حكم اتباع السنة النبوية

حكم اتباع السنة النبوية

حكم اتباع السنة النبوية هو أحد الأحكام الشرعية التي لا بدَّ من تسليط الضوء عليها، فإنَّ التشريعات الإسلامية والأحكام الشرعية هي أمور مُستنبطة ومُستخرجة ممّا ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الأقوال والأفعال والسنن، وما نقله لنا من الآيات القرآنية التي أوحى الله تعالى له بها، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر حكم اتّباع السنة النبوية، وحكم مخالفة السنة النبوية، والآيات الدالة على ذلك من القرآن الكريم.

سنة رسول الله

السنة النبوية هي كل ما صدر عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الأقوال والأفعال والتصرفات، وهي المصدر أو المرجع الثاني الذي يرجع إليه المُسلمون بعد القرآن الكريم، وإنَّ الالتزام بالسنة النبوية والحرص على اتّباعها هو أمرٌ يُشير إلى محبة الله تعالى، وقد قال تعالى في كتابه الكريم على لسان النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم”[1]، والله أعلم.[2]

حكم اتباع السنة النبوية

إنَّ حكم اتباع الينة النبوية هو واجب على كل مُسلم، حيث أنَّ السنة النبوية هي التي تُعين المرء على فهم تشريعات القرآن الكريم، وبيان أحوال العبادات وكيفيتها، بما في ذلك كيفية أداء الصلاة، والأحكام المُتعلقة بالصيام والحج والجهاد وغيرها من العبادات، كما إنَّ السنة النبوية هي التي تُعلّم المُسلمين كيفية التعامل فيما بينهم وكيفية التواصل في الأعمال، وتعلّمهم تعاليم النظافة الشخصية والطهارة، وقد أمرنا الله تعالى باتّباع الرسول في أقواله وأفعاله؛ لذا فإنَّ اتّباع كل ما ورد في سنّة  رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو أمر واجب، والله أعلم.[3]

حكم مخالفة السنة النبوية

إنَّ اتَّباع تعليمات وأحكام السنة النبوية هو أمر واجب على كُل مُسلم ولا يجب مُخالفته، فإنَّ طاعة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من طاعة الله تعالى، ولا يجوز مُخالفة أي شيء أمر به الرسول، أمَّا حكم أداء النوافل من العبادات الواردة عن رسول الله مثل صيام التطوع والقيام بالصلوات من غير الفرئض فهو أمرٌ ليس بواجب، ولا يُؤثم تاركها ولكنَّ فاعلها يُؤجر أجرًا عظيمًا، كما إنَّه سبيل لنيل محبة الله تعالى ورسوله، أمَّا عن إنكار السنة النبوية وعدم الاعتراف بثبوتيتها ووجوب اتّباعها فهو ذنبٌ عظيم يُدخل الإنسان في مدخل العصيان والكفر، والله أعلم.

آيات اتباع السنة

بيَّن لنا القرآن الكريم وجوب اتَّباع أوامر الرسول الكريم والالتزام بأوامره، وقد ورد ذلك في عدد يسير من الآيات الكريمة، ومنها نذكر:[4]

  • قوله تعالى: “قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّ‌سُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِ‌ينَ”[5].
  • قوله تعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”[6].
  • قوله تعالى: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”[7].

فوائد اتباع السنة النبوية

إنَّ لاتّباع السنة النبوية الشريفة والحرص على أدائها الكثير من الفضل والفوائد التي تعود على المُسلم، ومن هذه الفوائد نذكر:[8]

  • السنة النبوية الشريفة هي ثاني مصادر التشريع في الإسلام، فهي بكل ما فيها وحيٌ من الله عزَّ وجل، فإنَّ اتّباعها فضل وإنكارها كُفر.
  • ُساعد السنة الشريفة على بيان وشرح معاني القرآن الكريم وتشريعاته، وتضّح لنا أحكام العبادات.
  • أكَّد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- على أهمية التمسك بسنته الشريفة وخصوصًا في أوقات الفتن.
  • إنَّ في اتَّباع العبد لسنة الرسول والحفاظ عليها دليلٌ على كمال محبته لرسول الله.
  • إنَّ في اتّباع السنة الشريفة سبياٌ للنجاة من العذاب، والعصمة من الخطأ والذنب.
  • اتَّباع السنة النبوية هو أحد السُبل التي تُؤدي إلى محبة الله تعالى لعبده.

شاهد أيضًا: مراحل تدوين السنة النبوية

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على التعريف بما هي سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كما بيَّن أنَّ حكم اتباع السنة النبوية هو واجبٌ على كل مُسلم، وذكر حكم مخالفة السنة النبوية أو إنكارها، بالإضافة لذكر الآيات القرآنية الدالة على ذلك، وبيان فوائد اتَّباع السنة النبوية الشريفة.

المراجع

  1. ^ سورة آل عمران , الآية 31.
  2. ^ alukah.net , اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , 03/01/2022
  3. ^ binbaz.org.sa , وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها , 03/01/2022
  4. ^ alukah.net , حجية السنة النبوية , 03/01/2022
  5. ^ سورة آل عمران , الآية 32.
  6. ^ سورة النساء , الآية 65.
  7. ^ سورة الحشر , الآية 7.
  8. ^ islamweb.net , أهمية التمسك بالسنة , 03/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *