شروط العقد الجديد بعد الطلاق

شروط العقد الجديد بعد الطلاق
شروط العقد الجديد بعد الطلاق

شروط العقد الجديد بعد الطلاق من المعلوم أن إرجاع الزوجة بعد طلاقها سواء كانت أولى أم ثانية يكون غير بائن، حيث يستطيع الزوج إرجاع زوجته خلال فترة عدتها، بدون أن يكون هناك عقدًا جديدًا أو مهرًا، والحكمة من ذلك هي المحافظة على الزواج ولا سيمّا عند وجود الأبناء، وقد أورد الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة أن للزوج حق إرجاع زوجته سواء كان ذلك برضاها أم بغير رضاها لوجود الأحقية في ذلك، وفيما يأتي سيتم بيان الشروط الواجب استيفاؤها عند إرجاع الزوج لزوجته.

شروط العقد الجديد بعد الطلاق

إذا طلق الزوج زوجته طلاقًا غير بائن وكانت الزوجة في فترة العدة وكما بينا سابقًا أن للزوج القدرة على إرجاع زوجته وذلك متفق عليه بين العلماء، وهذا لا يتأتى إلا بشروط بينتها الشريعة الإسلامية، وسيتم فيما يأتي بيان ذلك:[1]

  • أن يتمتع الزوج بالأهلية الكاملة: أي يجب أن يكون الزوج بالغًا عاقلاً، فمراجعته غير جائزة والمرتد أو مجنون أو السكران أو الصغير؛ لأنهم لا يمتلكون الأهلية والإرادة الكاملة.
  • أن يتم الدخول مرة أخرى بالزوجة: على الزوج أن يدخل بزوجته دخولاً كاملاً وصحيحًا عند إرجاعها بعد الطلاق، وهذا الحكم يقتصر فقط على من تم إشهار زواجه، أما بالنسبة للطلاق قبل الدخول أي قبل إشهار الزواج فلا يجب الدخول عند إرجاع الزوجة بسبب عدم دخولها في العدة مما يعني أنه يسمى فسخًا، ودليل ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
  • أن تكون الرجعة فقط أثناء العدة: ويكون ذلك في الطلقة الأولى والثانية، مما يعني أن الرجعة غير جائزة إذا كانت بعد انتهاء العدة أي استيفائها ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر قمرية للواتي لا تأتيها العادة الشهرية.
  • أن لا يكون للطلاق عوضًا: لأن الطلاق الذي يدفع فيه الزوج عوضًا عنه يكون بائنًا بينونة كبرى، أي لا يستطيع الزوج إرجاع زوجته على ذمته.
  • اشتراط الصيغة المباشرة في الرجوع: على الزوج الذي يريد إرجاع زوجته أن يقول راجعتك إذا جاء فلان، وأن لا تكون الصيغة محددة بوقت أو زمان أو يوم أو شهر، كأن يقول راجعتك بعد شهر.

شاهد أيضًا: صحة حديث أيما امرأة طلبت الطلاق من غير بأس

أشكال العوائد بعد الطلاق

تختلف أنواع العوائد بعد الطلاق بناءً على عدد الطلقات الذي بادر فيها الزوج لزوجته، وسيتم تصفير ذلك:[2]

  • العودة من الطلاق الرجعي: يجوز للزوج كما ذكرنا سابقًا أن يراجع زوجته أثناء العدة التي تكون فيها المرأة في الطلقة الأولى والثانية فقط دون الثالثة وذلك لا يحتاج إلى عقد ومهر جديدين والأفضل أن تقضي المرأة عدتها في منزلها.
  • العودة من طلاق بائن بينونة صغرى: تتعلق هذه الحالة من طلق زوجته الطلقة الأولى والثانية ولكن انتهت فترة عدة الزوجة، فبهذه الحالة يستطيع الزوج إرجاع زوجته على ذمته بعقد ومهر جديدين.

شاهد أيضًا: ما هو حكم الحلف بالطلاق بالتفصيل

نقض الطلاق البائن

هنالك العديد من الشروط التي تنقض بها الطلقة، أي عدم وقوع الطلقة الثالثة وتحريم الزوجة على زوجها، وسيتم فيما يأتي بيان هذه الحالات التي ينقض بها الطلاق البائن:[2]

  • يجب ألا يكون الزوج الذي طلق زوجته في حال الزوجية أي يجب أن يكون الطلاق مستوفي شروطه.
  • أن يكون المطلق صغيرًا في العمر.
  • أن يكون المطلق غير عاقلاً أي مجنونًا.
  • أن يكون في حالة الغضب الشديد.
  • أن أكون في حالة السكر أي أنه شاربًا الخمر أو متعاطٍ للمخدرات.
  • أن يكون المطلق في حالة الإكراه، أي أن أحدًا أجبره على طلاق زوجته.

الطلاق الرجعي

يعرّف الطلاق الرجعي بأنه الأحقية للزوج إرجاع زوجته على ذمته، ويكون هذا الإرجاع بلا عقد ومهر جديدين، بالإضافة إلى عدم اشتراط رضا الزوج، والطلاق الرجعي يكون فقط في الطلقة الأولى والثانية كما ذكرنا سابقًا، والطلقة الثالثة لا يجوز للزوج إرجاع زوجته على ذمته لأنه في حكم البائن وهذا بالنسبة للمدخول بها، وأما بالنسبة للزوجة غير المدخول بها أي قبل إشهار الزواج والذي يسمى بالزفاف فأنها بمجرد الطلاق تبين منه لأنه لا عدة عليها.

شاهد أيضًا: حكم الزواج بنية الطلاق

ما يترتب على الطلاق البائن

الطلاق البائن هو الذي لا يستطيع للزوج إرجاع زوجته على ذمته، وهو الطلقة الثالثة، حيث لا يمتلك الزوج حق إرجاع زوجته إلى عصمته باستثناء إذا تزوجت من رجل آخر زواجًا صحيحًا و دخولاً كاملاً وبدون اتفاق مسبق على ذلك، ودليل ذلك قوله تعالى في محكم تنزيله: لقول الله -تعالى-: (فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حتى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)وهذا بالنسبة للدليل من القرآن الكريم وأما بالنسبة للسنة النبوية الشريفة، فدليل ذلك زوجة أحد الصحابة التي طلقها زوجها الطلقة الثالثة وتزوجت بآخر فقالت: (يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، وإنِّي نَكَحْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الزَّبِيرِ القُرَظِيَّ، وإنَّما معهُ مِثْلُ الهضبة، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أنْ تَرْجِعِي إلى رِفَاعَةَ؟ لَا، حتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ وتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ).[3]

شروط العقد الجديد بعد الطلاق بيناها في هذا المقال، كما بينا العديد من الأمور المتعلقة الطلاق الرجعي والطلاق البائن، وشروط العقد ما بعد الطلاق لا تختلف اختلافًا كبيرًا عن شروط الزواج لأول مرة، ووجب التنويه إلى أن من شروط وجود العقد الجديد أن يكون في الطلقة الأولى والثانية.

المراجع

[1]al-maktaba.orgشروط الطلاق15/03/2022
[2]www.al-eman.comأشكال الطلاق15/03/2022