نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام

نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام
نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام

نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام فقد صام أحد أنبياء الله عن الكلام والحديث مع الناس لمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك بعد أن بشّره الله تعالى بأنه سيُرزق بمولود، بعد أن كان عقيمًا لفترة كبيرة وقد نذر صيام ثلاثة أيام حتى يتأكّد من حَمل زوجته، وسوف نتعرف على هذا النبي الذي صام عن الكلام؟

نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام

نبي الله زكريا -عليه السلام-، فقد ذكر الله تعالى النبي زكريا في أوائل سورة مريم وفي سورة عمران، فقد نادى زكريا عليه السلام ربه ودعاه بأن يرزقه الذرية الصالحة، نادى زكريا ربه بصوت خفي لا جهر فيه، وذلك ليكون سرًا بينه وبين ربه، وقد كان دعاء زكريا لربه بوصف حالته وما وصل إليه، فقد تقدّم في العمر، ورقّ جلده، وضعف عظمه، وملأ الشيب رأسه، وهذا دليل على كِبر السن، ثم تبع شكواه بحسن ظنه برب العباد وكرمه وقدرته، وهذا ما تعوّد عليه من ربه، وناجى ربه أن سبباً دعاءه بالذرية الصالحة عدا عن كبره في العمر هو خوفه من ذوي القربى الذين يحق لهم أن يرثوه،  لأنه كان أكثر معرفة بأخبارهم وأحوالهم، فلعلهم كانوا ممن لا يؤتمن على الدعوة وعلى إرث زكريا -عليه السلام-، ولم يكن زكريا خائفًا على ماله الذي سيرثونه، فهو ليس من أصحاب الأموال، ولكن كان خوفه على أمانة العلم والدعوة إلى الله تعالى، فقد قيل أنهم مهملون لأمور الدّين، فخاف أن يضيع الدين بموته، فطلب وريثًا شرعيًا له.[1]

شاهد أيضًا:  من اسباب علاج العقم في سورة مريم

لله تعالى لدعاء زكريا عليه السلام

بعد أن دعى زكريا ربه بأن يرزقه الولد الذي يرثه، وشكواه من كبر عمره، ووهن عظمه، وعدم إنجاب زوجته، هنا أوكل زكريا أمره لربه القادر على كل شيء، والظاهر أن دعاء زكريا لربه وجد استجابة من ربه، فقال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}[2]، فقد أتت البشارة إلى زكريا بأن الله تعالى استجاب له بأنه سيرزقه الولد الذي يكون له اسمًا فريدًا لا يشاركه به أحد، فعاد زكريا من صدمة النفس والبهجة ليسأل ربه كيف سيكون له غلام وزوجته عاقر، وهو كبير في السن، فكان الردّ عليه أنه أمر هينٌ على الله تعالى الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولكي يطمئن قلب زكريا -عليه السلام- طلب من ربه أن يجعل له معجزة خاصة به.[3]

طلب الله من زكريا بالصيام عن الكلام مع الناس

بعد أن طلب زكريا من ربه أن يجعل له آية، أخبره الله تعالى أن آيته هي: أن لا يكلّم الناس ثلاثة أيام متتابعة، وإن أراد الحديث معهم يكون حديثه رمزًا فقط، وأن يكثر من التسبيح، فسوف تمر على زكريا ثلاثة أيام بلياليها يمتنع فيها عن الكلام ليس لعلة الخرس، ولكنه أمر الله تعالى، فيربط الله على قلب نبيه زكريا ولا يستطيع الكلام إلا بالتسبيح، ولغة المخاطبة معه ستكون بالإشارة فقط، فمنه الله زكريا من الكلام رغم محاولته الكلام، فلما خرج على قومه من المحراب وسألوه لم يستطع الإجابة، فأشار لهم باليد أن يسبّحوا ربهم في الصبح والمساء، وتحقق البشارة، وجاء يحيى إلى الدنيا، وريث شرعي لوالده في الحكمة والنبوة والدعوة إلى ربه.[4]

شاهد أيضًا: كيف مات نبي الله يحيى

في ختام مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى نبي صام عن الكلام ثلاثة ايام هو نبي الله زكريا -عليه السلام-، فقد كان زكريا عليه السلام لا ينجب، وطلب من ربه أن يرزقه الولد الصالح الذي يرث الدعوة والحكمة من بعده، فوهبه الله تعالى يحيى عليه السلام بعد أن أمره بالصيام عن الكلام مع الناس لثلاثة أيام متتابعة.

المراجع