علم الحديث، مما يساعدنا على معرفة شروط الأحاديث المروية عن الرسول – من خلال هذا العلم يمكن التمييز بين الأحاديث من حيث صحتها، وذلك لتمييز الأحاديث الصحيحة عن الضعيفة والمرسلة والمكذوبة والموقوفة وغيرها.

تعريف الحديث الصحيح

يُعرف الحديث الصحيح في اللغة بأنه ما يصدر عن الإنسان من أقوال، أما في الاصطلاح: هو الذي اتفقت جميع الأقوال على صحته بسلسلة متفقٌ عليها بين الرواة، وذلك بنقل العدل إلى ما يشبهه من بداية سلسلة الإرسال إلى نهايتها دون أي شذوذ أو عيوب حسب التعريف؛ فإن اختل أحد الشروط فيكون الحديث غير صحيح.[1]

أقسام الحديث الصحيح

وفيما يأتي بيان أقسام الحديث الصحيح:

  • القسم الأول: الصحيح لذاته؛ وهو الحديث الذي استوفيت فيه جميع شروط الحديث الصحيح الواردة في التعريف، وسيتم شرح شروطه في القسم اللاحق.
  • القسم الثاني: صحيح للغير؛ وهو حديث فيه قصور في بعض الشروط اللازمة في الحديث الصحيح حيث لم يكن حينها دقيقًا، ولكن هذا النقص يندفع تعدد مساراته، وقيل: هو الحديث الصالح عندما تكثر مساراته خارجها.

شروط الحديث الصحيح

هناك العديد من الشروط التي يجب توافرها في الحديث حتى يكون صحيحًا وفيما يأتي بيانها:[2]

  • أن يكون السند متصلاً: أن كل راوي استقبله من أحد الرواة فوقه حتى يصل الحديث إلى راويه، ويكون ذلك في شكل من أشكال التسامح الصريح بالاستماع، كقول: سمعت فلانًا، أو عبارات صريحة من قبل التواصل دون الاستماع، أو الكتابة، أو الكلمات التي يحتمل سماعها مثل لعنة، فيستخرج الحديث المرسل، الذي يقطعه أي نوع من الانقطاع؛ مثل العضلة المشوهة والمعلقة.
  • العدل في جميع الرواة: وهي كلية تحث صاحبها على التقوى والطاعة، وتبعده عن الذنوب وكل ما يخالف الرجولة مثل شرب الخمر، وكذا من ادعى أنه سمع ما لم يسمع، ورواية الكافر لا يقوض العدالة – فعل المباحثات الخالية من المخالفات، والعرف بها، وعمل الصغائر لغياب العصمة، وفعل الذنوب بتفسيرها؛ لأنه يعتقد بجوازها، وكذلك الذي لا يكفر البدعة لأنه يعتقد أنه كان على حق السيطرة.
  • وجود الضبط في كل رواة السند: بإبقاء راوي الحديث إما في صدره أو في كتابه، والقدرة على استحضاره عند أدائه، وبهذا يترك من يجهل.
  • غياب الشذوذ: فالشذوذ هو انتهاك الراوي لثقة شخص أكثر ثقة منه وحفظه لأنه إذا خالفه من هو أفضل منه بقوة حفظه، فإنه يسبقه، فيجرح الراوي.
  • الخلو من كافة الصيغ التمريضية والعلل: حيث ذهب بعض علماء الحديث إلى جعل هذا الشرط وشرط عدم الشذوذ شرطًا واحدًا، ومعنى هذا الشرط: أن يخلو الحديث من العلل التي تخنقه، وهو وصف خفي في الحديث النبوي على الرغم من سلامة الظاهر منه، واستخراج العلة، ويظهر السبب في الحديث بتتبع رواياته وأساليبه.

شاهد أيضًا: حكم العمل بالحديث المتواتر

حجية الحديث الصحيح

اتفق الفقهاء والأحاديث والأصوليون على صحة الحديث الصحيح ووجوب العمل به سواء كان متواترًا أو رواه راوي واحد كان عازبًا في الجائز والمحروم، واختلفت آراءهم في تطبيقه في العقائد، والأصل العمل بها لأنه حديث صحيح يفيد العلم القاطع ويقتضي الإيمان، وهو قول أهل السنة ومما يدل على وجوب العمل بها: قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، وكذلك قول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ الهادِينَ عَضُّوا عليها بالنواجِذِ).[3]

أقسام الحديث النبوي من حيث طرق وصوله

يرتبط تقسيم الأحاديث النبوية من حيث عدد طرق الوصول إليها بسلسلة الإرسال؛ لأن الحديث قد يصل إلى أكثر من سلسلة نقل، وبالتالي ينقسم إلى قسمين رئيسيين على النحو التالي:[4]

  • الحديث المتواتر: وهو ما رواه جماعة كبيرة بناءً على مثالهم، في كل طبقة من سلسلة السرد، مما يجعل تواطؤهم في الكذب مستحيلاً، وينسبونه إلى شيء ملموس أي قولهم: سمعنا، أو رأينا، أو كلمة أخرى تدل على الحواس وهو ما اتفق عليه الرواة جميعاً في صياغته ومعناه، مثلاً: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) الاستمرارية لا معنى لها فقط؛ وهذا ما اتفق عليه الرواة في معناه العام، إلا أنهم اختلفوا في صياغته، ومثال ذلك: أحاديث المسح على الجورب الحديث منها وحديث الآحاد ما لم تتحقق فيه شروط التطوّر يأتي بطرق محدودة يمكن حصرها لقلة عددها، وفيها ثلاث فئات وهي: المشهور وهو ما رواه ثلاثة رواة فأكثر في كل طبقة بشرط ألا يصل إلى حد المتواتر، مثلاً: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعاً ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ).
  • الحديث العزيز: وهو ما لا يقل عدد رواه عن اثنين في كل طبقة من طبقات سلسلة الإرسال، ومثاله قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ).
  • الحديث الغريب: وهو ما رواه الراوي، ولو في طبقة واحدة من سلسلة الرواة، ومثاله قول الرسول صلى الله عليه وسلم: )إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه).

تعريف الحديث الحسن

والمعروف الحديث الحسن: هو ما يرويه العدل في الضبط، والحديث مرتبط في سلسلة رواته بغير شذوذ ولا عيب أبو عمرو، والحديث الحسن يستخدمه السلف على صورتين، وهما:

  • الصورة الأولى: ما هو أقل من درجة صحة الحديث من حيث الكمال عند بعض رواه، لكن هذا النقص لا يختزلهم إلى درجة عدم قبول رواياتهم درجة التصديق وقبول حسابهم في هذه الصورة؛ لا بد من زيادة البحث في الحديث والرواة، والتحقق من الأسباب المؤثرة، وكذلك البحث عن حديث آخر يتفق مع الرواية.
  • الصورة الثانية: ما ينقص الاتصال، أو الدقة أقل من حد من يقبل روايته وهو وحده، فينظر إلى ما يؤيده، وهو ما يسمى بالحديث الصالح للغير، أو الضعيف والمضطر لم يذكر العلماء الحديث الجيد في مؤلفاتهم، بل كانوا يذكرون الحديث الصحيح به، وأحيانًا الحديث الضعيف، لكنهم نادرًا ما يشيرون إلى الضعيف جدًا، ومن أهم مصادر الحديث: السنن الأربعة ومسند الإمام أحمد ومسند أبي يعلا الموصلي.

الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن

فالحديث الصحيح هو رواه أقل دقة من رواة الحديث الصحيحين الموصوفين بدقة تامة أما باقي شروط الحديث الصحيح فهي متوفرة فيه حيث أن السند موصول وخالٍ من العيوب والشذوذ إلا هذا الشرط لذلك فهو أقل درجة منه، وكلا الحديثين مقبولان، بدليل، والعمل بهما، وتظهر فائدة التفريق بينهما عند تناقضهما والصحيح مفضل على الحسن لأنه أقوى منه

أقسام الحديث الحسن

وفيما يأتي بيان أقسام الحديث الحسن:

  • القسم الأول: الحسن لنفسه؛ عرَّفه ابن حجر والخطابي: وهو حديث أقل دقة رواه من رجال الحديث الصحيحين، وذلك في شروط الكمال والحفظ، ورواه مشهورون بصدقهم، لكنهم أخف من رجال الحديث الصحيح.
  • القسم الثاني: الحسن لغيره؛ وهو الحديث الذي في أصله من الأحاديث التي فيها ضعف طفيف، ولكن ورد عن طريق آخر مؤيد له، وفي إسناده فيه هو شخص مجهول حالته ولم يتم التحقق من مؤهلاته، ولم يذكر أنه كثير الأخطاء، ولم يتهم بالكذب عمداً وما ينسب إليه من الفجور، وتأييد روايته بحديث روى عن طريق آخر يسمى الشاهد أو التابع، والنقص في هذا النوع من الاتصال أو السيطرة على من كان روايته قبله وحده، وذكر بعض العلماء أن له تعريفات أخرى في الحيثيات.

شاهد أيضًا: الفرق بين القرآن والحديث القدسي

بينا في هذا المقال تعريف الحديث الصحيح بالإضافة إلى أقسامه وشروطه، كما تعرفنا على الفرق بين الحديث الصحيح والحسن، وتبيّن أن الحديث الصحيح أقوى من الحديث الحسن من حيث التواتر والوصول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. ^ نور الدين عتر (1981)، منهج النقد في علوم الحديث (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 241-242. بتصرّف , 09-08-2021
  2. ^ عبد الله بن يوسف الجديع (2003)، تحرير علوم الحديث (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 791، جزء 2. بتصرّف , 09-08-2021
  3. ^ محمد بن محمد أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، مصر: دار الفكر العربي، صفحة 230. بتصرّف , 09-08-2021
  4. ^ عبد الله بن يوسف الجديع (2003)، تحرير علوم الحديث (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 791، 794-800، جزء 2. بتصرّف , 09-08-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *