الفرق بين القران والحديث القدسي

الفرق بين القران والحديث القدسي

الفرق بين القران والحديث القدسي من الأمور التي لطالما بحث عنها الكثير من روّاد المنصّات والشبكات العنكبوتيّة. فالدّين الإسلاميّ فيه العديد من المصادر التّشريعيّة. وأهمّ هذه المصادر هي القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة. حيث أتت السّنّة النّبويّة ترجمةً للأوامر الإلهيّة الّتي يأمر الله تعالى بها نبيّه الكريم. وهما حجر أساس الدّين الإسلاميّ وقاعدته الثّابتة الّتي لا يمكن تبديلها أو تغييرها. ويهتمّ موقع محتويات ببيان الفرق بين القرآن الكريم وبين الحديث القدسيّ الشّريف. وكذلك توضيح مفهوم كلٍّ منهما. بالإضافة إلى بيان مفهوم الحديث النّبويّ الشّريف.

الفرق بين القران والحديث القدسي

إنّ القرآن الكريم والحديث القدسي الشّريف كلاهما وحيٌ من عند الله تعالى لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام. وتعريف القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز في لفظه والّذي أوحى به لرسوله الكريم، وهو الّذي نُقل بالتّواتر وفي تلاوته تعبّدٌ لله جلّ جلاله.  أمّا الحديث القدسيّ فهو ما رواه رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- من وحي الله تعالى، بألفاظه وكلامه، أي أنّه الكلام الّذي رواه عن الله -سبحانه وتعالى- ولكن باللّفظ العاديّ وليس الإعجازيّ. ومن تعريف كلٍّ من الحديث القدسي والقرآن الكريم، تتبيّن الفروق العديدة بينهما. وفيما يأتي ستذكر تلك الفروق وهي:[1]

  • الإعجاز في القرآن الكريم: حيث تحدّى به الله تعالى العرب بأن يأتوا بسورةٍ مثل سور القرآن الكريم. أمّا في الحديث القدسيّ فليس فيه إعجازٌ  ولا تحدٍّ فيه للمشركين والعرب.
  • كذلك التّلاوة عبادةٌ في القرآن الكريم: فقد جعل الله تعالى في تلاوة القرآن الكريم عبادةٌ عظيمة، فيها فضلٌ وأجرٌ كبير. كما أنّه لا تصحّ الصّلاة دون تلاوته فيها. لكنّ الحديث القدسيّ لا يؤجر من قرأه بشكلٍ عامّ. ولا يصحّ أن يقرأه العبد في صلاته.
  • لا ينسب القرآن الكريم إلّا لله تبارك وتعالى. أمّا الحديث القدسيّ ففيه أمران: إمّا أن ينسب لله تعالى، أي يقال قال الله تعالى في الحديث القدسيّ. أو أنّه ينسب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أي يقال قال رسول الله فيما رواه عن ربّه جلّ وعلا.
  • إنّ الجملة الواحدة والكاملة في القرآن الكريم تسمى آية. و كذلك مجموعة الآيات يطلق عليه اسم سورة. أمّا في الحديث القدسي فهذه القاعدة لا تنطبق عليه.
  • كما أمر الله تعالى بالاستعاذة والبسملة قبل البدء بقراءة القرآن الكريم. أمّا في الحديث القدسي فلم يرد أمرٌ إلهيٌّ بذلك. بل يُقرأ كأي حديثٍ نبويِّ آخر.
  • كذلك يجب على المسلم أن يتطهّر عند تلاوته للقرآن الكريم ومسّه للمصحف الشّريف. لكنّ الحديث القدسي يقرأه من كان طاهراً ومن لم يكن.
  • إنّ القرآن الكريم وحيٌ من الله تعالى بلفظه ومعناه. و كذلك لا تجوز تلاوته بالمعنى فقط إطلاقاً. أمّا الحديث القدسيّ فهو وحيٌ من الله تعالى بمعناه ولفظه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. لذا قد أجاز العلماء قراءة الحديث القدسيّ بالمعنى فقط دون اللّفظ والله أعلم.

شاهد أيضًا: عبارات عن القران لابن القيم

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو آخر الرّسالات والكتب السّماويّة وخاتمها. وهو معجزة النبيّ محمّدٍ -عليه الصّلاة والسّلام- الخالدة إلى يوم القيامة.و كما أنّه النّور والهدى الّذي أنار به الله تعالى الكون بعد أن غرق في الجهالة والضّلالة والشّرك. و كذلك هو الوحي الّذي نزل على الرّسول بواسطة الملك جبرائيل عليه السّلام ليلة القدر العظيمة. كما يبدأ القرآن الكريم بسورة الفاتحة ويختتم بسورة النّاس. وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم رحمةً منه -جلّ جلاله- لعباده في الأرض. كما يوجد في القرآن الكريم مائةٌ وأربع عشرة سورة، وكانت مضامينها ومقاصدها كثيرةٌ جدّاً. و كذلك فقد قصّ القرآن الكريم قصص الأنبياء والرّسل. وذكر بعضاً من قصص الصّالحين والمؤمنين ومواقفهم العظيمة.[2]

كما احتوى القرآن الكريم على قواعد الشّريعة الإسلاميّة والأوامر الرّبانيّة، ومن أهمّ ما ذكره القرآن الكريم هو أنّ من حقّ اله تعالى على كلّ إنسانٍ اتّباعه واتّباع الهدي الذي نزل في القرآن الكريم، وأن يطيعه بكلّ ما أمر، ليفوز يوم القيامة بفضله -جلّ وعلا- والأجر العظيم وجنان الخلد الّتي أعدّها لعباده الصّالحين، أمّا من استهتر بالأمر واعترض واستكبر واتّبع طريق الشّيطان، فقد وعده الله تعالى بالعذاب والسّخط والغضب في الحياة الدّنيا وفي الآخرة يلقى جهنّم مستعرةً بنارها، لا مفرّ له منها، وإنّ الله تعالى قد جعل للقرآن الكريم العديد من الخصائص الّتي لم تكن لأيّ كتابٍ سماويٍّ من قبل، ومن أهمّها أنّ تلاوته وتدبّر آياته عبادةٌ عظيمة، وكذلك أنّه لا ينسب لغير الله تعالى وغيره من الخصائص العظيمة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: آداب تلاوة القرآن الكريم

الحديث النبوي الشريف

إنّ الحديث النبوي الشريف هو المصدر التّشريعيّ الثّاني في الشّريعة الإسلاميّة، وقد عرّفه العلماء المسلمون على أنّه أقوال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وأفعاله وصفاته الخَلْقيّة والخُلُقيّة ممّا رواه صحابة رسول الله، وما رواه من بعده التّابعون، كما يصنّف ضمن إطار الحديث الشّريف التّقرير، وهو كلّ قولٍ قيل أمام نبي ذالله أو فعلٍ قام به أحدٌ أمامه، فلم ينكره عليه ولم ينهاه عنه، ويسكت عنه، فيأخذه المسلمون سنّةً عن رسول الله بصفةٍ شرعيّة، وللأحاديث الشّريفة كتبٌ كثيرةُ تضمّ الأحاديث الصّحيحة والحسنة والثّابتة، وأهمّ هذه الكتب هي صحيحيّ البخاريّ ومسلم رحمهما الله.[3]

وللحديث النبوي الشريف أهميّةٌ عظيمةٌ لا تقلّ عن أهميّة القرآن الكريم، فالأحاديث ما هي إلّا ترجمةٌ وشرحٌ وبيانٌ للأوامر الشّرعيّة المذكورة في القرآن الكريم، ففي القرآن الكريم الكثير من الأوامر والقواعد الشّرعيّة المذكورة، الّتي لا يمكن للمسلم أن يفهمها بمجرّد قراءتها بل ينبغي أن يعلم شرحها وماهيّتها، ومن أمثلة ذلك الصّلاة، حيث أمر الله تعالى المسلمين بالصّلاة، لكن لم يُذكر في القرآن طريقة الصّلاة، بل إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو من بيّنها بأمر الله، وشرح طريقة الصّلاة الصّحيحة، فينبغي للمسلم أن يدرس القرآن الكريم ويدرس الأحاديث النّبويّة الشّريفة معاً، فبينهما ارتباطٌ وثيقٌ  وصلةٌ متينة والله أعلم.[3]

الحديث القدسي

إنّ الخوض في بيان الفرق بين القران والحديث القدسي يقتضي تعريف الحديث القدسي. فالحديث القدسي هو ما رواه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن المعاني الّتي أوحى بها الله تعالى له. وتَكون بلفظ رسول الله لا بلفظ الله تعالى كما القرآن الكريم، ولا يعدّ الحديث القدسي من جنس القرآن الكريم إطلاقاً. بل إنّ لكلٍّ منهما أحكامٌ مختلفةٌ عن الآخر، فلا إعجاز في الحديث القدسي ولا تَعبّد في تلاوته ولا يَصحّ أن يقرأ في الصّلاة، كذلك ليس من الضّروريّ أن يَتطهر المسلم إن أراد قراءته، كمثل القرآن الكريم، بل إنّ أحكامه لا تختلف أبداً عن الأحاديث النّبويّة الشّريفة والله أعلم.[4]

بعض الأحاديث القدسية

قد ورد في كتب الأحاديث العديد من الأحاديث القدسيّة، والّتي قد كلّم بها الله تعالى عباده بلسان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وبيّن لهم العديد من الأمور، وأمرهم  بطاعته واتّباع رسوله، ومن هذه الأحاديث الشّريفة ما يأتي:[5]

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه: “وعِزَّتِي لا أجمعُ على عَبدي خَوفيْنِ وأَمنيْنِ ، إذا خافَني في الدُّنيا أمَّنْتُه يومَ القيامةِ ، وإذا أمِنَني في الدُّنيا أَخَفْتُه في الآخِرةِ”.[6]
  • كذلك قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: قال الله تعالى في حديثه القدسيّ: “يُؤْذِينِي ابْنُ آدمَ ، يقولُ : يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ! فلا يقُلْ أحدُكُمْ : يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ، فَإِنّي أنا الدَّهْرُ ، أُقَلِّبُ لَيْلهُ ونَهارَهُ”.[7]
  • عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- فيما رواه عن ربّه جلّ جلاله: “عبدي عندَ ظنِّه بي وأنا معه إذا دعاني إنْ ذكَرني في نفسِه ذكَرْتُه في نفسي وإنْ ذكَرني في مَلَأٍ ذكَرْتُه في مَلَأٍ خيرٍ منه وأطيَبَ”.[8]
  • وهذه الأحاديث القدسيّة الشّريفة هي غيضٌ من فيض وقطرةٌ في بحر الأحاديث الشّريفة والله أعلم.

الفرق بين القران والحديث القدسي مقالٌ فيه تمّت الإشارة إلى أنّ القرآن الكريم والأحاديث الشّريفة هما أساس الدّين الحنيف وقلبه، فينبغي للمسلم أن يتمسّك بهما وبأحكامهما ما استطاع، وقد بيّن المقال وشرح معنى الحديث النّبويّ وأهميّته.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , الفرق بين الحديث القدسي والقرآن , 27/03/2021
  2. ^ islamweb.net , ما هو القرآن ؟ , 27/03/2021
  3. ^ alukah.net , في معنى " الحديث " لغة واصطلاحا وما يتصل به , 27/03/2021
  4. ^ binbaz.org.sa , تعريف الحديث القدسي , 27/03/2021
  5. ^ islamweb.net , أحاديث قدسية مع شرحها , 27/03/2021
  6. ^ صحيح الترغيب , الألباني/أبو هريرة/3376/حسن صحيح
  7. ^ صحيح الترغيب , الألباني/أبو هريرة/2804/صحيح
  8. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان/أبو هريرة/812/أخرجه في صحيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *