تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون، معلومٌ أنَّ التفسير يعرَّف على أنَّه الكشف عن مراد الله -عزَّ وجلَّ- من كلامه، وهو من العلوم الشرعية الجليلة؛ حيث من خلاله يُتخرج وتُنستنبط الأحكام الشرعية، التي من شأنها يعرف المسلم أحكام دينه، فيقوم بتطبيقها، وفي هذا المقال الذي يطرح موقع محتويات، سيتمُّ ذكر نصُّ الآية التي تحمل الرقم الحادي عشر من سورة الحجرات، ثمَّ بيان تفسِيرها بشيءٍ من التفصيل.

نص آية ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

لقد جاء في الآية الحادية عشر من سورة الحجرات قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).[1]

شاهد أيضًا: ما اثر قيمه الصبر في حياه النبي محمد صلى الله عليه وسلم

تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

في هذه الآية الكريمة يُخاطب الله -عزَّ وجلَّ- المؤمنين، مبينًا عددًا من الحقوق التي تخصهم، وقد جاء ذلك من خلال بيان عددٍ من الأحكام الشرعية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان ذلك على شكلِ تعدادٍ نقطي، وفيما يأتي ذلك:

  •  نهى الله -عزَّ وجلَّ- المؤمنين عن تحقير بعضهم بعضًا، وبيَّن لهم حرمة سخرية أحدهم من أحد، مخبرًا أنَّه قد يكون المسخور منه أفضل من الساخر، وقد خصَّ النساء في هذه الآية لكثرة ما يقع ذلك منهنَّ، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ السخرية تعدُّ من مساوئ الأخلاقِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ).[2]
  • ثمَّ يبيِّن لهم حرمة الهمزِ واللمزِ، وينهاهم عنه، ويكون الهمز بالفعلِ، بينما اللمز بالقول، وهو عبارة عن عيبِ المسلم لأخيه المسلم، وقد سُمي الأخ المسلم بالنسبة لأخيه المسلم بالنفس؛ لأنَّه ينبغي للمؤمنين أن يكون حالهم الجسد الواحد، ولأنَّ المسلم إن عاب على أخيه المسلم، فإنَّ الآخر سيعيب عليه، فيكون الأول كأنَّه عاب على نفسه؛ إذ أنَّه هو البادئ بهذا الفعل.[3]
  • ثمَّ ينهى الله -عزَّ وجلَّ- المسلمين عن التنابز بالألقاب، وهو عبارة عن تلقيب المسلم لأخيه المسلم بلقبٍ مكروهٍ بالنسبةِ إليه، ثمَّ ذمَّ ذلك مبينًا أنَّه من الفسوقِ والعصيانِ؛ إذ أنَّ المسلم يُعرض بذلك عن أوامر الله -عزَّ وجلَّ- ونواهيه، والله تعالى أعلى وأعلم، ولا بدَّ من التنبيه أنَّ المقصودَ في هذه الآية هو اللقب المذموم، بينما اللقب غير المذموم فلم ينه الله عنه.[3]
  • ثمَّ يُنهي الله -عزَّ وجلَّ- هذه الآية بقوله: (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)، مبينًا فيها أنَّ الواجب على العبد المسلم المبادرة إلى التوبة، والخروج من حقِّ أخيه المسلم، من خلال الاستحلال والاستغفار، ومدحه أمام من قام بذمِّه، ومن لم يفعل ذلك فهو ظالمٌ لنفسه، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الناس قسمانٌ، وهم: من هو ظالمٌ لنفسه وهو غير التائب، ومنهم من هو مفلحٌ، وهو التائب عن الذنب.[3]

شاهد أيضًا: اختار خلقا من اخلاق الاسلام مع الاستدلال من القران والسنه النبويه

الدروس المستفادة من آية ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

في هذه الفقرة من مقال تفسير، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون، سيتمُّ استنباط بعض الدروس المستفادة من الآية الكريمة، وفيما يأتي ذلك:

  • حرمة السخرية من الآخرين.
  • كثرة ما تقع السخرية من الآخرين، من قبل النساء.
  • أنَّ المسخور منه بالغالب يكون أفضل من الساخر؛ إذ أنَّ السخرية تعدُّ من مساوئ الأخلاق.
  • حرمة اللمز والنبز بالألقاب المكروهة.
  • وجوب التوبة على من قام بفعلٍ من الأفعال الذكورة في الآية الكريمة.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ، وفيه تمَّ ذكر نصِّ الآية كاملةً، ثمَّ تمَّ بيان تفسِيرها بشيءٍ من التفصيل.

المراجع

[1]سورة الحجرات:الآية 11
[2]صحيح مسلممسلم، أبو هريرة، 2564، صحيح